لا تتوقف متعة تحدي دوري أبطال أوروبا على المباريات وتفاصيلها، بما تشهده من إثارة لا مثيل لها في «عالم الساحرة»، بل تمتد إلى ما بعد نهاية المواجهات بما تسفر عنه من أرقام وحقائق وإحصائيات. وشهدت الليلة قبل الماضية دراما كروية إنسانية بطلها العمر، ما بين أصغر مدرب، وأصغر لاعب، وأصغر حارس، لينجح كل هؤلاء في صنع الحدث في «ليلة أبطال»، ومع هؤلاء نجم عربي يعانق العالمية في كل هدف، ما يعني أنه فعلها 200 مرة، ويضاف إلى هؤلاء نجم يفخر به الإنجليز لاعباً، ومن المؤكد أنهم سوف يمددون معه اتفاقية الحب والاحترام المتبادل، فقد بدأ طريق التوهج في عالم التدريب، وحقق إنجازاً يفخر به كأيقونة كروية إنجليزية. 1- صلاح 200 لم تكن الفرصة السهلة التي أهدرها النجم المصري محمد صلاح أمام سالزبورج النمساوي سوى مقدمة لهدف تاريخي من حيث درجة الصعوبة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه الهدف 200 في مسيرته الكروية، وبالطبع لا يوجد من بينها سوى 12 هدفاً مع المقاولون العرب، وبقية الأهداف في ملاعب «القارة العجوز»، فقد سجل 82 هدفاً بقميص الليفر، و34 مع روما، و20 مع بازل و2 رفقة تشيلسي، و9 مع الفيولا في إيطاليا، وعلى المستوى الدولي سجل صلاح 41 هدفاً للمنتخب المصري، وبالنظر إلى مسيرته حتى الآن فإنه يمكنه الاستمرار في معانقة العالمية في بقية مشواره الكروي. 2- القفاز البريء أصبح الحارس البلجيكي مارتن فانديفوردت حامي عرين جينك البلجيكي الحارس الأصغر في تاريخ دوري الأبطال بعد مشاركته مع فريقه أمام نابولي، حيث يبلغ من العمر 17 عاماً، و287 يوماً فقط، وهو بذلك دخل التاريخ من الباب الواسع، حيث يتذكره الجميع بهذا الإنجاز الرقمي التاريخي، ولكن يتعين عليه أن يكتب تاريخه القادم بالتألق في المباريات لكي يسير على خطى العملاق كاسياس الذي سجل ظهوره الأول بالبطولة القارية مع الريال حينما كان يبلغ 18 عاماً و177 يوماً، وكان أصغر حارس شارك في مباراة بدوري أبطال أوروبا هو ميلي سيلفار حارس بنفيكا، حيث شارك أمام مانشستر يونايتد في 2017، وكان يبلغ وقتها 18 عاماً و52 يوماً. 3- فاتي «فتى البارسا» ابتسم القدر لموهبة فاتي نجم البارسا الصاعد، حيث يتألق في كل مناسبة تتاح له الفرصة خلالها للمشاركة مع الفريق الكتالوني، وهذه المرة أحرز هدفاً قتل به آمال الإنتر في التأهل لدور الـ 16، وحجز لنفسه مكاناً في تاريخ المسابقة القارية، فقد أصبح أصغر لاعب يسجل هدفاً في تاريخ دوري الأبطال، حيث يبلغ 17 عاماً و40 يوماً، والمفارقة أنه سدد مرة واحدة، ليصنع التاريخ بهذه التسديدة، ويقتحم عالم أصغر المسجلين على طريقة فابريجاس، كوفاسيتش، وكريكيتش، وبنزيمة، وتشامبرلين، وغيرهم من النجوم الذين واصلوا المسيرة وأثبتوا أحقيتهم بدخول تاريخ البطولة الأكثر جاذبية في عالم الساحرة. 4- لامبارد.. أسطورة إنجليزية ليس بالضرورة أن تكون مدرباً أسطورياً لمجرد أنك لاعب أسطوري، إلا أن فرانك لامبارد المدير الفني لتشيلسي يسير بخطى واثقة ليصبح واحداً من بين أفضل العقول التدريبية ليكرر مسيرته حينما كان واحداً من أفضل نجوم وسط الميدان في العالم، وحقق لامبارد إنجازاً كبيراً مع تشيلسي بالتأهل إلى دور الـ 16 ليصبح أول إنجليزي يتأهل لهذا الدور الإقصائي لاعباً ومدرباً، كما أنه أول مدرب إنجليزي يصل إلى هذه المرحلة في البطولة القارية منذ أن فعلها هاري ريدناب عام 2010، الأمر الذي يؤشر إلى أن لامبارد سوف يكون فخر الكرة الإنجليزية مدرباً، خاصة أن الإنجليز يعتمدون في أنديتهم على العقول الأجنبية بصورة كبيرة. 5- ناجلسمان.. أصغر عبقري دخل التاريخ حينما كان أصغر مدرب في دوري الأبطال، وتحديداً قبل أن يتجاوز 31 عاماً حينما كان مدرباً لفريق هوفنهايم، وقبل ساعات عاد مرة أخرى لاقتحام التاريخ الكروي الأوروبي، فقد أصبح أصغر مدرب يتأهل متصدراً مجموعته في تاريخ البطولة القارية بقيادته لفريق لايبزيج للدور المقبل، فقد حصد الفريق الألماني مع مدربه يوليان ناجلسمان صدارة المجموعة برصيد 11 نقطة، ولا يتجاوز عمر ناجلسمان 32 عاماً و4 أشهر، ما يعني أنه أصغر من 60 لاعباً في مختلف الأندية شاركوا في النسخة الحالية للبطولة القارية، وهو على سبيل المثال أصغر عمراً من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، فهما يصنعان التاريخ في الملعب، بينما يسجل الألماني بصمته على الخط الجانبي.
مشاركة :