أبها علي فايع الحفظي: البدايات لم تكن نزيهة ومن رضي بعدم تطبيق قرارات القضاء قادر على الخديعة آل مريع: قضيتهم مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية وليس مع الأعضاء فتح الحكم القضائي الثالث والقطعي الذي صدر أمس الأول الإثنين في أبها ببطلان الانتخابات التي جرت في نادي أبها الأدبي قبل أربع سنوات، وحمل الحكم «حل مجلس الإدارة المنتخب، وبطلان ما ترتب عليها»، الباب على مصراعيه في جدل جديد لا ينتهي حول انتخابات الأندية الأدبية. ويأتي هذا الحكم بعد عامين تقريباً من صدور الحكم النهائي الثاني حيث أصدر حينها وزير الثقافة والإعلام الأسبق الدكتور عبدالعزيز خوجة توجيهه بإعادة الانتخاب في أدبي أبها قبل أن تتراجع الوزارة حينذاك وتؤجل تنفيذ الحكم، مما نتج عنه استقالة الرئيس السابق للأندية الأدبية الناقد حسين بافقيه التي أرجعها إلى وجود عوائق في وكالة الوزارة تعيقه عن أداء عمله، في إشارة إلى تأجيل الوزارة تنفيذ الحكم الخاص بنادي أبها الأدبي آنذاك. يُذكَر أنّ الطاعنين على الحكم يمثلون شرائح مختلفة ما بين أدباء ووعَّاظ ومعلمي لغة عربية في منطقة عسير، وسبق لبعضهم أن قاطع مناشط النادي طوال السنوات الأربع الماضية، احتجاجاً -كما يقولون- على عدم تنفيذ الحكم، وعدم تفاعل المجلس الحالي مع الحكم، وتهميش جمعيته العمومية التي دعا المعترضون فيها إلى إعادة الانتخاب ورقياً عبر خطاب موقَّع منهم لوزير الثقافة والإعلام الأسبق د. عبدالعزيز خوجة. الناقد والأكاديمي في جامعة الملك خالد الدكتور عبدالرحمن المحسني وأحد الطاعنين في انتخابات «أدبي أبها» قال لـ «الشرق»: «إنَّ الطعن الذي قدمه المثقفون على الانتخابات في النادي يبدو مختلفاً تماماً ويصعب صدُّه أو ردُّه أو تجاهله لأنه بُنِي على الحق النظامي من جهة، فقُدِّم حسب المسارات النظامية التي وضعتها الوزارة للطعن، ولأنه من جهة أخرى بُنِي على أدلة اقتنعت بها الوزارة في أول حكم، ثم نكصت وتملَّصت منه لأسباب تبحث فيها عن قشة النجاة التي لم تنجها، فالحق أبلج ودحضه لا يكون». وأضاف المحسني «إنّ المعارضين من مثقفي نادي أبها الأدبي، ممن آلمهم تجاهل الوزارة وتجاهل النادي مطالبهم الواضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، حاولوا أن يبتعدوا عن الصدام مع ناديهم وإثارة البلبلة لوطنهم الذي يحبون.. ولعل مما يؤلم هو عدم التفات النادي لمطالب ثلثي جمعيته العمومية التي وقَّعت على عريضة الطعن بعد الانتخابات ورفعت بها للوزارة والقضاء، فلم يلتفت النادي لرأيهم، بل لم يلتفت لنداءات الصلح الذي يعيد المثقفين من أبناء منطقة عسير إلى ناديهم. واليوم أصدر القضاء الذي تحترمه الدولة تماماً حكمه الثالث والنهائي ببطلان الانتخابات؛ ليس أمام الوزارة والنادي بد من التوقف أمام حكم القضاء الذي لا نشك فيه أبداً ونعده في بلادنا صِمَام الأمان الذي يحفظ لنا بحفظ الله العدل الذي قامت عليه هذه البلاد». فيما رأي الشاعر محمد عبدالرحمن الحفظي أنّ «المسألة لم تعد في التحقق من نزاهة انتخابات نادي أبها الأدبي قبل أربع سنوات؛ فقد ثبت بكل الدلائل أن ما جرى ليلة الانتخاب وما سبقه في الكواليس، أثبت