الشارقة في 11 ديسمبر/ وام / أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن التعاون بين الشارقة والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بدأ منذ أربعة عقود عندما حلت الأكاديمية ضيفا على إمارة الشارقة في ثمانينيات القرن الماضي ليستمر التعاون الذي نتج عنه تأسيس فرع للأكاديمية في مدينة خورفكان. جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها مساء اليوم ، وبحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة ، في افتتاح مقر فرع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في إمارة الشارقة، والكائن بمدينة خورفكان. وقال سموه " يعلم البعض منكم أن التعاون بين الشارقة والأكاديمية العربية للنقل البحري كما كانت تسمى آنذاك بدأ منذ حوالي أربعة قرون، حينها حلت الأكاديمية ضيفا على الشارقة في ثمانينيات القرن الماضي، وحينما تدارسنا مع رئاسة الأكاديمية مؤخرا فكرة إنشاء فرع دائم للأكاديمية بالشارقة وتطرح من خلاله البرامج الدراسية والتدريبية في مجالات تكنولوجيا ولوجستيات النقل البحري الدولي التي تتميز بها الأكاديمية، تبين لنا جميعا التوافق التام في الرؤى والأهداف المرجوة من إنشاء الفرع وقررنا بدون تردد المضي قدما في المشروع واخترنا لها هذا الموقع المميز بالقرب من ميناء مدينة خورفكان". وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة " اليوم بعد أشهر قليلة من ارساء حجر الأساس نرى أمامنا منشآت ومكونات المرحلة الأولى من صرح أكاديمي جديد التحق به أبناؤنا وبناتنا من داخل وخارج منطقتنا ليحصلوا على تعليم متميز يشقوا به طريقهم في كل مجالات العمل المرتبطة بالنقل البحري الدولي، ويحققوا به طموحاتهم وآمال ذويهم ويساهموا مع زملائهم من خريجي البرامج الأخرى في الجامعات المختلفة لدفع مجتمعاتهم على طريق التقدم والرقي بإذن الله، وكما ذكرنا مرارا من قبل إن الشباب المتعلم المثقف المجتهد المؤمن بقيمنا الإنسانية الأصيلة المدرك لمجريات الأمور حوله والمنتج في مجاله من كل أنحاء الوطن العربي هم بالقطع المحققين لأملنا في مستقبل أفضل لأمتنا". وقال سموه " ومن المهم أن نشير إلى أن حوالي ثلث الدفعة الأولى من طلبة فرع الأكاديمية بخورفكان هن من الطالبات وأغلبيتهن من المنطقة الشرقية بالشارقة، كما نشير إلى أن معظم طلبة هذه الدفعة هم من المتميزين دراسيا وكان يمكنهم الالتحاق بجامعات وكليات أخرى في الشارقة وخارجها ولكنهم فضلوا أن يلتحقوا ببرامج كلية النقل البحري والتكنولوجيا بفرع الأكاديمية بخورفكان، نحييهم ونشجع كل أبنائنا وبناتنا على الدراسة في البرامج المرتبطة بالمجالات التي تتفق مع ميولهم ورغباتهم حتى لا يملوا أو يكلوا من بذل أقصى الجهد لاكتساب المعرفة والمهارات وصقل المواهب والسير على طريق التفوق والابداع، ليس فقط في الدراسة الآن بل وفي العمل في المستقبل القريب إن شاء الله". ودعما لأبنائه وبناته طلبة الأكاديمية أعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن توفير سفينة متخصصة للتدريب ستصل للأكاديمية في الفترة القادمة للتعلم والتدريب عليها عمليا. وقال سموه " نحيي ونقدر الجهود المخلصة لكل من شارك من الإسكندرية والشارقة في تنظيم وأداء العروض المبهرة والمتميزة التي شاهدناها اليوم، كما نحيي ونقدر الجهود المخلصة لآلاف العاملين في هذا المشروع على جميع المستويات، فبتوفيق وفضل من الله العلي القدير عملوا على مدار الساعة وأنجزوا المرحلة الأولى من المنشآت التي نشاهدها الآن في فترة زمنية قصيرة جدا بجميع المقاييس، نشكرهم جميعا على جهودهم وندعو الله أن يوفقهم في استكمال انجاز المرحلة الثانية من المشروع خلال الأشهر القليلة المقبلة، والتي تتمثل بإضافة مساحة للكلية بنفس المساحة التي نفذت وبمباني ترتقي بها إلى مستوى الكلية الأم في الإسكندرية". وكان صاحب السمو حاكم الشارقة وعند وصوله إلى مقر الأكاديمية شهد استعراض حرس الشرف لطلبة الدفعة الأولى للأكاديمية ليزيح بعدها الستار التقليدي للمبنى الإداري للكلية، وتجول سموه في أروقته مطلعا على ما يضمه من مرافق إدارية تسهم في تنظيم الشؤون الإدارية وتوفير كافة الخدمات لأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة، كما شاهد سموه فيلما حول مراحل تأسيس وتنفيذ الأكاديمية بفرعها في مدينة خورفكان. بعدها انتقل سموه لمبنى كلية النقل البحري والتكنولوجيا حيث أزاح الستار التقليدي للمبنى ليطلع بعدها على القاعات الدراسية والمعامل والمختبرات والوسائل التعليمية الحديثة واستمع سموه إلى شرح من طلبة الأكاديمية حول أبرز المهارات والمعارف