عمان 15 ربيع الآخر 1441 هـ الموافق 12 ديسمبر 2019 م واس بدأت في العاصمة الأردنية عمّان اليوم , أعمال الدورة الثانية عشرة للمجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي، برئاسة معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ رئيس المجلس، وبحضور رؤساء أصحاب المعالي الوزراء الأعضاء في المجلس التنفيذي وهي الأردن ومصر والكويت والمغرب واندونيسيا وجامبيا وباكستان، وبرعاية من دولة رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز. وفي مستهل الكلمة الافتتاحية للاجتماع نقل معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ إلى حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين وحكومة وشعب الأردن الشقيق، ولكافة أصحاب المعالي الوزراء الأعضاء بالاجتماع التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي والوفود المشاركة. وأكد معالي الوزير "آل الشيخ" أن أهمية هذه الدورة تأتي من حساسية الظروف التي تحيط بأمتنا الإسلامية والتحديات المختلفة التي تستدعي منا اليقظة، وتفرض علينا في وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية وحدة الكلمة والتعاون عملاً بقول الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} ، مشيراً إلى أن وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية تحمل أمانة عظيمة ويقع على عاتقها مسؤوليات جسيمة، لتعريف العالم بحقيقة الإسلام، وقيمه الإسلامية والإنسانية السمحة، واستعادة صورة الإسلام الصحيحة النقية ودفع شبه المغرضين عنه وحمايته ممن سقطوا في الفتنة، فتنة الغلو والإفراط، وفتنة الانحلال والتفريط، وقد من الله على هذه الأمة بأن جعلها خير الأمم {كنتم خير أمة أخرجت للناس}. وأوضح معاليه أن الله اختص هذه الأمة بهذا الدين وبهذا النبي الأمين وبهذا الكتاب المبين، فجعل الله لهذه الأمة الكرامة والعزة والتفضيل والاختصاص على سائر الأمم، ومن أبرز تلك الخصائص التي اختص الله تعالى بها أمة الإسلام أن جعلها أمة وسطا ، قال الله تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } لافتاً الانتباه إلى أن مظاهر الوسطية تجلت في جميع التشريعات الإسلامية وفي أحكامه، فشملت جوانب الحياة كلها، وهذا فضل من الله تعالى ونعمه أن جعل هذه الأمة وسطا في كل أمور الدين ، مضيفاً معاليه بأهمية الحرص على غرس هذه المعاني والتأكيد عليها حماية للإسلام، ليبقى نقياً مؤثراً كما جاء من عند الله تعالى. وبيّن معاليه أن أهداف جميع وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف مشتركة، وغاياتها واحدة، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع يعد فرصة كبيرة لتبادل الآراء والتجارب بما يقوي التعاون والتكامل في جميع أعمالنا. وقال معاليه: إن المؤتمرات السابقة عالجت جملة من القضايا الحيوية ذات الصلة بأعمال الدعوة، وتعليم القرآن الكريم وحفظه، والمساجد والأوقاف والحفاظ عليها وتنميتها وتوجيهها إلى ما ينفع الناس في الدنيا والآخرة، كما ناقشت قضايا جوهرية يأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية باعتبارها قضية المسلمين الأولى ، ومكافحة الغلو والتطرف والإرهاب ، وتعزيز الأمن الفكري بمفهومه الشامل ، وتجديد الخطاب الديني ، والحوار مع الآخر ، وبين اتباع الأديان والثقافات ، والتعريف بالإسلام باللغات المختلفة وغيرها . وقال معالي الدكتور "آل الشيخ" : إن قضية فلسطين والقدس المبارك حاضرة في ضمائر الشعوب العربية والإسلامية ، وهي قضية محورية للمملكة العربية السعودية وسياساتها في نصرة الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة ثابتة ، وأنها تحتل مكانة خاصة لدى قادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ وإن تسمية مقامه الكريم للقمة العربية التاسعة والعشرين التي عقدت في مدينة الظهران في العام المنصرم بقمة (القدس) لهي ترجمة حقيقية لما تُمثله هذه القضية من أهمية واستشعار لمكانة المسجد الأقصى المبارك مسرى نبينا محمد وإيماناً بقول الله عز وجل : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، فيجب أن تكون حاضرة في الوعي ، وفي خطابنا الديني لتذكير المسلمين بفلسطين والقدس لتبقى حية في الوجدان الإسلامي . واختتم معاليه كلمته بتقديم جزيل الشكر ووافر التقدير إلى المملكة الأردنية البلد المضياف حكومة وشعباً، وعلى رأسهم حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله على استضافتها الكريمة لاجتماع المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دورته الثانية عشرة، كما شكر معالي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الخلايلة على ما تفضل به هو وزملاؤه في الوزارة من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وحسن الإعداد والتنظيم لهذه الدورة، وهو أمر ليس بمستغرب على بلد تأصل فيه الكرم حتى صار سجية من سجاياه. كما شكر أصحاب المعالي أعضاء المجلس التنفيذي على تفاعلهم ودعمهم لأعمال المجلس. وكذلك أمانة المؤتمر على حسن الترتيب والتنظيم وجودته، والتواصل مع الدول الأعضاء، سائلاً الله جل وعلا أن يلهم الجميع الرشد ، وأن يوفقنا لخدمة ديننا، وتحقيق تطلعات قادتنا وأن يديم على أوطاننا الأمن والرخاء والاستقرار . من جانبه، قال وزير الاوقاف والشؤون و للمقدسات الاسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية الدكتور محمد الخلايلة : إن انعقاد المؤتمر يأتي قي ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها امتنا الاسلامية وما تتعرض له المدينة المقدسة -القدس الشريف- والمقدسات الاسلامية وعلى راسها المسجد الاقصى المبارك من مخاطر و محاولات لتهويدها و انيل منها . وأضاف الخلايلة أن ما تقوم به سلطات الاحتلال القائمة في القدس ما هو الا مزيد من الاستفزاز لمشاعر ابناء الامة الاسلامية تجاه مقدساتهم التي تتعرض اليوم لمحاولة استباحة من قبل المحتل و المتطرفين . وختم الخلايلة كلمته بالإشارة إلى ضرورة مراجعة الخطاب الاسلامي والقضايا المتعلقة به لاسيما ما يطرح من خلال المسجد والمنبر ، ومعالجة الاخطاء التي شهدها سابقاً، وأدت إلى خلق التطرف والتشدد والإرهاب، وحالة من عدم التسامح و التعايش بين أبناء المجتمع، مطالبا برسم الرسالة الإسلامية من خلال وضع الخطاب الديني في إطاره السليم. فيما توالت كلمات أصحاب المعالي الوزراء المشاركين بالاجتماع. عقب ذلك عقدت جلسة مغلقة لمناقشة محاور الاجتماع التي سيصدر عنها توصيات وبيان ختامي. // انتهى // 14:53ت م 0141 www.spa.gov.sa/2010337
مشاركة :