فائق عبد الجليل... إحساس خالد وإبداع باق | ثقافة

  • 5/20/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نظم ملتقى «ضفاف»- ضمن أنشطته الثقافية- ندوة عنوانها «فائق عبد الجليل إحساس خالد»، شارك فيها الروائي حمد الحمد بورقة عنوانها «ومضات... مع فايق عبدالجليل»، بالإضافة إلى مشاركة الشاعرين خلف الخطيمي وسامي الأنصاري، وأدار الندوة الشاعر سعيد المحاميد. وتضمنت فقرات الندوة عرضا لفيلم وثائقي يتحدث عن الشاعر الشهيد فائق عبد الجليل من خلال إلقاء الضوء على قصائده ومسيرته الشعرية، بالإضافة إلى إلقاء بعض من قصائده. وقال حمد الحمد في ورقته: «لم تكن لي علاقة شخصية مباشرة مع الشاعر فايق عبدالجليل، ولم ألتق معه من قبل، ولكن كانت العلاقة بيننا عبر الورق وعبر حروف أشعاره، وعبر دواوينه وأغانيه... اذكر وأنا طالب في المرحلة الثانوية، وقد تكون في أواخر الستينيات، أن عرفت أن هناك ديوان شعر صدر لشاعر اسمه فايق عبدالجليل، أسرعت وقمت بشراء الكتاب ليبقى معي طويلا... كان الديوان يحمل عنوان (وسمية وسنابل الطفولة)، عنوان لافت للانتباه، أعجبت بقصائد الديوان كونها تحمل ذلك النفس والأسلوب الجديد في تقديم الشعر الشعبي، وبمفردات جديدة، وترسم ملامح الكويت داخل السور، ولشدة تأثري بمادة الكتاب قمت فيما بعد بتقليد أسلوب الشاعر وإرسال بعض محاولاتي العبثية و(الخواطرية) للصحف تحت اسم مُستعار، وكانت تجد طريقها للنشر». وأضاف: «صدر للشاعر فايق عبدالجليل كُتب أخرى، واقتنيت معظمها، لكن بقى لي الكتاب الأول هو الأفضل، كما هو الحُب الأول. وفي المرحلة الجامعية اسمعني صديق وأنا معه بالسيارة شريطا غنائيا للفنان محمد عبده، وهو يغني أغنية»ابعاد«وعرفت أنها ستكون علامة في تراث الغناء الخليجي، سواء من جانب اللحن أو الكلمات، وفعلا احتلت وما زالت تحتل مكانة مهمة في الغناء الخليجي، واذكر في أواخر السبعينيات إنني وصديق من ليبيا في لندن وكنت أدرس معه اللغة، وأردنا ذات يوم الذهاب إلى مكان ما، وما إن ركبنا التاكسي إلا ويضع سائقه الانكليزي أغنية ابعاد، وهنا التفت نحوي ذلك الصديق وهو يطرب أو يكاد يرقص لها ويقول»من هذا المُغني؟ حيث أعجب بالأغنية، وأخبرته أنها لفايق عبدالجليل شاعر كويتي والملحن يوسف المهنا والفنان محمد عبده«. واستطرد قائلا:»وتمر سنوات وسنوات وحدث الغزو العراقي، وعدنا بعد التحرير والحمد لله، وعرفت من الصحف أن الشاعر فايق عبدالجليل مُعتقل أو أسر لدي النظام العراقي وتألمت، وعرفت من هنا وهناك انه كان يناضل ضد الاحتلال بالقلم وبالموسيقى مع رفيقه المُلحن عبدالله الراشد، وعرفت في ما بعد استشهاده رحمه الله و رحم الله رفيقه... وفي أغسطس من عام 2013 نُشر لي مقال بجريدة القبس عن دور الأديب الكويتي أثناء الغزو، ومدى انعكاس ذلك على أعماله، وذكرت في المقال سطراً واحداً عن دور الشاعر فايق عبدالجليل البطولي أثناء محنة الغزو، وبعد يوم تلقيت اتصالاً من ابن الشاعر الأخ فارس فايق العياضي، الذي شكرني على ما