كشفت موانئ أبوظبي، أمس، عن توسعات جديدة في ميناء خليفة باستثمارات 3.8 مليار درهم، وذلك استجابة للنمو الكبير المتوقع في احتياجات العملاء الحالية والمستقبلية، حيث تتوزع هذه الاستثمارات في كل من الرصيف الجنوبي والمنطقة اللوجستية لميناء خليفة بقيمة 2.2 مليار درهم، إلى جانب توسعات جديدة في مرافئ أبوظبي بقيمة 1.6 مليار درهم. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد أمس، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة لتدشين ميناء خليفة، والذي قام بافتتاحه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 12 ديسمبر 2012، وكذلك مع بدء التشغيل الكامل لمحطة كوسكو أبوظبي للحاويات بعد فترة تجريبية استمرت لعدة أشهر. تطوير الرصيف وتتضمن أعمال تطوير الرصيف الجنوبي، والتي يتوقع أن يتم الانتهاء منها في الربع الأول من العام 2021، بناء جدار رصيف بطول ثلاثة كيلومترات مع غاطس بعمق 18.5 متر، لاستخدامها في الشحنات العامة ومناولة البضائع المدحرجة، إضافة إلى إنشاء ثمانية أرصفة للرسوّ، وساحة بمساحة 1.3 مليون متر مربع، أما أعمال التوسع في منطقة ميناء خليفة اللوجستية للاستخدامات متعددة الأغراض، فتتضمن إنشاء جدار رصيف بطول 3.1 كيلو متر وعمق ثمانية أمتار، إلى جانب إنشاء 15 رصيفاً للرسوّ وساحات للتخزين، تم تصميمها لتلبي الاحتياجات الخاصة بشركات الشحن العاملة هناك، ويجري تنفيذ هذا المشروع على عدة مراحل، حيث من المقرّر الانتهاء من المرحلة الأولى من توسعة الرصيف الجنوبي بحلول الربع الأخير من العام 2020، في حين يتم استكمال المرحلة الثانية وأعمال التوسع في منطقة ميناء خليفة اللوجستية بحلول الربع الأول من 2021. ويسهم مشروع تطوير الرصيف الجنوبي، وأعمال التوسع في منطقة ميناء خليفة اللوجستية، في توفير أكثر من 2800 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وما يزيد على 3.2 مليار درهم في إجمالي الناتج المحلي لإمارة أبوظبي بحلول عام 2025. أما مشروع توسعة مرافئ أبوظبي الذي يضم زيادة طول الرصيف من 1.400 متر إلى 2.265 متر، وإضافة 10 رافعات جديدة، فسيؤدي إلى مضاعفة الطاقة الاستيعابية من 2.5 مليون حاوية نمطية، إلى 5 ملايين حاوية نمطية. الطاقة الاستيعابية كما تشتمل التوسعات الجديدة على تبني التقنيات المتطورة في مناولة الحاويات مثل النظام الآلي لتحميل وتفريغ الشاحنات. ومع هذه التوسعة في الطاقة الاستيعابية، سيشهد ميناء خليفة زيادة في طاقته الاستيعابية البالغة حالياً 5 ملايين حاوية نمطية لتصل إلى 7.5 مليون حاوية نمطية، ما يعزز الجهود الرامية إلى رفع الطاقة الاستيعابية إلى 9 ملايين حاوية نمطية، خلال السنوات الخمس القادمة. من جهته، أشار أحمد المطوع، الرئيس التنفيذي لمرافئ أبوظبي، إلى أن مرافئ أبوظبي وعملاءها وأصحاب المصلحة لعبوا دوراً رئيساً في دفع نمو ميناء خليفة منذ تدشينه، منذ سبع سنوات، مؤكداً مواصلة مرافئ أبوظبي دعم رؤية موانئ أبوظبي الهادفة إلى تعزيز موقع الميناء، ليصبح المركز التجاري واللوجستي المفضل، والأكثر تطوراً من الناحية التقنية في المنطقة والعالم. أحدث الابتكارات وقال: «نواصل ضخ المزيد من الاستثمارات للتوسع في أعمال البنى التحتية، وتطبيق أحدث الابتكارات والمبادرات التقنية التي تعزز فعالية خدماتنا المقدمة للعملاء وأصحاب المصلحة، حيث إن استثمار 1.6 مليار درهم، في مشاريع توسعة جديدة سيضاعف الطاقة الاستيعابية لمناولة الحاويات، لتصل إلى 5 ملايين حاوية نمطية، بحلول العام 2020 ويؤهلنا لمزيد من النمو المستقبلي ولتبوؤ موقع بارز، ضمن أكبر 40 محطة حاويات على مستوى العالم». مركز لوجستي من جهته، قال ناصر البوسعيدي، نائب الرئيس التنفيذي لمحطة كوسكو أبوظبي: «في الذكرى السنوية الأولى لإطلاق محطة كوسكو أبوظبي للحاويات، بدأت المحطة العمل بكامل طاقتها التشغيلية. وتمثل أبوظبي بالنسبة لشركة كوسكو الملاحية لإدارة الموانئ المحدودة، مركزاً لوجستياً وتجارياً استراتيجياً عالمياً، في ظل الموقع الحيوي لإمارة أبوظبي الذي يربط الشرق والغرب، وكذلك أهميتها ضمن طرق التجارة