الزعيم قهر سوء الحظ بالإصرار والعزيمة

  • 12/13/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - بلال قناوي: لم يقتصر التحدي أمام الزعيم في مشواره ببطولة العالم للأندية على الإجهاد والتعب وضغط المباريات، وتعرض لاعبيه للإرهاق الكبير، بعد انضمام سوء الحظ وعدم التوفيق أيضاً إلى هذا التحدي، والذي عانى بسببه الفريق في خطوته الأولى أمام فريق هينجين سبورت في افتتاح مونديال الأندية 2019 ، حيث بذل الزعيم ونجومه جهداً يساوى مباراتين من أجل حسم اللقاء في الوقت الإضافي وتحقيق الانتصار. عانى الزعيم ونجومه بشكل كبير من عدم التوفيق ومن سوء الحظ بشكل غير عادي وغير طبيعي، وضل الفريق الطريق إلى شباك ( بطل أوقيانوسيا) رغم كثرة الفرص التي سنحت لكل لاعبيه دون استثناء، على مدار الوقت الأصلي، والوقت الإضافي، واحتاج الزعيم الوصول إلى الدقيقة 100 كي يخطف الهدف الثاني وهدف الفوز، ثم يعززه بالهدف الثالث في الدقيقة 114 بالعزيمة والإصرار وعدم اليأس. لو أُعيدت هذه المباراة مرة أخرى، ولو سنحت الفرص نفسها من جديد للاعبي السد، لسجلوا رقماً قياسياً في الوقت الأصلي ولما احتاجوا إلى وقت إضافي لحسم المباراة بالهدفين الثاني والثالث. المثير في الأمر أن الفرص التي سنحت للاعبي السد، خاصة بغداد وأكرم عفيف والهيدوس وبيدرو وجابي وعبدالكريم حسن، فرص سهلة بمعني الكلمة، وهل يعقل أن ينفرد بغداد والهيدوس ولا يسجلان، وهل يعقل أن يكون مرمى هينجين سبورت خالياً من حارسه تماماً ومن أي مدافع ومع ذلك يضيع أكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا 2019 الكرة فوق العارضة ؟. لا يوجد سبب محدد لهذه المعاناة السداوية، ولهذا الكم الضائع من الفرص سوى عدم التوفيق وهو أمر طبيعي في كرة القدم لكن ليس بهذا الكم، أو عدم التركيز من جانب اللاعبين، وهذا هو السر الحقيقي وراء تأخر الانتصار السداوي وسر المعاناة. من المؤكد أن لاعبي السد يعانون من ضغوط كثيرة وكبيرة، ويعانون من الإرهاق والتعب وضغط المباريات، خاصة وهم يمثلون العمود الفقري للعنابي القادم من مشاركات أيضاً كبيرة آسيوياً وخليجياً، وكل ذلك أثر على التركيز في التمريرات وفي التحركات وفي استغلال الفرص خاصة السهلة أمام المرمى. ولاعبو السد افتقدوا للتركيز لأنهم كانوا يسعون إلى حسم المباراة مبكراً، وإلى تفادي مفاجأة الفريق القادم من أوقيانوسيا، وافتقدوا المزيد من التركيز بعد الهدف المفاجئ لفريق هينجين سبورت مع الدقائق الأولى للشوط الثاني، وهو ما أثر معنوياً سلباً عليهم، وأيضا أثر ولكن بشكل إيجابي على لاعبي هينجين سبورت الذين ( طمعوا ) في المباراة قبل أن يحسمها الزعيم في الوقت الإضافي. لا يوجد حل لمشكلة الزعيم إلا العمل على تهدئة الأعصاب والابتعاد عن التوتر والقلق، والابتعاد عن التسرع في إحراز الأهداف من أجل حسم المباريات. الهدوء والتركيز باتا مطلوبين قبل المواجهة الأكثر صعوبة غداً أمام فريق مونتيري المكسيكي في الدور الثاني، حتى يكمل الفريق مشواره بنجاح ويصل إلى أبعد نقطة. مباراة مونتيري قد تكون أكثر قوة وأكثر صعوبة ، لكنها أيضا قد تكون في متناول الزعيم إذا وضعنا في الاعتبار أن فريق مونتيري لن يلعب مدافعاً بكل لاعبيه كما فعل هينجين سبورت مما عقد مهمة السد، وسيكون اللعب مفتوحاً نسبياً وستكون هناك مساحات في ملعب الفريق المنافس المهم أن يعمل تشافي على تهدئة أعصاب اللاعبين وعلى التركيز وعلى عدم التسرع واستعجال الأهداف والانتصار.   بيدرو والتركيز في الكرات العرضية   لو أن هناك لاعباً يبذل جهداً غير عادي فهو الظهير الأيمن للسد بيدرو ميجيل الذي يقدم عملاً كبيراً سواء في الدفاع أو في الهجوم، وهو أيضاً من الجنود المجهولين. لكن رغم ذلك ورغم الجهد الكبير الذي يبذله بيدرو إلا أنه يضيع هباء منثوراً في بعض الحالات وفي بعض الكرات بسبب عدم الدقة في تمرير الكرات العرضية التي لا تصل إلى زملائه رغم انطلاقاته الجيدة ومروره من المدافعين، ولو نجح بيدرو في ( ضبط ) هذه العرضيات سيكون من الأوراق الرابحة المهمة في الجانب الهجومي. بيدرو يستحق الإشادة والتقدير على الجهد الكبير وعلى نجاحه في تسجيل الهدف الثالث الذي أكد انتصار الزعيم.   أين نام تاي ؟ رغم وجوده في التشكيل الأساسي للمباراة، إلا أن جماهير السد لم تشعر مُطلقاً بأن الكوري الجنوبي نام تاي هي في الملعب مع زملائه، حيث اختفى تماماً، واختفت خطورته بدون أي مبررات، ولم يقم بدوره في دعم الهجوم ومساندة رأس الحربة، ولم يقدم أيضاً جهده في اختراق الدفاع، كما اعتاد منه الجميع، ويعتقد الكل أن نام تاي هي بات مطالباً باستعادة الكثير من مستواه خاصة عندما كان مع الدحيل وكان الورقة الرابحة الأولى.   الهيدوس لا يجلس احتياطياً   لم يكن تشافي مدرب السد موفقاً في وضعه حسن الهيدوس نجم هجوم الفريق على دكة البدلاء في بداية المباراة، وكان لابد من وجوده في التشكيل الأساسي، ولعل تراجع تشافي ودفعه بالهيدوس بعد مرور 26 دقيقة فقط في تغيير مبكر دليل على الخطأ الذي وقع فيه، ولعل الجميع أيضاً لاحظ التحول الكبير في أداء الهجوم السداوي بعد مشاركة الهيدوس، وكيف أصبح خطيراً بعد أن ظل لمدة 26 دقيقة غير قادر على التهديد. المشكلة لا تكمن في وجود عبدالعزيز الأنصاري في التشكيل الأساسي فهو لاعب جيد لكنه يلعب في مركز مختلف، وهو في الأساس رأس حربة، وهو هداف أيضاً بارع، ووجوده في مركز الجناح لم يحقق أي فائدة له أو للفريق الذي تعدل وضعه بعد مشاركة الهيدوس، حيث أصبح لهجوم السد شكل ووضع مختلف.

مشاركة :