كتبت وقلت له (لا شكر على واجب، لكن والدك يستحق كتابا، وليس مقالا مختصرا في صحيفة)... من تلك الجُملة، وذلك الرد على لساني عبر الهاتف، تولد أول مشروع لكتاب كامل عن فايق عبدالجليل بموافقة أسرة الشاعر، وذلك عندما وجدت التشجيع والالتزام من فارس وأخواته ووالدته، وأعجبت بمدى التزام فارس بتقديم كل العون، وتقديم كامل أرشيف والده لي، إلى عقد جلسات لمراجعة ما اكتب، وكنت أرسل كل ما اكتبه من فصول الكتاب لفارس، عدة أشهر وأنا مُنكب على جهاز اللاب توب أكتب مادة الكتاب بأسلوب الروائي، وليس بأسلوب الباحث المتمرس أو الباحث الأكاديمي الخبير، وكنت أطارد كل من التقى أو عمل مع فايق عبدالجليل قبل الغزو أو أثناء الغزو، للحصول على أقوالهم عن الشاعر، وهنا أشيد بتعاون فنان كبير مثل الأستاذ يوسف المهنا، و كذلك الأستاذ عبدالعزيز الرشيد الذي كان مع الشاعر في فترة الغزو حتى يوم اعتقاله، والزميل الأستاذ وليد المسلم الذي عمل معه أثناء المحنة حيث أهم فصول الكتاب هو الذي يعرض لمعاناة الشاعر وأسرته أثناء الغزو، وكانت مصادري عند إعداد الكتاب دواوين الشاعر وأرشيفه، وموقع جوجل للمعلوماتية، ومقابلات مع أفراد أسرة الشاعر والأصدقاء ومن عمل معه، ولولا تعاون الجميع لما خرج هذا الكتاب للنور. واستطرد الحمد في حديثه عن كتابه: «صدر الكتاب تحت عنوان (فايق عبدالجليل... رحلة الإبداع والأسر والشهادة) عن دار أفاق، وعرض في معرض الرياض للكتاب في مارس 2014، وبعدها بفترة تلقيت مكالمة من الرياض من الأستاذ محمد السيف من دار جداول يعتب علي، ويقول لي لماذا لم أصدر الكتاب عن دار جداول ومقرها بيروت كون الشاعر له شهرة في الخليج بأكمله... نفدت الطبعة الأولى من الكتاب، والآن هناك مشروع إصدار طبعة ثانية، وترشح الكتاب لجائزة الدولة العام الماضي، لكن لم يحالفه الحظ أو النجاح، ولكن كان النجاح من جانب الجماهير والأوساط الثقافية، حيث كَتب عنه العديد من الكتاب في أعمدتهم بالصحف في الكويت وخارجها، وقام المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب بعمل ليله غنائية تحت عنوان (ليلة فايق عبدالجليل)، وهناك فكرة مشروع من تلفزيون الكويت لبرنامج وثائقي عن الشاعر، وبثت إذاعة الكويت حلقة من برنامج (خير جليس) عن مادة الكتاب من إعداد وتقديم الأستاذ عبدالعزيز السريع، وظهر غلاف الكتاب في إعلان تلفزيوني لأحد البنوك، واستخدمت جملة (نبقى نبقى كويتيين)، وهي من قصائد الشاعر في مهرجان جماهيري بعد أن وردت في أحد فصول مادة الكتاب، ومن صدى الكتاب عرضت مسرحية اوبرالية، وابلغني شباب أنهم بصدد عمل فيلم سينمائي عن فايق عبدالجليل لم يرى النور بعد، أو كما عرفت من الصحف في طريقه للعرض... وهذا المساء تقام أمسية عن هذا الكتاب وعن الشاعر، كل تلك الأعمال كانت صدى للكتاب رغم إنني ككاتب لم اشرع في القيام بحملة دعائية أو ترويجية ولكن يبدو ان محبة الناس للشاعر فايق عبدالجليل تسكن في القلوب فلما لا فهو قد ضحى بنفسه من اجل وطن أحبه».

مشاركة :