أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري، التزامه بإعداد خطة إنقاذية عاجلة لمعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية التي يواجهها لبنان، لحين تشكيل حكومة جديدة قادرة على تطبيقها. جاء ذلك في اتصالين هاتفيين أجراهما الحريري، الخميس 12 ديسمبر، مع رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس والمديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستينا جيورجيفا؛ حيث استعرض معهما المصاعب الاقتصادية والنقدية التي يشهدها لبنان في الوقت الحالي. وبحث الحريري مع البنك وصندوق النقد الدوليين، المساعدة التقنية التي يمكن لكل منهما تقديمها إلى لبنان في إطار الإعداد لهذه الخطة المرتقبة، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط. كما بحث الحريري مع رئيس البنك الدولي إمكانية أن تزيد شركة التمويل الدولية التابعة للبنك، مساهمتها في تمويل التجارة الدولية للبنان، في إطار الجهود الرامية لتفادي أي انقطاع في الحاجات الأساسية المستوردة بفعل الأزمة الراهنة. وكان الحريري قد وجه، قبل عدة أيام، رسائل إلى ملوك ورؤساء وزراء 11 دولة، طالبًا مساعدة لبنان بتأمين اعتمادات للاستيراد، لا سيما المستلزمات الأساسية، بما يتيح استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعات اللبنانية. ويشهد لبنان أزمة مالية واقتصادية ونقدية حادة وتدهورًا غير مسبوق في الأوضاع المعيشية منذ فترة انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وتسارعت الأزمة بصورة كبيرة تزامنًا مع انتفاضة اللبنانيين المستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي؛ حيث أغلق خلال أقل من شهرين ما لا يقل عن 10% من مؤسسات وشركات القطاع الخاص العاملة في لبنان، فضلًا عن خسارة نحو 160 ألف عامل (بصورة دائمة أو بالعقود المؤقتة) لوظائفهم، في حين لجأت العديد من المؤسسات والشركات إلى خفض الأجور والرواتب بنسب متفاوتة وصلت إلى 50% تحت وطأة الأزمة.
مشاركة :