مخاطر نقص الفيتامينات والمعادن وكيف نعوض النقص فيها

  • 12/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني الكثيرون من أعراض وأمراض ترتبط بنقص العناصر الغذائية، والتي ترجع في كثير من الحالات إلى غياب المغذيات الدقيقة التي تشمل الفيتامينات والمعادن.ويظهر نتيجة هذا النقص اضطراب في وظائف الجسم، يصل إلى مستوى الخلية، وربما أثر في توازن الماء ووظيفة الأنزيمات وإشارات الأعصاب، وكذلك الهضم والتمثيل الغذائي.وتؤدي الفيتامينات والمعادن مجموعة كبيرة من الوظائف، فالفيتامينات مهمة لإنتاج الطاقة ودعم المناعة، وللمعادن دور في النمو وصحة العظام وتوازن السوائل. اختلافاتتعرف الفيتامينات بأنها مواد عضوية تنتجها النباتات أو الحيوانات، أما المعادن فهي مواد غير عضوية، والمصدر لها التربة أو الماء، وتأكلها الحيوانات أو تمتصها النباتات، وذلك كما نشر موقع «هيلث لاين».ويختلف احتياج الجسم للمعادن، فعلى سبيل المثال يحتاج إلى كميات كبيرة من الكالسيوم من أجل النمو، في حين أن النحاس واليود والحديد يحتاج إلى كميات يومية منها، ولكن قليلة.ويعتبر الاختلاف بين الفيتامينات والمعادن اختلافاً أساسياً، فالفيتامينات مواد عضوية تنكسر وتنقسم بالحرارة أو الهواء أو الوسط الحمضي، في حين أن المعادن مواد غير عضوية متماسكة البنية الكيميائية.ويعني ذلك صعوبة انتقال الفيتامينات من الطعام والمصادر الأخرى إلى الجسم، لأنها مركبات هشة تتعطل عند أي تعرض للهواء أو الحرارة والتخزين، في حين أن المعادن تنتقل بسهولة من النباتات أو الحيوانات أو الأسماك أو المياه. نوعان للفيتاميناتذكر موقع «مستشفى جونز هوبكنز» أن الفيتامينات تنقسم إلى نوعين، الأول يذوب في الماء، والثاني يذوب في الدهون، ومعظم الفيتامينات تذوب في الماء، ولذلك فإنها لا تخزن بسهولة، كما أنها تخرج في البول لو زادت كميتها.وتوجد هذه الفيتامينات بصورة أساسية في الخضراوات والفاكهة والألبان ومنتجاتها، في حين أن النوع الثاني من الفيتامينات يوجد بصورة كبيرة في الدهون الحيوانية والزيوت النباتية والكبد والأسماك الزيتية، وكذلك منتجات الألبان.ويحتاج الجسم إلى الفيتامينات التي تذوب في الماء بصورة متكررة أكثر من تلك التي تذوب في الدهون، وذلك بسبب عدم قدرة الجسم على تخزينها، ولا يحتاج الجسم النوع الثاني يومياً، رغم أنها مهمة.وأضاف الموقع: من أمثلة الفيتامينات التي تذوب في الماء، فيتامين «ب1»، الذي يساعد على تحويل العناصر الغذائية إلى طاقة، وفيتامين «ب6»، ويعمل على إطلاق السكر من الكربوهيدرات المخزنة، وذلك بهدف الحصول على طاقة وإنشاء خلايا الدم الحمراء.ويعتبر فيتامين «ب9» الفولات مهماً في عملية انقسام سليم للخلايا، كما أن تشكيل خلايا الدم الحمراء والجهاز العصبي والمخ يحتاج إلى فيتامين «ب12» الكوبالامين، في حين أن فيتامين «سي»، حمض الأسكوربيك، مهم للناقلات العصبية والكولاجين، وهو بروتين البشرة الرئيسي.ويكون امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون أفضل عندما نتناولها مع الدهون، وهي تخزن في الأنسجة الدهنية والكبد للأوقات التي يحتاج لها الجسم.وتعتبر من أبرز هذه الفيتامينات فيتامين «إيه»، والذي يعد مهماً لعملية الانقسام الخلوي، ولوظائف الأعضاء، ويساعد فيتامين «دي» على امتصاص الكالسيوم ونمو العظام، كما أنه ضروري لوظائف الجهاز المناعي.ويوجد دور كبير لفيتامين «ك» في تخثر الدم، وأيضاً لتطور العظام، ويساهم فيتامين «إي» في تقوية المناعة، كما أنه مضاد أكسدة، ويحافظ على الخلايا من التلف. المعادنتنقسم المعادن إلى نوعين، الكبيرة، التي يحتاج الجسم إلى كميات كبيرة منها لأداء الوظائف السليمة، والنوع الثاني المعادن الصغيرة.