«هاديس»... خطايا الإنسان التي لا تغتفر

  • 12/13/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأساطير الإغريقية والعالم السفلي حلا ضيفين في مسرح الدسمة، حيث نقلهما العرض المسرحي «هاديس» لفرقة المسرح الكويتي ضمن مشاركته في فعاليات مهرجان الكويت المسرحي بدورته العشرين.وتطرقت المسرحية لعالم الأساطير الإغريقية والعالم السفلي، وما يخبئاه من أمور عجيبة، كما انحازت إلى الفلسفة النفسية، وأضاءت على خطايا الإنسان التي لا تغتفر. وركز المخرج أحمد العوضي على تفسير النص الذي كتبه بنفسه بشكل جديد، معتبراً أن الشجرة داخل العرض ربما تشير إلى شجرة الزقوم وما تشير إليه هذه الشجرة من عذاب، وأن الجنس هو الدافع الأول للتعاسة في النص، وأن القهر الذي مارسته الأم على ابنتها لم ينجح في منع السقوط في الرذيلة.وتأتي «هاديس» نتيجة مجهود صادق وصعب بذله العوضي، إضافة إلى البطلة سماح، التي تركت أثراً واضحاً في ذهن الجمهور، وذلك لأدائها الرائع على خشبة المسرح. أما لولوة الملا، فتميزت بأدوارها المتعددة داخل المسرحية واتقانها الأداء بشكل جيد، في حين لعب الفنان علي الحسيني بأدائه، دور ضابط الإيقاع وترك ظلاً ناعماً يعلق في الذهن.وقدم الممثلون المسرحية بشكل جميل، وربما كان منتصف العمل هو الأكثر متعة، فيما شهد الجزء الأخير نوعاً من السرد والفتور.وشكّلت الأزياء والماكياج، عنصري الصدمة واجتمعا لإيصال الرسالة والفكرة، إلى جانب الأداء التمثيلي الذي اعتمد الحركات المتشابهة لدى الجميع. وأضيف ذلك إلى التناغم المتكامل من الإضاءة والموسيقى والديكور، ويعتبر هذا العمل محاولة جريئة من المخرج العوضي.شارك في بطولة العمل إضافة إلى الحسيني وسماح والملا، كل من حمد بوناشي وغادة أحمد وبدر الشعيبي وفيصل العبيد، فيما تولى الموسيقى والمكساج محمد الزنكوي وتصميم الإضاءة عبدالله النصار والماكياج عبدالعزيز الجريد.ندوة تطبيقيةتلت العرض ندوة تطبيقية، أدارتها الدكتورة شادية زيتون، التي أشارت إلى معنى النقد وأهميته كعامل أساسي في الإبداع المسرحي، متمنية أن يكون بشكل موضوعي وبنّاء وبعيداً عن المجاملات أو التجريح، داعية الجميع إلى تقبل النقد بكل رحابة صدر لأنه موجه للأعمال وليس للأشخاص والغاية منه تلافي السلبيات وإظهار الإيجابيات ودعمها لتحقيق الفائدة.بعد ذلك، قدمت زيتون، المعقبة على العرض خلال الندوة الدكتورة نيرمين يوسف الحوطي، التي وجهت كلامها للمخرج العوضي، متسائلة عن استعانته باسم العمل «هاديس ملك العالم السفلي» في بدايته وختامه، ثم تطرقت إلى الفنانة سماح وموضوع الماكياج، وكذلك موضوع السحب والغيوم وظهورها في العرض.واستغربت الحوطي التركيز على المرأة وموضوع الخيانة فيه، نافية أن يكون مجتمعنا على هذه الصورة «وكأن المرأة هي سبب جميع مشاكلنا، وهذا مناف للحقيقة»، مطالبة بالتركيز على الهوية الوطنية.ثم فتح باب النقاش فتحدث الدكتور أحمد الشرجي من العراق، معتبراً أن «هذه الجهود حتى تكتمل بصورتها الرائعة وبجانبها الجمالي، لا بد من جهود واضحة وعمل متواصل لفريق العرض»، مشيداً بالمنظومة الإخراجية، «إلا أن التواصل المونتاجي لم يكن منتظماً وغير منضبط».بعدها، تحدثت الفنانة أمل الدباس، موجهة كلامها إلى المخرج وأعضاء الفرقة، قائلة «أخذتمونا إلى عوالم خفية يتصارع فيها المنطق والضمير والموروث»، معبرة عن استمتاعها بالعرض وتجسيد الفواصل بين الحالة والزمن.أما الدكتور سيد علي إسماعيل، فقد شكر جميع القائمين على مسرحية «هاديس» معتبراً أن «العمل يحمل جرأة في الطرح وهذا مشهود للكويت ففكرة التعامل مع العالم السفلي والأساطير مسألة شائكة تحمل الكثير من الوجوه والمعاني».كذلك عرض الدكتور أحمد صقر رأيه كمخرج ومؤلف وكمتلق، فأشاد بالموسيقى التصويرية وروعتها وبالملابس، «وكتجربة عميقة فكرياً وطرحها بصرياً، شيء يستحق الإشادة».وفي الختام، كان رد مخرج مسرحية «هاديس» أحمد العوضي الذي أجاب عن جميع الاسئلة والاستفسارات ومداخلات الحضور والمشاركين، مشيداً بمكانة المرأة، ولافتاً إلى أن مشاهد المسرحية لا ترتبط بقبيلة ولا دولة ولا مجتمع معين، فهي كلها كانت بالعموم، كما لم تشر إلى ديانة معينة.

مشاركة :