أبوظبي : علي داوود انطلقت مساء أمس في أبوظبي فعاليات الدورة الجديدة كلياً من مهرجان الحصن، الذي تقام أنشطته عبر مختلف مكونات موقع الحصن الثقافي وسط أبوظبي، بما في ذلك قصر الحصن وبيت الحرفيين والمجمّع الثقافي والمساحات الخارجية.يعكس المهرجان الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي التراث الثقافي في الإمارة بتنوع مكوناته بأسلوب مبتكر، من خلال برنامج غني بالفعاليات المتنوعة، تشمل عروض أداء حية، وأعمالاً فنية تفاعلية، وحرفاً يدوية تقليدية، ومتاجر تجزئة، وفنون التصميم، وتسلط الفعاليات الضوء على حكاية أبوظبي منذ نشأتها إلى أن أصبحت إمارة عصرية ومركزاً للإبداع الحديث. تجسد التجارب التفاعلية في المهرجان صورة حية عن تاريخ أبوظبي ومجتمعها، من خلال برامج متنوعة تعكس أوجه التبادل الثقافي المعاصر والمتنوع عبر ورش العمل التفاعلية والفنون الأدائية والحفلات الموسيقية، التي تشكل جميعها جوانب مضيئة من الإبداع الإماراتي. وتوافد الزوار إلى المهرجان للتعرف على التراث العريق والثقافة المعاصرة وأوجه التفرد في المشهد الثقافي وعاشوا تجارب تفاعلية عبر مساحات المهرجان المختلفة، وقدم المهرجان صورة عن أبوظبي عبر الماضي والحاضر والمستقبل، من خلال الفعاليات التي أعادت إحياء الحياة اليومية لشخصيات عاشت داخل القصر، مروراً بالمهارات الحرفية التقليدية للحرفيين الإماراتيين، ووصولاً إلى أوجه التبادل الثقافي المعاصر. مهارات يدوية شهدت فعاليات «المتحف الحي» مشاركة مجموعة من الممثلين الذين يقدمون مشاهد الحياة اليومية لشخصيات من داخل القصر، وقدم خلالها الحرفيون مقتنيات تقليدية واستعرضوا أساليبهم المهارية في إنتاج العطور والمنسوجات والملابس، كما عرض الحرفيون في المساحات الخارجية للقصر، مهاراتهم اليدوية في صناعة السدو والغزل والحناء وغيرها من الممارسات التقليدية الأخرى من خلال شخصيات عاشت بين جدران هذا المعلم التاريخي، وأعاد عدد من الممثلين إحياء 15 مشهداً تقليدياً شملت تقاليد استقبال الوفود والصقارة وطرق لعب الأطفال داخل القصر، إضافة إلى احتفالات الزفاف وغيرها من التقاليد الإماراتية.وتعرف الزوار على معرض «الرحول» من خلال 21 سيارة كلاسيكية تعود إلى حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، ويرصد المعرض محطات تطور المشهد الحضري لمدينة أبوظبي خلال منتصف القرن العشرين، والتحول الذي شهدته من وسائل التنقل البدائية وصولاً إلى السيارات الحديثة. وقدم «بيت القهوة» تجربة ثقافية عن الممارسات التقليدية لتحضير وتقديم القهوة العربية، والتي تشكل جزءاً من التقاليد الاجتماعية التي توارثتها الأجيال على مدى قرون طويلة من الزمن، وتعكس عادات الكرم والضيافة الإماراتية، واستمتع الزوار بجماليات المكان ومذاق ورائحة القهوة والتعرف على طرق تحضيرها، كما عاش الجمهور لحظات جميلة مع «مسابقة الطهي الإماراتي» التي استضافت مجموعة من الطهاة قدموا للجمهور أطباقاً إماراتية تقليدية ومعاصرة.أداء فني يستضيف المجمّع الثقافي معارض فنية، إضافة إلى عروض الأداء الفني والبرامج التفاعلية التي استقطبت جميع الزوار. ونظمت أمس جولة إعلامية قدمت خلالها سلامة الشامسي مدير قصر الحصن، وريم النيادي مديرة قسم البرامج الثقافية في قصر الحصن شرحاً مفصلاً عن أهم فعاليات وأنشطة المهرجان التي تضم التجارب الثقافية المعاصرة والتقاليد القديمة، والمبادرات الإبداعية، وعروض الفنون الأدائية. وأشارت سلامة الشامسي إلى أن المهرجان يختلف كثيراً عن السنوات الماضية، إذ إن الفعاليات تتحدث عن تاريخ الإمارات وماضيها القديم، إضافة إلى تنظيم أنشطة وبرامج فنية متنوعة عصرية.وأوضحت ريم النيادي أن الأنشطة التراثية مثل العيالة والتغرودة والصقارة وغيرها ترسخ مشاهد ثقافية مختلفة لتراثنا بين الفنون المعاصرة والتقليدية. وأشارت إلى أن الفعاليات تضم السوق التقليدي ومعارض مختلفة، وركن الأطفال، إضافة إلى ورش عمل للصغار مستوحاة من قصر الحصن.
مشاركة :