الوجبات السريعة كوارث سريعة!! | سالم بن أحمد سحاب

  • 5/20/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خلال العام الميلادي المنصرم وحده، بلغت مبيعات سلسلة أحد مطاعم الوجبات السريعة حول العالم قرابة 35 مليار دولار. ولو قُسّم هذا المبلغ المهول على عدد سكان الأرض لبلغ نصيب كل منهم ستة دولارات في السنة. طبعًا ثمة شعوب (محظوظة) لم تحل على ربوعها تلك المطاعم، ولا أشباهها ممّن يبيعون الضرر في الدسم. وحدها الشعوب التي تأثرت كثيرًا بمطاعم الوجبات السريعة هي المنكوبة في عاداتها الغذائية السيئة، والتي تنعكس بوضوح على الأجيال الشابة منها، فترى نسبًا عالية من السمنة وزيادة الوزن، وما يعقبها من تدهور في الصحة في أعمار مبكرة لم تُعهد من قبل في المجتمعات نفسها. هذه الأطعمة المتخمة بالدهون المشبعة هي أصل كل بلية قادمة في الصحة العامة، ومعها تُستهلك كميات هائلة من المشروبات الغازية والبطاطا المقلية المخلوطة بالنشا والدقيق، والمشبعة بالزيت. بفضل هذه المنتجات سيئة السمعة شديدة الخطورة تتزايد أمراض القلب والمفاصل، خاصة إذا قُرنت بقلة الحركة والطامة الأخرى الكبرى الكامنة في تدخين السيجارة وشفط ونفث الشيشة والمعسل. وأعود إلى تذمر سلسة تلك المطاعم من تناقص مبيعاتها السنوية بالرغم من كل محاولات التطوير والتحسين والتنويع التي لجأت إليها ولا تزال. وأمّا الأسباب فلعلّها كثيرة منها شدة المنافسة سواء على مستوى الوجبات المماثلة أو الخيارات الأخرى المطروحة. لكن من أهم الأسباب هو إقلاع أعداد متزايدة من الناس خاصة في المجتمعات المتحضرة عن التهام كميات كبيرة من هذه الأغذية المضرة بالصحة. وهو إن لم يكن إقلاعًا تامًّا، فإنه تقليلٌ وحدٌّ من الاستهلاك. وكم من الدراسات التي أثبتت خطر هذه الوجبات السريعة (بكل صنوفها) على صحة الإنسان، مهما قِيل من إعلانات مضادة مباشرة وغير مباشرة. وفي بلادنا الغالية تزداد مخاطر هذه الوجبات السريعة، لكن دون صدور دراسات علمية موثقّة مشفوعة بأرقام وإحصائيات مؤكدة. ومع كل هذه المخاطر تقترن مخاطر المطاعم الأخرى الشعبية منها والفاخرة خاصة مع ما تبادر به أمانة محافظة جدة من عمليات مشكورة لإغلاق منشآت لا تراعي الشروط العامّة للحفاظ على صحة المستهلك الغافل عنها. وحقّ لنا ألاّ نستغرب اكتظاظ مستشفياتنا العامة والخاصة. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :