13 ديسمبر 2019/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تحتاج المباني الحديثة الشاهقة إلى "رجال العنكبوت" لتنظيف واجهات جدرانها. وتتطلّب هذه المهمة الخطيرة عمالة كثيفة وباهظة. لذلك فكر بعض الباحثين في ايجاد حلول أخرى تجعل المبنى يبدو وكأنه جديد بعد عملية التنظيف. حيث نجح البروفيسور شو شين من جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية في ابتكار طريقة جديدة لانتاج خرسانة خفيفة الوزن بمسامية عالية وعزل حراري وصوتي قوي. ومن المتوقع أن تساعد هذه الخرسانة على القيام بعملية "التنظيف الذاتي" لجدران المباني. وقد نشرت المجلة الأكاديمية للجمعية الكيميائية الأمريكية “المواد التطبيقية والواجهات" نتائج هذه التجربة مؤخرا. من أوراق اللوتس في البرك المائية إلى أقدام أبو بريص، تحتوي الطبيعة على العديد من المواد التي يمكن "تنظيفها ذاتيا". فعندما تلامس مياه الأمطار سطح هذه المواد الفائقة، تتشكل قطرات من الماء على سطح الواجهة تقوم بازالة جزيئات الغبار والملوثات معها نحو الأسفل، وهو ما يعطي مهمة البحث في المواد المضادة للبلل قيمة عالية. في السابق، كان انتاج المواد المضادة للبلل يتم بشكل أساسي عن طريق طلاء السطح بطبقة من السيليكون. ولكن هذه الطبقة المعدلة سهلة التآكل وتفقد وظيفتها في التنظيف الذاتي خلال وقت قصير. على مدى سنوات، ظل الاستاذين شوشين وتشن تشوشنغ من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين يجريان بحوثا مشتركة بهدف تعديل مسامات السيراميك في الخزف المسامي، وتمكنا من تحقيق تقدما جيدا في أبحاثهم. حيث نجحوا مؤخرًا في تطوير نوعًا جديدًا من الخرسانة استنادًا إلى نتائج البحوث التي اجريت على المستحلبات والسيراميك. ويقدر حجم مسام هذا الإسمنت حوالي 30 ميكرون فقط، وهو أصغر بكثير من حجم مسامات الخرسانة الرغوية الموجودة في السوق والذي يقدر بـ 1 ملم. لذلك، وعلى الرغم من أنه خفيف الوزن، إلا أنه مقاوم للضغط والتآكل. وأظهرت التجارب أن هذا النوع من الخرسانة خفيفة الوزن لا يصد جزيئات الغبار فحسب، بل يصد كذلك السوائل الملونة مثل الحليب والبيرة وصلصة الصويا والقهوة، ولا يترك البقع حتى لو كانت غارقة في السوائل الملونة. والأكثر إثارة للدهشة هو أنه حتى بعد التآكل الميكانيكي والمعالجة الحرارية لدرجات الحرارة العالية والتآكل الكيميائي، فإن هذه المادة تبقى تحتفظ بخصائص فائقة لمقاومة البلل. وفي ذات الوقت، تتميز بآداء عال على مستوى العزل الحراري والصوتي