الجليد يذوب في القطب الشمالي فيغرق أهل السواحل

  • 12/12/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شهد القطب الشمالي هذا العام ثاني أكثر السنوات دفئا منذ 1900 وفقا لتقرير نشر، الثلاثاء، ما زاد من المخاوف بشأن ترقق طبقة الجليد وارتفاع مستويات البحر. ويخشى علماء من أن التغير المناخي الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة قد يدفع الصفائح الجليدية إلى نقطة اللاعودة، مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على البشرية. وحذر التقرير من أن ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند يحدث بشكل أسرع من المتوقع بسبع مرات وقد يعرض الملايين من الأشخاص للخطر بحلول نهاية هذا القرن. ويتأثر القطب الشمالي بالاحترار أكثر بمرتين من بقية الأماكن على الكوكب منذ تسعينات القرن الماضي، وهي ظاهرة يسميها علماء المناخ التضخيم القطبي، وكانت السنوات الست الماضية الأكثر دفئا في المنطقة. وكان متوسط درجة الحرارة في الأشهر الـ12 حتى سبتمبر أعلى بـ1.9 درجة مئوية من متوسط الفترة الممتدة بين العامين 1981 و2010، وفقا لتقرير القطب الشمالي الذي أعدته وكالة المحيطات والغلاف الجوي الأميركي (نوا). وأظهر هذا التقرير السنوي أن الغطاء الجليدي البحري في نهاية الصيف الذي قيس في ذلك الشهر كان ثاني أدنى رقم تسجله بيانات الأقمار الاصطناعية منذ 41 عاما بالتعادل مع العامين 2007 و2016. الثلج الكثيف ضروري للسكان المحليين الذين يسافرون عبر الطرق الجليدية ويصطادون الفقمات والحيتان وقال دون بيروفيتش، أستاذ الهندسة في دارتموث الذي شارك في تأليف التقرير، “كان العام 2007 سنة فاصلة”. وأضاف “تحدث زيادة في بعض السنوات ويحصل انخفاض في سنوات أخرى، لكننا لم نعد إلى المستويات التي كانت قبل العام 2007”. وتجاوزت مستويات انخفاض مستوى الجليد هذه الفترة، بين العامين 2015 و2016 التي كانت الأكثر حرا منذ العام 1900 عند بدء التسجيلات. في بحر بيرينغ بين روسيا وألاسكا، شهد آخر فصلي شتاء نسبة من الجليد البحري تعادل أقل من نصف متوسط هذه النسبة خلال العقود السابقة، كما أن الجليد أصبح أرق أيضا، وهذا يعني أن الطائرات لم تعد قادرة على الهبوط بإمدادات لسكان ديوميدي وهي جزيرة صغيرة في مضيق بيرينغ، وهم يعتمدون الآن على طائرات هليكوبتر أقل موثوقية. ويعد الثلج الكثيف ضروريا أيضا للسكان المحليين الذين يسافرون عبر الطرق الجليدية ويوقفون قواربهم أو يصطادون الفقمات والحيتان. وبما أن الجليد يتشكل في وقت لاحق من الخريف، يبقى السكان منعزلين لفترة كبيرة من السنة. ويزداد “الجليد الثابت” المرتكز على قاع البحر ندرة وهو ما يستخدمه الصيادون لوضع معداتهم عليه. وكتب السكان الأصليون في مقال مدرج في التقرير “في بحر بيرينغ الشمالي، كان يبقى الجليد البحري لمدة ثمانية أشهر في السنة، أما اليوم، فقد يستمر هذا الجليد لثلاثة أو أربعة أشهر فقط وليس الجليد البحري الذي يتراجع فحسب، بل إن الجليد في غرينلاند وفقا للتقرير، يذوب أيضا. بالنسبة إلى بقية أنحاء العالم، يقاس هذا الذوبان بارتفاع منسوب مياه البحر. وكل عام، يؤدي ذوبان الجليد في غرينلاند وحدها إلى رفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 0.7 مليمتر. ويعد غطاء غرينلاند الجليدي أكبر مساهم منفرد في ارتفاع منسوب مياه البحر في العالم، وثاني أكبر صفيحة جليدية في العالم بعد نظيرتها في أنتاركتيكا. ويعكس الثلج أشعة الشمس مرة أخرى إلى الفضاء، لكن عندما يذوب فإنه يكشف مساحة أكبر للشمس ما يؤدي إلى إذابة التربة المجمدة، وهي التربة التي تبقى متجمدة. ووفقا للتقرير الذي نشر في مجلة “نيتشر”، فقدت غرينلاند حوالي 3.8 تريليون طن من الجليد منذ العام 1992 وهو ما يكفي لرفع مستويات سطح البحر 10.6 ملليمترات. وأظهر أن معدل فقدان الجليد قد ارتفع من 33 مليار طن في المتوسط في التسعينات إلى 254 مليار طن في ثلاثة عقود فقط. وقدمت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في العام 2013 توقعات مفادها أنه إذا استمر الاحترار العالمي، فسترتفع مستويات سطح البحر 60 سنتيمترا بحلول العام 2100، ما يعرض 360 مليون شخص لخطر الفيضانات. وقال البروفيسور أندرو شيبرد من جامعة ليدز في المملكة المتحدة، “كقاعدة عامة، يؤدي كل ارتفاع سنتيمتر في مستوى سطح البحر العالمي إلى تعريض ستة ملايين شخص للفيضانات الساحلية”. وأضاف “وفقا للاتجاهات الحالية، سيتسبب ذوبان الجليد في غرينلاند وحدها في إغراق 100 مليون شخص كل عام مع نهاية هذا القرن، أي مجموع 400 مليون بسبب ارتفاع مستوى سطح البحار”. وأوضح “ستحصل هذه الأحداث وستكون مدمرة للمجتمعات الساحلية”. وبيّن التقرير أن خسائر الجليد بلغت ذروتها عند 335 مليار طن في العام 2011 أي ما يعادل عشرة أضعاف معدل التسعينات عندما شهدت غرينلاند موجة ذوبان شديدة. ومنذ ذلك الحين، انخفض المعدل السنوي إلى 238 مليار طن في المتوسط، لكن هذا الرقم ما زال أعلى سبع مرات مما كان عليه في أوائل التسعينات، ولا يشمل كل أشهر العام 2019 التي قد تساهم في وضع معدلات جديدة. وهذا التقرير هو الأحدث ضمن سلسلة من التحذيرات حول التهديد الذي تمثله ظاهرة التغير المناخي على الغطاء الجليدي في أنتركتيكا وغرينلاند.

مشاركة :