حتفى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أمس الأول، في قاعة عبد الله عمران في مقر الاتحاد بالشاعر المصري الراحل عبد المنعم عواد يوسف في أمسية تحدثت فيها رفيقة دربه الدكتورة ثريا العسيلي عن أبرز محطاته ومساراته الثقافية والإبداعية، وأهم نتاجاته الشعرية وعلاقاته بالوسط الثقافي في الإمارات. قدّم الأمسية حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة الاتحاد وحضرها الشاعر سالم بوجمهور، والإعلامي عبد الرحمن نقي وعدد من الكتاب والأدباء والمهتمين. وقال حبيب الصايغ، نحتفي اليوم بالشاعر المبدع والمهم عبد المنعم عواد يوسف، الذي قضى 27 من حياته الثرية في دولة الإمارات وفي دبي على وجه الخصوص، درّس اللغة العربية لأجيال من الإمارات، وكان ينشر شعره في الصحف والندوات ويتحاور معنا، ولا شك في أنه واحد من الذين أسهموا في تكويننا، وكل واحد من الإمارات يشعر بالفضل تجاهه. وأضاف: إلى جانب كونه مبدعاً ومدرساً ماهراً، كان على درجة عالية من الأخلاق، علّمنا الأخلاق، آخر لقاءاتي به كانت في القاهرة 2010، وقبلها في سرت في ليبيا، وكان ينتظرني ليودعني ويحصل على نسخة من أحد دواويني الشعرية، وهنا تتجلى قيمة الأستاذ الذي يعلم تلاميذه الإبداع والأخلاق في الوقت نفسه. وقال: حرصت على تقديم الدكتورة ثريا العسيلي للحديث عن الراحل عبد المنعم عواد وعن زملائه من العرب الذين لم يعبروا في العابرين، تركوا بصمة باقية، وكان لهم تأثير مهم في الحياة الثقافية في الدولة، ونحن نشعر بالتقصير حيالهم، متمنياً من الاتحاد ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع العمل على توثيق هذه المرحلة المهمة من حياة أولئك المبدعين الذين قضوا جزءاً من حياتهم في العمل الثقافي في الإمارات فكيف لا نعتبرهم إماراتيين؟ هم إماراتيون في مناهلهم ومواردهم وأفكارهم، وعلينا أن نقف عندهم وقفة إجلال وتقدير. وأكد الصايغ أن عواد يعد واحداً من رواد قصيدة التفعيلة في الشعر العربي، لكنه انهمك في الشعر وانشغل به ولم يعمل على الترويج لنفسه على غرار غيره من الشعراء الذين تحلقوا حول الإعلام والصحافة. واستعرض الصايغ سيرة الدكتورة ثريا العسيلي ومساراتها الثقافية والعلمية وأبرز نتاجاتها الأدبية. وتحدثت العسيلي عن تجربتها الإبداعية والحياتية في الإمارات مع عبد المنعم عواد والتي دامت خمسة وعشرين عاماً، وقالت، احتضنني منذ تزوجنا حيث كان قد أكمل دراسته الجامعية، وكانت عشرته كلها حب وتقدير، لم أسمع بمثله قط، رجل كله عطاء، خلوقاً طيباً متعاوناً، شجعني على الدراسة والكتابة، وكان له أكبر الأثر في حياتي، لذلك كان رحيله بالنسبة إلي فادحاً وألماً كبيراً ما زلت أحاول تجاوزه وأتحايل على الحياة من دونه، وأشغل نفسي بالقراءة والكتابة، لأنني لا أستطيع نسيانه أبداً، ولو فكرت فيه طول الوقت لأصبت بخلل كبير. وأضافت: شهادة حبيب الصايغ في عبد المنعم عواد نعتز بها ونجلّها، وهي مملوءة بالإخلاص والوفاء والتقدير لشاعرنا الكبير الراحل، مشيرةً إلى أن عواد كان يبذل كل جهده وطاقته في التعليم وإرشاد وتوجيه طلابه الذين تأثروا به فكرياً وثقافياً وأخلاقياً، وبرز منهم الكثيرون في مجال الكتابة والشعر. وركزت على حياة الراحل في الإمارات مؤكدة أن السنوات التي قضاها هنا لم تضع هباء، وحظي بصحبة رائعة مع كوكبة من المثقفين الإماراتيين، حيث نشأت بينه وبين صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة علاقة طيبة ترجمها الراحل في قصيدته التي كتبها في سموه، حيث يقول: تفنى العروشُ وتذهبُ التيجانُ ويظلّ حياً في الورى الفنانُ فلقد بلغتَ من الفنون سنامَها فاهنأ بما قد حزتَ يا سلطانُ إني وباسم المبدعين مرحّبٌ بكَ في حمى دارٍ بكمْ تزدانُ وارفلْ بمملكة الكتابةِ مبدعاً فلأنتَ بين ربُوعها سُلطانُ وقرأت العسيلي مجموعة من قصائد عواد، كما استعرضت الكثير من ذكرياته في الإمارات وما كانت تبعثه هذه الفترة في نفسه من حب وتعلق برموز مثقفيها وروادها.
مشاركة :