جمهورية جديدة بعقلية جديدة في الجزائر

  • 12/14/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تركزت اهتمامات الدوائر السياسية في الجزائر، حول رسائل الفائز في الانتخابات الرئاسية عبد المجيد تبون، وتناولت بالتحليل مضامين كلماته وتعهداته، والتي وصفتها يأنها ترسم خارطة طريق لجمهورية جزائرية جديدة، بينما أبرزت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم السبت، تصريحات «تبون»، التي كشف خلالها أولويات المرحلة المقبلة، وبيد ممدودة للحراك الشعبي، مؤكد أن المرحلة سوف تشهد «جمهورية جديدة بعقلية جديدة وليس استمرار  للخامسة»، يقصد الولاية الخامسة التي سقطت مع رحيل الرئيس السابق بوتفليقة.   رسائل «تبون» للجزائريين وقال «تبون» في أول رد فعل له بعد انتخابه رئيسا للبلاد: أتوجه مباشرة إلى الحراك الذي سبق لي مرارا وتكرارا أن باركته، لأمد يدي له بحوار جاد من أجل الجزائر والجزائر فقط.. إن هذا الحراك الذي انبثقت عنه عدة آليات، على غرار السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، أعاد الجزائر إلى سكة الشرعية مع الابتعاد عن المغامرات والمؤامرات التي كادت أن تعصف بالشعب الجزائري، متعهدا بالعمل على «إنصاف كل من ظلم من طرف العصابة»، مشددا على أنه سيعمل «مع الجميع على طي صفحة الماضي وفتح صفحة الجمهورية الجديدة بعقلية ومنهجية جديدة، دون إقصاء أو تهميش أو أي نزعة انتقامية».  وكشف الرئيس الجزائري الجديد، أن أول قراراته ستكون تعديل الدستور.. وقانون الانتخابات.. وإعادة الاعتبار للمظلومين من طرف «العصابة».. وأن تشكيل الحكومة الجديدة سيحمل مفاحآت «وانتظروا وزراء في العشرينيات من العمر».. وأنه لا ينوي تأسيس حزب  سياسي وسيعمل مع الجميع دون استثاء او إقصاء..مع الشروع «قريبا» في مشاورات مع «من يهمه الأمر» لإثراء القانون الأسمى للبلاد تمهيدا لإرساء «الجمهورية الجديدة».   الجيش الجزائري يقود مباشرة قاطرة الانتقال في البلاد وبعد تجاوز مرحلة الانسداد السياسي بالاستحقاق الانتخابي، ورغبة الجزائريين بالتغيير السلمي وتفعيل مؤسسات الدولة.. يرى سياسيون أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة تعد حلقة في سلسلة طويلة تلونت حلقاتها عبر تاريخ البلاد الذي صنعت تضاريسه من رمال وصخور وجبال المواجهات مع قوى بعيدة وقريبة، بحسب تعبير السياسي الليبي والمسؤول السابق عبد الرحمن شلقم ، مشيرا إلى أن الجزائر بلاد لها تكوين خاص في كل شيء، الأرض والناس والتاريخ، وإذا كانت الجغرافيا ثابتة لا تتغير، فالناس والتاريخ قوة لا تتوقف إذ تتحرك وتحرك. وقال «شلقم»: إن الجيش الجزائري بقيادة الجنرال أحمد قايد صالح يقود مباشرة قاطرة الانتقال في البلاد، وعليه تقع مسؤولية غزل الخيط الذي يرتق الخرق بين أطراف الخلاف بعد نتائج الانتخابات الرئاسية، ولقد حاول مبكراً إرضاء الشارع عندما أرغم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التنحي ورفع شعار معاقبة الفاسدين، حيث وضع رؤساء حكومات سابقين في السجن ومعهم سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس السابق وعدد من رجال الأعمال والسيدة لويزا حنون أمينة حزب العمال، وصدرت أحكام مشددة بالسجن عليهم، لكن كل ذلك لم يخفف من تدافع الحشود في الشارع الذي استمر شهوراً في أغلب المدن الجزائرية.  ويتساءل المفكر والسياسي الليبي: هل تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية السائل السحري الذي يطفئ غضب الشارع؟ أم الزيت المتدفق فوق لهب الحراك المتواصل؟ترقب تداعيات نتائح الانتخابات الرئاسية ويرى «شلقم» في تحليله للوضع الراهن في الجزائر، أن قدر الجزائر أن تخرج من جهاد إلى جهاد، لكن هذه الحلقة يلتف حولها المصير، وكان جهاد الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي أسطورة القرن العشرين، حيث قدموا فيه أكثر من مليون شهيد من أجل الاستقلال والحرية، لكن ارتدادات تلك الملحمة لم تتوقف، حيث المعاناة المعيشية والفساد والمواجهات الدموية الطويلة كانت رحلة طويلة على طريق الجهاد من أجل بناء دولة الحرية والقانون والحياة في بلاد وهبها الله بثروات غير محدودة، فهل ستكون نتائج هذه الانتخابات جسراً نحو ضفاف الحلم؟ أم دائرة مضافة إلى سلسلة لا تلوح نهايتها؟

مشاركة :