التي يتلقونها في رحاب الأكاديمية. وتضم الأكاديمية مجموعة من المباني التعليمية التي تحوي المرافق المتخصصة للتدريب والتعليم، بالإضافة إلى المباني السكنية التي تضم مبنى خاص للطالبات ومبنيين للطلاب ومبنى لأعضاء الهيئة التدريسية تتوفر بهم أفضل سبل الراحة والإقامة. وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بالتقاط صورة تذكارية مع طلبة الدفعة الأولى للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بفرع خورفكان. بعد ذلك افتتح سموه مسجد الأكاديمية الذي يتسع لـ 350 مصل ويحوي مصلى خاص للنساء، ويتسم بالعديد من الزخارف والتصاميم المعمارية الإسلامية، حيث أدى سموه والحضور صلاة المغرب في مسجد الأكاديمية. وانتقل سموه بعدها إلى مدرج وملعب الأكاديمية الذي يتسع لـ 700 شخص وأزاح سموه الستار التقليدي للمدرج ايذانا بافتتاحه. وألقى معالي أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية كلمة، أشاد فيها بما وصلت إليه إمارة الشارقة بدعم صاحب السمو حاكم الشارقة.. وقال " يسعدني في البداية أن أعبر عن سعادتي بأن أكون بينكم اليوم في حفل افتتاح مقر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بمدينة خورفكان بإمارة الشارقة الحبيبة كأول فرع للأكاديمية بمنطقة الخليج العربي.. إن هذه المنارة الجديدة للعلم والتعليم هي حصيلة عمل جاد وجهد متواصل من الأكاديمية العربية من أجل بناء مؤسسات تعليمية حقيقية وبمعايير عالمية تكون إضافة حقيقية لمجالات الإدارة والتكنولوجيا والبحرية في العالم العربي الذي تحتاج كل دولة إلى كوادر مؤهلة ومدربة في هذه الأفرع". وأضاف " ليس غريبا على صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن يبادر إلى مثل هذه الشراكة مع الأكاديمية العربية، فهو رجل محب للمعرفة والعلم ويؤمن بضرورة نشرهما بين الناس، ونعرف ان إخلاصه لقضية الثقافة والتعليم والارتقاء بالوعي العربي ليس في حاجة إلى تبيان، فقد تجاوزت جهوده حدود الشارقة لتملأ الفضاء العربي كله، تعليما وثقافة ومعرفة.. أتمنى أن تمثل هذه المؤسسة التعليمية الجديدة إضافة لعناصر القوة العربية التي تعد المعرفة أحد أركانها الرئيسية وأن تؤدي دورها في تخريج أجيال من الشباب تخدم أوطانها في كل المواقع والمجالات". وألقى الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري كلمة بهذا المناسبة قدم فيها الشكر الجزيل لصاحب السمو حاكم الشارقة على توجيهاته ودعمه الكبير الذي تكلل بإنجاز الأكاديمية خلال 8 أشهر فقط لتكون منارة علمية متخصصة تؤهل كوادر متسلحة بالعلم الوفير والنافع. وقال " شكرا صاحب السمو حاكم الشارقة وعدت فأوفيت وآمنت بالعلم وآمنت بالإنسان وبشباب الأمة العربية وحيث أنه لا سبيل إلى إعداد هذا الإنسان سوى بالعلم وهو السلاح الأقوى الذي يمكن استخدامه لتغيير واقعنا وتغيير العالم، فإننا اليوم في أمس الحاجة إلى التعليم المتميز ذو الاعتمادية في بيئة علمية متطورة تغرس بهم روح التعلم والابتكار والابداع وتسلحهم بالعلوم الحديثة والذي يعتمد على الشراكة مع كبريات الجامعات العالمية". وقدم رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري نبذة حول أبرز انجازات الأكاديمية منذ تأسيسها كونها إحدى المنظمات المتخصصة والذراع الفني التابعة لجامعة الدول العربية التي واكبت الإيقاع العالمي السريع في مجالات التدريب والتعليم والبحث العلمي من خلال اعتماد برامجها من أكبر هيئات الاعتماد في مجال النقل البحري وحصولها على أعلى شهادات الجودة في التعليم والتدريب. وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة بعد ذلك استعراض حرس الشرف لطوابير المشاة، وعرضا طلابيا حول الإشارات البحرية، ومراسم تسليم القيادة من طلبة المقر الرئيس في جمهورية مصر العربية، وعددهم 160 طالبا إلى طلبة إمارة الشارقة في فرع خورفكان وعددهم 90 طالبا وطالبة، كما شكل الطلبة خلال عرضهم لوحة فنية حملت اسم الشارقة وشعار الأكاديمية. واختتم حفل الافتتاح بمشاهدة عروض ضوئية بالليزر أقيمت على الواجهة الخارجية للمبنى الإداري للأكاديمية بالإضافة إلى الألعاب النارية التي زينت سماء مدينة خورفكان. حضر حفل افتتاح الأكاديمية كل من الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية ومعالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، وسعادة علي ميحد السويدي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعدد من كبار المسؤولين وأعضاء المجلسي التنفيذي والاستشاري لإمارة الشارقة، وممثلي وزارات النقل والجهات الحكومية والعلمية، وجمع من الإعلاميين.
مشاركة :