الرياض - (أ ف ب): دخلت شركة أرامكو أمس الأربعاء سوق البورصة مع بدء تداول أسهمها محليا بسعر قياسي، وأصبحت عملاقة النفط السعودي في يوم التداول التاريخي الأول أكبر شركة مدرجة في سوق مالية على مستوى العالم. وبلغ سعر السهم بعد ثوان من بدء تداوله حتى إغلاق السوق 35.2 ريالا سعوديا (9.4 دولارات) بزيادة 3.2 ريالات (0.85 دولار) عن السعر الرئيسي، ما رفع قيمة الشركة من 1.71 تريليون دولار إلى 1.88 تريليون دولار. وقال رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية ياسر الرميان في حفل بالرياض قبيل قرع جرس دخول السوق «في هذا اليوم، يحق لموظفي أرامكو السعودية كافة وكل شخص في المملكة أن يشعر بالفخر والاعتزاز». وتابع «في هذا اليوم، بعدما كانت المملكة العربية المساهم الوحيد في الشركة، أصبح لدى الشركة أكثر من خمسة ملايين مساهم منهم مواطنون وخليجيون ومؤسسات استثمارية وطنية وإقليمية وعالمية». وبعد قرع مسؤولي أرامكو جرس بدء التداول في الحفل ذاته، ارتفع سعر السهم إلى أعلى حد يسمح به في اليوم الواحد هي نسبة 10 بالمائة، بحسب أنظمة السوق. وجرى خلال اليوم الأول تداول أكثر من 31.6 مليون سهم بقيمة 1.1 مليار ريال سعودي (293 مليون دولار)، بحسب نشرة الإغلاق الصادرة عن السوق. ويعزّز اكتتاب أرامكو موقع السوق المالية السعودية المحلية «تداول»، التي أصبحت من بين أكبر عشر أسواق عالمية. وقد ارتفع مؤشر السوق بنسبة 0.83 بالمائة في اليوم الأول من تداول أسهم أرامكو. ودخلت أرامكو السوق بعدما استكملت أكبر اكتتاب عام في التاريخ، قامت فيه الشركة ببيع 1.5 بالمائة من أسهمها بقيمة 25.6 مليار دولار. وطرحت في وقت لاحق بيع نحو 0.25 بالمائة إضافية لتصل قيمة ما قد تجنيه من عملية البيع إلى 29.44 مليار دولار. ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح لرؤية 2030 الذي يهدف إلى تنويع الاقتصاد ووقف ارتهان المملكة التاريخي للنفط. وتجاوز الاكتتاب العام أرامكو مبلغ 25 مليار دولار الذي كانت سجلته مجموعة علي بابا الصينية في 2014 لدى دخولها إلى بورصة وول ستريت. وكان من المتوقع أن تبيع أرامكو 5 بالمائة من أسهمها في السوق المالية المحلية وبورصة أجنبية لم تتحدّد، لكنّها أعلنت مؤخّرا أن خطط الطرح خارج السعودية مؤجّلة وقلّصت الأسهم المطروحة للبيع.. ويبلغ رأسمال أرامكو ستين مليار ريال سعودي (16 مليار دولار) مقسّمة على مائتي مليار سهم. وباعت أرامكو ثلاثة مليارات سهم في البداية وهي نسبة 1.5 بالمائة، ثم طرحت بيع 450 مليونا إضافية أي نحو 0.25 بالمائة. وساهمت السلطات في تحفيز السوق المحلية على الاكتتاب في الشركة قبل عملية الطرح، وذلك عبر دعوة العائلات الثرية إلى شراء حصص، بينما روّجت وسائل إعلام محلية لعملية الشراء على أنها عمل وطني. وينظر إلى أرامكو على أنها الدعامة الرئيسية لاقتصاد المملكة ولاستقرارها الاجتماعي. وقد حقّقت الشركة العملاقة أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار العام الماضي، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، وبلغت عائداتها 356 مليار دولار. وتقدّر أرامكو احتياطات النفط المثبتة السعودية بـ227 مليار برميل، واحتياطات الهيدروكربون بـ257 مليار برميل.
مشاركة :