يتطلع عدد كبير من شيعة لبنان إلى إخراجه من سلة حزب الله، الذي يقف اليوم أمام رياح الاحتجاجات ليحمي مصالحه ومصالح إيران في لبنان، والمنطقة. وتشير أوريلي ضاهر، الباحثة في العلوم السياسية، إلى أن “عمل حزب الله كمجموعة سياسية هو من أجل الضغط على الحكومة أو عرقلة البرلمان من أجل حماية مصالح الحرس الثوري”. وتقول ضاهر، في لقاء مع صحيفة “العرب ويكلي”، الناطقة بالإنكليزية، إن “الهدف الرئيسي لحزب الله هو بذل الجهد لمنع نزع سلاح قوات الحرس الثوري. وإذا لزم الأمر، سيستخدم أسلحته لحماية أسلحة إيران”. وترفض ضاهر، التي صدر لها هذا العام كتاب “حزب الله: التعبئة والنفوذ”، الحجة الشائعة التي تقول إن حزب الله يتطور إلى حزب سياسي “طبيعي”. وتلفت إلى أن “ثقافة المقاومة” التي بنى عليها حزب الله شرعيته موجودة بشكل مستقل عن أي طموح طويل الأمد لإقامة دولة إسلامية. وتشير إلى أن الحديث عن “مشروع حزب الله” في غير محله. وتوضح قائلة “عندما تلاحظ سياسة الحزب في اتخاذ القرارات، تجد أنه لا يعمل كحكومة، بل كقوة ضغط. فهو لا يمثل طرفا لديه برنامج أو حقيقة. ليس لديه رؤية للمستقبل، على عكس ما يقوله الجميع”. ومن ثم، يسمح حزب الله لحركة أمل، التي تتعاون معه انتخابيا، بتأمين الموارد للشيعة في إطار السياسة الطائفية في لبنان. بدأت ضاهر في الغوص في تاريخ حزب الله في عام 2006. واستفادت من خبرتها التي تعود إلى عام 1985 عندما انتقلت مع عائلتها، وهي تبلغ من العمر 8 سنوات، إلى بعلبك في منطقة البقاع اللبنانية. وتتحدث عن تلك الفترة قائلة “كان ذلك في وقت كانت فيه فرقة الحرس الثوري الإيراني تحافظ على وجودها في بعلبك… كان الحرس الثوري متحفظا إلى حد ما. لم ينظموا مسيرات عسكرية في الشارع. كانوا حريصين على عدم لفت نظر السكان بأنهم كانوا هناك”. يتضمن الكتاب المئات من المقابلات التي أجرتها ضاهر مع أعضاء ومقاتلين ومسؤولين. ومن بين هؤلاء صبحي الطفيلي، أول زعيم لحزب الله، فضلا عن أنه كان شخصية مجهولة الهوية دربت الانتحاريين في الثمانينات. وتقدم ضاهر تفاصيل غير مسبوقة عن بنية حزب الله، التي تتمحور حول المجلس العسكري الحاكم. وتشير إلى أن الأعضاء، الذين يجب أن يكونوا من الذكور، لا يحصلون على بطاقة عضوية في الجماعة ولكن يتلقون تدريبات إلزامية على الأسلحة. ويصبح البعض مقاتلين والبعض موظفين مدنيين. ونقلا عن الطفيلي، قالت ضاهر إن 1000 شاب قد تلقوا تدريبات من قبل الحرس الثوري الإيراني بالقرب من بعلبك في عام 1982 قبل التوجه جنوبا لمحاربة الإسرائيليين. وعلى عكس ما كان يُفترض غالبا، كان معظمهم من المبتدئين السياسيين وليسوا من الشيوعيين السابقين أو الأعضاء السابقين في حركة أمل. وهكذا ولدت الجماعة الإسلامية في لبنان (المقاومة الإسلامية في لبنان). لكن تدريب الحرس الثوري الإيراني لم يكن عسكريا بحتا. وكتبت ضاهر “كانت مهمة رجال الدين من الكتيبة الثقافية في الحرس الثوري الإيراني هي نشر ما أصبح يعرف باسم ’ثقافة المقاومة’”. وخلال النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي، كان الحرس الثوري يعمل على الأرض إلى جانب الفلاحين والعمّال الميدانيين في شمال البقاع، حيث يزرع ويحصد ويساعد المزارعين في تربية الماشية والأغنام. وكنتيجة ذلك اكتسب الحرس الثوري شعبية بين السكان الذين اعتادوا على نظرة التجاهل من قبل الحكومة اللبنانية.
مشاركة :