كانت حلقة حوار التكفيري خالد المولد عملا مسليا وكان يمكن أن تكون عملا إعلاميا أكثر أهمية لو أن الزميل المخضرم داود الشريان ابتعد عن السخرية والتهكم واستدراج ضيفه لإجابات مسبقة، مثالها وضع إجابة أنه المسلم الوحيد في فمه!. الموضوع خطير وجاد وبرأيي لم يكن يحتمل السخرية والتهكم والخروج عن مسار الجدية والمهنية الاحترافية في التعامل مع حالة التكفير التي تنتج استباحة الأرواح وإراقة الدماء، وقد رأينا كيف أصبح القتل والذبح عند التكفيريين أسهل من شرب الماء، ولم تعد الدماء معصومة، ولم يعد التكفيري يحتاج لحكم شرعي لينفذ القتل! وعندما قال المولد إنه المسلم الوحيد في العالم فقد كان يفترض أن يريحنا ذلك، لأنه يعني أنه لا يجد أحدا يشاركه أفكاره وبالتالي يشاركه براءته من الكفر، لكن واقع الحال أن ما تبثه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من أخبار ومشاهد أعمال القتل والنحر يثبت أن المسكين يعيش في عالم آخر غير عالمنا المليء بأمثاله ممن يستبيحون الدماء ويزرعون الموت أينما وطأت أقدامهم!. مسألة التكفير بحاجة لجدية في التعامل والمعالجة قبل أن تتحول الساحة إلى مسرح لجرائم القتل العشوائية التي يرتكبها مغيبون وصل بهم الحال إلى اعتبار مجرد عدم الإنكار على السلطة والعيش تحت مظلتها كفرا يستوجب القتل ناهيك عن الإنكار على فكرهم والتحذير منهم فهذا كفر يستحق القتل مرتين!. من المفيد أن نظهر عوار هذا الفكر بفضح عقول المنتمين له، لكن من الخطأ أن نجعل من المشهد مسرحا ساخرا، فالمشهد الذي نرى فيه أبناءنا يمارسون القتل مشهد محزن ويدفع للبكاء لا الضحك!.