الدولية، خاصة مبادرة الحزام والطريق الصينية، فضلاً عن توفر بنية تحتية متطورة عالمية المستوى. ونتطلع إلى إكمال كافة مراحل مشروع محطة كوسكو أبوظبي للحاويات لتصل إلى طاقتها الاستيعابية القصوى، وتسهم بالتالي في تعزيز التجارة بين أبوظبي ومختلف أسواق المنطقة والعالم». وكشف البوسعيدي في تصريحات صحفية، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس، عن مشروع محطة فرز الحاويات الذي تجري الأعمال الإنشائية فيه حالياً، حيث يتم تشييد المرحلة الأولى بحجم استثمار 75 مليون درهم، ليتم إنجازها بالربع الأخير من العام 2020، لافتاً إلى أنه تم إنجاز 25% من الأعمال الإنشائية، مضيفاً:«سيتم إنجاز المرحلة الثانية بالربع الثاني من 2021». وتضم محطة كوسكو أبوظبي للحاويات شبه الآلية أكبر محطة لفرز الحاويات في الشرق الأوسط، ما يعزز مكانة أبوظبي كمركز إقليمي حيوي ضمن شبكة «كوسكو» العالمية المؤلفة من 37 ميناء. من جانبه، أشار محمد عيضة المنهالي، مدير ميناء خليفة بالإنابة، إلى أن مشروع توسعة الرصيف الجنوبي ومنطقة ميناء خليفة اللوجستية، يمنح ميناء خليفة ومدينة خليفة الصناعية ميزة تنافسية أكبر، حيث يتيح للمصنعين وشركات الشحن الاستفادة من المزايا الفريدة التي توفرها البيئة الصديقة للمستثمرين في إمارة أبوظبي. وقال: «إن استثمارات موانئ أبوظبي في تطوير البنية التحتية لميناء خليفة، تعزز دور هذا الميناء الحيوي في خدمة التجارة البحرية، وتسهم في زيادة طاقته الاستيعابية في مناولة الحاويات والبضائع العامة». وأضاف المنهالي في تصريحات صحفية أمس، أن هذه التوسعات تأتي نتيجة لنمو الطلب العالمي على الشحن البحري، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى نمو الطلب على الشحن البحري عالمياً، بواقع 4.4% سنوياً للسنوات المقبلة. وشدد المنهالي على «أنه لا يوجد أي تأثير من الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية على أعمال ميناء خليفة، حيث يشهد الميناء نمواً منذ تدشينه في العام 2012 حيث نستفيد دائماً من التحديات ونحولها إلى فرص للنمو». تعميق القناة ويشار إلى أن موانئ أبوظبي قامت بتعميق قناة ميناء خليفة من 16.5 متراً إلى 18.5 وتوسيع مدخلها من 250 متراً إلى 280، ما مكن الميناء في يونيو 2019 من استقبال سفينة «كيب الطويلة» القادمة من جمهورية غينيا وعلى متنها شحنة من خام البوكسيت لصالح مصهر الطويلة للألمنيوم، التابع لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم. وأصبح بذلك أول ميناء في دول مجلس التعاون الخليجي يستقبل سفن الشحن العملاقة ذات الغاطس العميق المحملة بالكامل. ويخدم ميناء خليفة، المجهز ببنية تحتية ومعدات هي الأكثر تطوراً في العالم تشتمل على 23 رافعة جسرية عملاقة، أكثر من 25 خط شحن، ويتيح ربطاً مباشراً مع أكثر من 70 وجهة دولية. استجابة للنمو المتوقع أكد الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي، الدعم اللامحدود الذي تحظى به موانئ أبوظبي من جانب القيادة الرشيدة، حيث إن مشاريع توسعة ميناء خليفة تمثل خطوة استراتيجية استجابة للنمو المتوقع في قطاع التجارة البحرية في المنطقة والعالم. وأضاف: «يواصل ميناء خليفة النمو بطريقة مستدامة، جعلت منه أحد أسرع الموانئ نمواً في العالم، وذلك بفضل الشراكات الاستراتيجية التي تربط موانئ أبوظبي مع كبرى الشركات العاملة في هذا القطاع، مثل شركة أم أس سي السويسرية، وشركة كوسكو الملاحية لإدارة الموانئ المحدودة، وأوتوتيرمينال برشلونة». وبين الشامسي: «يستمر ميناء خليفة بالتوسع والابتكار ليخدم الاحتياجات المتنوعة لشركائنا، ويساهم في الوقت ذاته في بناء اقتصاد مستدام ومتنوع لإمارة أبوظبي، وتعزيز أواصر العلاقات التجارية التي تربط دولة الإمارات مع الشركاء الاستراتيجيين، مثل جمهورية الصين الشعبية، التي تعد أكبر شريك للتجارة غير النفطية للدولة. إن الكميات الكبيرة من الشحنات والبضائع التي ستمر عبر ميناء خليفة، خلال العقود القادمة، ستعكس أهميته البالغة كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية وترسخ مكانته».
مشاركة :