بغداد - واشنطن – (وكالات الأنباء): أعلنت السلطات العراقية سقوط صاروخين قرب قاعدة عسكرية تأوي جنودًا أمريكيين في محيط مطار بغداد الدولي ليل الأربعاء من دون وقوع ضحايا، في عاشر هجوم من نوعه خلال شهر ونصف شهر. وقالت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس الجمعة إنها تعتقد أن كتائب «حزب الله»، أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران والمدرج على القائمة السوداء في الولايات المتحدة، تقف وراء تلك الهجمات. ويأتي الهجوم بعد ثلاثة أيام من هجوم مماثل بأربعة صواريخ، أسفر عن سقوط ستة جرحى من قوات مكافحة الإرهاب التي تتخذ من إحدى القواعد العسكرية المجاورة للمطار مقرا لها. وتضم المناطق المجاورة للمطار قواعد عسكرية عراقية تأوي جنودًا ودبلوماسيين أمريكيين. من جانبه، قال مسؤول عسكري أمريكي كبير امس الاربعاء ان الهجمات التي تشنها فصائل مسلحة مدعومة من إيران على قواعد عسكرية تستضيف قوات أمريكية في العراق تتزايد وتصبح أكثر تعقيدا، ما يدفع بكل الاطراف نحو تصعيد خارج نطاق السيطرة. جاء هذا التحذير بعد يومين من سقوط أربعة صواريخ كاتيوشا على قاعدة بالقرب من مطار بغداد الدولي، ما أدى إلى اصابة خمسة من أفراد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات، لكن واشنطن غالبًا ما توجه الاتهام إلى الفصائل المسلحة الموالية لإيران. والهجوم هو الاحدث في سلسلة هجمات صاروخية خلال الاسابيع الخمسة الماضية استهدفت منشآت عسكرية تستضيف قوات تابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة والذي يهدف إلى الحاق الهزيمة بمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وأوضح المسؤول أن الهجمات تعرض قدرة التحالف على محاربة مقاتلي التنظيم المتشدد للخطر. وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تلحق أضرارا بالغا بإيران. وتبادل الطرفان الاتهامات بخصوص هجمات على منشآت نفطية ومخازن أسلحة خاصة بفصائل مسلحة إضافة لقواعد عسكرية تستضيف قوات أمريكية. وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه «اعتدنا على النيران المزعجة. لكن وتيرة «ذلك» كانت تأتي عرضا «في السابق»... أما الآن فإن معدل التعقيد يتزايد كما أن كمية الصواريخ التي يتم اطلاقها في الوابل الواحد تزيد وهو أمر مقلق جدا لنا». وأردف المسؤول العسكري الأمريكي أن الفصائل التي تسلحها إيران تقترب من الخط الاحمر الذي ترد عنده قوات التحالف بالقوة وعندها «لن تكون النتيجة محببة لاحد». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات. ومع ذلك قال المسؤول الأمريكي ان تحليلات المخابرات وخبراء الطب الشرعي للصواريخ وقاذفات الصواريخ أشارت إلى فصائل شيعية مسلحة مدعومة من إيران ولا سيما كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق. وفي المقابل اتهمت فصائل عراقية شبه عسكرية الولايات المتحدة وإسرائيل بقصف مخازن أسلحتها وقواعدها. وتنضوي معظم الفصائل الشيعية العراقية المسلحة تحت لواء قوات الحشد الشعبي وهي مظلة لها حلفاء في البرلمان والحكومة. ومع أن قوات الحشد الشعبي تتبع نظريا رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي فإن لها هيكل قيادة خاص خارج الجيش.
مشاركة :