بلا شك أنها لم تكن نزيهة». ولعل استدراك الطاعنين في النتيجة يومها قد دفعهم منذ الأسبوع الأول إلى اتخاذ الإجراءات التي تكفل لهم حقهم وفق الأنظمة واللوائح والإجراءات التي وثَّقها القضاء بثلاثة صكوك قضائية مميزة ببطلان الانتخابات. وأضاف الحفظي «إنّ الاستقالات المتلاحقة لإدارات الأندية الأدبية كشفت جانباً من تغييب الوزارة قرارات يجب تنفيذها، وتعطيل التنفيذ لصكٍّ قضائي يضخِّم التساؤل حول ما إذا كان هناك من المحسوبين وراء ذلك مَن له مصلحة في التعطيل والمماطلة والتسويف». وذكر الحفظي أنّه «لم يعد من السهل تمرير الأجندة بأخطائها، بل إنّ من الفشل الذريع ديمومة التغييب والتناسي وغمط الصوت الواثق». وبيَّن الحفظي أنّ «علينا ألاّ نتعجب من شيء قادم تصنعه المرحلة للتمديد لمجالس الإدارات سنة أو سنوات أخرى، فالبدايات لم تكن نزيهة، ومن رضي بعدم تطبيق قرارات القضاء قادر على الخديعة مرة أخرى باستخدام كل المتاح لتكريس الباطل على نزاهة الحق». ويضيف الحفظي «لم يعد في مقدوري الآن والصك الثالث المميز من القضاء يثبت نفس الحق، إلا أن أؤكد أنه حان الوقت لإعادة الحق لأصحابه دون تسويف أو تعطيل». أدبي أبها: لم يصلنا أي خطاب رسمي من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع لـ «الشرق»: «إنّ أعضاء المجلس لم يبلغوا بأيِّ شيء رسمي حيال الحكم القضائي.. كما أنه بحسب ما فهمنا- صادر ضد وزارة الثقافة وهي الجهة المخصوصة به. وحين يأتينا شيء رسمي سيكون للمجلس رأيه الذي يُعلَن في حينه». «الشرق» من مصادرها الخاصة علمت أن محامي المعترضين الشيخ عوض القرني حضر ليلة البارحة اجتماع الجمعية العمومية في النادي، وأشعر الأعضاء بالحكم الذي صدر وأنّ قضيتهم ليست مع أعضاء المجلس بل قضيتهم مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية. اجتماع الجمعية العمومية من جهة أخرى، عقدت الجمعية العمومية للنادي يوم أمس الأول الإثنين اجتماعها الذي حضره مدير المكتبة العامة في أبها ممثلاً لوزارة الثقافة والإعلام، وتم خلال الاجتماع استعراض الأنشطة التي قام بها النادي، واستعرض رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور أحمد آل مريع بعضاً من الأنشطة التي قدمها النادي خلال عام، والمشاريع المستقبلية التي سيتم الإعلان عنها قريباً، على حد قوله. كما استعرض خلال الاجتماع الدكتور محمد أبو ملحة نائب رئيس النادي ما تم إنجازه من أعمال بشيء من التفصيل، وذلك من خلال عرض مرئي قدمه للحضور، يتضمن تقريراً لفعاليات النادي خلال العام المنصرم، كما استعرض المسؤول المالي للنادي الدكتور صالح أبو عراد التقرير المالي للسنة المنصرمة، وذلك بإجمالي ما تم صرفه الذي جاء بمبلغ (1.918.535.94) ريالاً، وذكر بأن هذا المبلغ الذي تم صرفه فعلياً من المبلغ الذي تم إقراره في السنة الماضية البالغ ثلاثة ملايين ريال، وعرض أيضاً استراتيجية مقترحة للعام المقبل بمبلغ إجمالي قدره (2.742.80) ريالاً.. عقب ذلك تحدث الدكتور عوض القرني في مداخلة شكر فيها مجلس الإدارة وجميع العاملين في النادي على ما تم إنجازه من أعمال، قائلاً إنها كانت أكثر من المتوقع.
مشاركة :