وتشمل المعادن الكبيرة الكالسيوم، وهو مهم بالنسبة لوظائف العظام والأسنان والبنية السليمة للجسم، كما أنه يساعد على التقلص الوعائي ووظيفة العضلات.ويساعد أيضاً الصوديوم على عملية توازن السوائل والحفاظ على ضغط الدم، ويلعب البوتاسيوم نفس الدور، ويساعد كذلك في وظائف العضلات والأعصاب.يعد الكبريت من ضمن المعادن الكبيرة، وهو يتواجد في جميع الأنسجة الحية، والتي تكون محتوية على بعض الأحماض الأمينية.تشمل المعادن الصغيرة الحديد، الذي يمد العضلات بالأكسجين، كما أن له دوراً في تكون بعض الهرمونات، ويقوم المنجنيز باستقلاب الكربوهيدرات والكوليسترول والأحماض الأمينية.ويدخل معدن النحاس في تكوين النسيج الضام، ويلعب دوراً في وظائف الجهاز العصبي والمخ، والزنك مهم في عملية التئام الجروح والنمو الطبيعي، كما أن الفلورايد ضروري للعظام وصحة الأسنان. أعراض النقص من أبرز أعراض نقص الفيتامينات والمعادن التعب وجفاف الشعر وتشقق الأظافر.ويؤدي نقص فيتامين «ب7»، أو ما يعرف بالبيوتين إلى ألم عضلي وتشنجات، ويشعر المصاب بوخز في اليدين والقدمين، مع الشعور بالتعب المزمن وتقصف الشعر والأظافر.ويصاب الشخص بالقروح الفموية نتيجة نقص مجموعة فيتامين «بي»، الثيامين والريبوفلافين والبيرويوكسين.ويؤدي نقص فيتامين «سي» إلى الإصابة بنزيف في اللثة، كما أن نقصه الشديد، وهو ما يعرف بعوز فيتامين «سي»، يحبط الجهاز المناعي ويضعف العضلات والعظام.وترجع الإصابة بضعف الرؤية في الظلام أو الإضاءة الخافتة، وهو ما يعرف بالعشى الليلي، إلى نقص فيتامين «إيه»، ومن الممكن أن يؤدي إهمال هذه الحالة إلى جفاف الملتحمة، والتي تضر بالقرنية وتنتهي بالعمى.ويجب الانتباه إلى أن زيادة كمية هذا الفيتامين في الجسم ضارة، حيث تتجمع في مخازن الدهون، وبالتالي تتحول إلى مواد سامة، ولذلك لا ينصح أن يتناول الإنسان مكملات فيتامين «إيه» إلا فيمن يعانون عوز هذا الفيتامين.يؤدي نقص الكالسيوم إلى عدد من الأعراض على المدى المنظور، وذلك لأن الجسم يضبط مستوياته في الدم بشكل دقيق، في حين أن نقصه على المدى البعيد يؤدي إلى نقص في الكثافة العظمية، ويتطور هذا الأمر في الحالات التي يهمل علاجها إلى هشاشة العظام، ما يزيد من خطر الإصابة بالكسور، وبخاصة عند الكبار.ويتطور عوز الحديد بشكل بطيء، ومن الممكن أن يؤدي إلى فقر دم، وتشمل أعراض النقص شعور المصاب بالضعف والتعب، الذي يتسبب في تراجع أدائه، كما أن الأطفال يعانون ضعف التطور الإدراكي والاجتماعي.تشمل أعراض عوز المغنيسيوم شعوراً بالتعب والضعف وفقدان الشهية والغثيان، وذلك في المراحل المبكرة، وإذا لم تعالج الحالة فإن الأعراض تتطور إلى تشنج العضلات والخدر والوخز واضطرابات في ضربات القلب.ويعاني المصاب بعوز البوتاسيوم تشنج العضلات والضعف، وكذلك الإمساك أو النفخة، أو ألم في البطن، وذلك نتيجة شلل الأمعاء.ويؤدي عوز الزنك إلى فقدان المصاب حاسة التذوق أو الشم، وتراجع الشهية، ويتأثر عمل جهاز المناعة، والنمو، ويتسبب العوز الشديد في الإصابة بالإسهال وتساقط الشعر، وتأخر الجروح في الشفاء. التصدي للنقصأظهرت دراسة علمية حديثة أن هناك نسبة كبيرة في الشرق الأوسط تعاني نقصاً حاداً في بعض الفيتامينات والمعادن، وذلك رغم أن أشعة الشمس متوافرة على مدار العام.ويعاني البعض نقص فيتامين «د»، ما يؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام عند البالغين، والكساح في الأطفال.وتشير الدراسة إلى أن نقص هذا الفيتامين لدى الرجال وصل إلى 40% في حين أنه لدى النساء الحوامل 35%، وفي مرحلة المراهقة يبلغ 45%، ويصل نقص معدن الحديد لدى أطفال المدارس إلى 31%، ولدى الإناث 27%.ودعا القائمون على الدراسة إلى التصدي لنقص المغذيات، والتشجيع على اتباع الأنماط الغذائية الصحية، والاكتفاء بالمغذيات الدقيقة من خلال المكملات الغذائية.

مشاركة :