بريطانيا: صناديق الاقتراع تحسم مصير «بريكست»

  • 12/13/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يلف الغموض نتائج الانتخابات التشريعية في بريطانيا، بعدما أدلى الناخبون أمس الخميس، بأصواتهم في الاقتراع الذي يحسم مصير «الخروج من الاتحاد الأوروبي»، في ظل استطلاعات للرأي تشير إلى نتائج شديدة التقارب بين حزبي المحافظين الحاكم، والعمال المعارض. وتحدى البريطانيون الأمطار والرياح القوية، واصطفوا أمام مراكز الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم واختيار أعضاء مجلس العموم ال650، في انتخابات تجري وفق نظام الدائرة الفردية على دورة واحدة، على أن يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في دائرته. وقالت الناخبة نيومي بوث: «أعتقد أن الحكومة عجزت عن التحرك منذ وقت طويل، ويتعين علينا الآن أن نحرك الأمور». وتُظهر استطلاعات الرأي تقدم المحافظين بزعامة بوريس جونسون بهامش ضيق، على منافسه حزب العمال المعارض بزعامة جيرمي كوربن، لكن الاستطلاعات أخطأت جميعها تقريباً في انتخابات عام 2017، وجونسون الذي حمل كلبه وقبّله بعد التصويت، قال إن النتيجة لا تزال «متقاربة جداً». ودأب جونسون (55 عاماً) على ترداد عبارة: «دعونا نحقق بريكست» طوال حملة انتخابية باهتة. ووعد رئيس بلدية لندن سابقاً الذي حقق طموح حياته السياسية بتوليه رئاسة الحكومة، على الرغم من هفواته الكثيرة «امنحوني أغلبية وسأنهي ما بدأناه، ما أمرتمونا بتنفيذه، قبل ثلاث سنوات ونصف». وأضاف موجهاً كلامه إلى الناخبين المؤيدين للخروج من أوروبا: «تصوروا كم سيكون رائعاً أن نجلس حول حبش عيد الميلاد، وحسمنا مسألة بريكست». ويعتزم جونسون في حال فوزه، طرح اتفاق الطلاق الذي تفاوض بشأنه مع بروكسل على البرلمان قبل عيد الميلاد، بهدف تنفيذ «بريكست» في موعده المحدد في 31 يناير/‏‏كانون الثاني، بعدما أرجئ ثلاث مرات. وردد مراراً ممازحاً: «الاتفاق جاهز، عليكم فقط خبزه». ووصل به الأمر إلى القيام ببادرة رمزية، حين حطم بجرافة جداراً غير حقيقي يرمز إلى «مأزق» بريكست. لكن المعارضة نددت مجدداً في اليوم الأخير من الحملة بأكاذيبه، لا سيما وعده بالتوصل إلى اتفاق تجاري بعد «بريكست» مع بروكسل خلال أقل من سنة، وهو وعد تعتبره الأخيرة غير واقعي. وإن كان المحافظون تقدموا على خصومهم العماليين في استطلاعات الرأي حتى الآن، إلا أن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى نتائج شديدة التقارب وغير محسومة. وتوقع استطلاع نشرت نتائجه صحيفة «تليجراف» أمس، تقدّم المحافظين بخمس نقاط، فيما أشار استطلاع آخر أجراه معهد كنتار إلى تقدم بمقدار 12 نقطة. من جهته، اعتمد جيريمي كوربن (70 عاماً) زعيم المعارضة العمالية، نبرة أكثر تحفظاً وهدوءاً، غير أنه وعد ب«تغيير حقيقي» بعد نحو عقد من حكم المحافظين، في تجمع أخير عقده مساء الأربعاء في لندن. وتهيمن على برنامجه عمليات تأميم لبعض القطاعات واستثمارات مكثفة، لا سيما في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس) التي أضعفتها سنوات من التقشف. ويُدرك قادة الاتحاد المجتمعين حالياً في بروكسل، أنه قبل انتهاء مناقشتهم الموازنة ليلاً، سيكون البريطانيون اتخذوا قرارهم. وسيعهد القادة إلى المفاوض ميشال بارنييه بصياغة موقف موحد حول اتفاق تجاري يوافقون عليه. (وكالات)

مشاركة :