توقع محللان نفطيان كويتيان أن تظل أسعار النفط في الأسواق العالمية في حالة من التذبذب الأقرب إلى الصعود، وأن يبقى نفط خام الإشارة مزيج برنت، وفق معطيات السوق دائرا حول 60 دولارا للبرميل إلى نهاية هذا العام. ورأى المحللان في لقاءين منفصلين مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم، أن أهم العوامل المؤثرة بأسعار النفط حاليا خلافا للأحداث الجيوسياسية تتمثل في سعر صرف الدولار وإنتاج النفط الصخري الأمريكي والمخزون العالمي وعامل العرض والطلب. وقال المحلل النفطي محمد الشطي، إن السوق النفطي العالمي يترقب ما سيسفر عنه مؤتمر منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) الوزاري في السادس من شهر يونيو المقبل، وسط تعافي أسعار النفط الخام وبلوغ متوسط نفط خام الإشارة مزيج برنت 65 دولارا للبرميل «وهو سعر لم يكن متوقعا قبل بداية عام 2015. وأضاف الشطي، أن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا لدى العديد من المهتمين والعاملين في سوق النفط هو السر وراء استمرار تعافي أسعار النفط «وقدم البعض تفسيرا مفاده بأن استمرار تعافي هوامش أرباح المصافي وعودة المصافي للتشغيل يعني ارتفاع الطلب على النفط الخام بالتالي بداية لإعادة توازن السوق النفطية ودعم الأسعار». وبالنسبة لسوق المنتجات البترولية توقع أن يشهد توازنا في الربع الرابع من 2015 مع ارتفاع الطلب على المنتجات البترولية على أساس موسمي، مؤكدا أن حالة (الكونتانغو - أي أن مستوى الأسعار الحالية لنفط خام الإشارة برنت تكون أقل من المستقبل) تقلصت كثيرا لتصل إلى فقط 25 سنتا للبرميل. ولفت إلى أن ذلك يعني ارتفاع الطلب على النفط مقابل زيادة المعروض في الوقت الحاضر مبينا أن ما يؤثر في السوق حاليا توقعات الانخفاض في مستوى الزيادة في إنتاج النفط الصخري خلال الفترة القادمة. وعن رؤيته لواقع السوق النفطي العالمي خلال الربع الثالث من 2015 أفاد الشطي بأن هناك توقعات بارتفاع الطلب العالمي على النفط من 92 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من عام 2014 إلى 93.2 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من عام 2015 أي تعاف في معدل تنامي الطلب العالمي على النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميا. وأشار إلى أن الإمدادات من خارج (أوبك) تشهد زيادة مقدارها 400 ألف برميل يوميا في حين ترتفع إمدادات المكثفات وسوائل الغاز من (أوبك) ب 300 ألف برميل يوميا ما يعني ارتفاع الطلب على نفط (أوبك) من 29.79 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من 2014 ليصل إلى 30.32 مليون برميل يوميا أو زيادة مقدارها 530 ألف برميل يوميا مما يحقق التوازن في سوق النفط. وأوضح الشطي أن التوقعات تتفاوت بين جهة وأخرى وهي كلها جهات عالمية معتبرة لافتا إلى أن الفروقات في التوقعات بارتفاع الطلب على النفط خلال الربع الثالث من 2015 لا تتفاوت كثيرا فيما بينها إنما هي فروقات بسيطة وتدور معظمها في الإطار العام نفسه بزيادة الطلب أكثر من مليون برميل يوميا مقارنة بالفترة ذاتها من 2014. وذكر أن مصادر السوق تقدر أن يغطي حجم المخزون التجاري في البلدان الصناعية 61 يوما من الطلب المستقبلي مما يمثل 5 أيام أعلى مما كان عليه خلال السنوات السابقة من (2005 -2011). من جانبه، وفي تحليله لأسعار النفط خلال الاسبوع الفائت، قال رئيس شركة الشرق للاستشارات البترولية الدكتور عبدالسميع بهبهاني لـ(كونا): إن المعدل العام لخام برنت انخفض بمقدار 84 سنتا عن الأسبوع السابق ليصل إلى 66.84 دولار للبرميل. ولفت بهبهاني إلى ارتفاع الخام الامريكي الخفيف بمقدار 72 سنتا ليصل إلى 59.72 دولار للبرميل في حين انخفض الخام الكويتي عن الاسبوع السابق بمقدار 1.17 دولار ليصل الى 61.4 دولار للبرميل. وذكر أن المنحنى البياني للأسعار خلال أسبوع شابته (مطبات) تعادل 1.5 دولار إلى 2 دولار لأسباب عائدة إلى قلق السوق حيال تصريحات بعض أعضاء (أوبك) حول زيادة الطلب مع نهاية العام وكذلك عودة التوتر النسبي الجيوسياسي إلى المنطقة.