ناقشت وزارة البيئة والمياه والزراعة، القضايا المتعلقة بالمياه والطلب المتزايد عليها واستخداماتها، وتقييم قطاع المياه في المملكة، بالإضافة إلى كيفية إنجاح تطبيق مبادئ اقتصاديات المياه ورفع وعي المجتمع بذلك، ودور اقتصاديات المياه في تعزيز النمو الاقتصادي. جاء ذلك خلال ورشة عمل وجلسة حوارية عقدتها اليوم حول اقتصاديات المياه، برعاية معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي بحضور عدد من الخبراء المحليين والدوليين ذلك بمقر الوزارة بالرياض. وفي بداية الورشة، استعرض الخبير في المركز الوطني للأبحاث والدراسات المائية الدكتور عمر عودة أهداف وتحديات قطاع المياه، وبيان رؤية المملكة لقطاع المياه، مبينًا أن قطاع المياه المستدام ينمي الموارد المائية ويحافظ عليها ويصون البيئة ويوفر إمداد آمن وخدمات عالية الجودة والكفاءة. وأوضح أن موضوع اقتصاديات المياه يأتي ضمن اهتمامات الإستراتيجية الوطنية للمياه 2030 والتي تساعد على المضي نحو نظام إدارة مياه فعال ومستدام في المملكة، مبينًا أن التحليل الاقتصادي للمياه يعتبر عملية مكثفة ومفصلة وتستغرق وقتًا طويلًا وتتسم بالتحدي، وتتطلب جمع معلومات شاملة من جميع الشركاء في قطاع المياه. وأشار الدكتور عودة إلى أن تحليل اقتصاديات المياه يمكن أن يدعم تطوير خطة تحصيص الموارد المائية لتحقيق رؤية وأهداف الإستراتيجية الوطنية للمياه 2030، لافتًا إلى الحاجة للقيام بعمل دراسة لتخصيص المياه، والتي ستسهل عملية صنع القرار بناء على المعلومات الصحيحة. من جانبه تناول الخبير بالبنك الدولي مارك روزقرانت خلال ورقة عمل حملت عنوان "تحديات قطاع المياه ودور الاقتصاد في التعامل معها"، الأدوات الاقتصادية التي من الممكن أن تقوم بعملية تحسين وإدارة وفعالية قطاع المياه، مشيراً إلى أن تفاقم ندرة المياه يزيد من الحاجة إلى الإدارة الفعالة للمياه وقيمة الأدوات الاقتصادية لتعزيز الكفاءة. وبين أن المملكة ستستفيد من استخدام أدوات اقتصادية لتقييم وتصميم الحوافز للإدارة الفعالة للمياه، بالإضافة إلى أن الأدوات الاقتصادية لتحليل القرارات ستعمل على تحسين تقييم الاستثمارات والمشاريع الجديدة. ونوه روزقرانت إلى الحاجة لإنشاء وحدة التحليل الاقتصادي الاستراتيجي للمياه والتي ستوفر إطارًا مشتركًا لجميع الجهات المعنية لدعم تقييم وتنفيذ سياسات واستثمارات المياه الفعالة من حيث التكلفة. من جهته، استعرض الخبير في مؤسسة جلوبال وتر انتليجنس (GWI) كريستوفر قاسن خلال ورقة عمل بعنوان "اقتصاديات المياه وتحسين هيكلة القطاع في المملكة العربية السعودية" الدليل التقريبي لاقتصاديات المياه في المملكة، موضحًا خلاله عددًا من المعايير تتعلق بتقدير تكلفة المياه، وترشيد الاستهلاك، ومقارنات الأسعار الإقليمية، وكيفية استخدام طاقة أرخص. وأشار إلى عدد من المعايير لتحسين قطاع المياه وتشمل إدارة الطلب على الاستخدامات الزراعية للمياه، وتحسين كفاءة الري، وتطوير إعادة الاستخدام، وبناء شبكة مياه ذكية وطنية، وتحقيق الاستدامة. وخرجت الورشة بعدد من التوصيات جاء منها ضرورة التطرق لاقتصاديات المياه بشكل شامل بما يحقق المنفعة على المستوى الاقتصادي والبيئي والاجتماعي، والاستمرار في إقامة مثل هذه الورش نظرا لأهميتها في تحقيق إستراتيجية المياه ورؤية المملكة 2030. كما أقيم في نهاية الورشة والتي حضرها قادة قطاع المياه وعدد كبير من المهتمين والعاملين في القطاع، جلسة حوارية شارك فيها إلى جانب المتحدثين الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لشراكات المياه المهندس خالد القريشي.
مشاركة :