نـــبــــض: أحمد بن محمد آل خليفة شاعر الوطن الذي لا ينسى!

  • 12/15/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

(أنت أحمد والعود أحمد ينداح على ذكرياتك الشعر والحب وتنشغل القرى والمدن بك عاشقا لا يغيب لأنك كالنسيم على أجسادنا وردٌ وحناء وحكايات لنا في محبة (البحرين) ميلاد عشق أول الغوص لؤلؤ في قاع بحر أزرق لا يجف وأنت الفارس للدانات موطنها من من الروح فلا غبتَ.. ولا بعدت عرائس الجنان عن مقلتيك ولا جفتْ مرابع أيامك العرسُ) ثلاثة شهور تقربنا من ذكرى رحيل الشاعر الملهم للطبيعة والعاشق لوطنه البحرين أحمد بن محمد آل خليفة، حيث كان رحيله في الثامن والعشرين من مارس 2004, شاعر تلونت بين خافقيه الكلمات وانشغلت في مدائنه الحالمة أطياف المحبين. ثلاثة وسبعون عامًا عاشها الشاعر بين حرية البوح وسماوات احتضنت فيه دفء كلماته التي سافرت في كل ملاعب الدنيا بأطيافها، حيث ودعته البحرين في يوم 28 مارس 2004 – بعد أن بصم في ذاكرة الوطن صدقًا وعشقًا وفي محراب الأدب ومواطن الشعر الجميل الصادق في مسيرته التي أعدها ملحمة لا تنفصل عن نبضات وطن ننشغل به ونحميه. الشاعر محمد بن أحمد آل خليفة، سيد في الكلام وأمير متواضع، يحمل بين خافقيه الشعر سراجًا، حينما يظلم الكون يضيء. هذا الشاعر الجميل والشيخ الكبير في احتضان محبيه كلما اشتاق لهم أو عانق الشعر نبض قلوبهم. وفي السنوات الأخيرة من حياته كنت التقيه برغم ما يحمله من ألم في المحافل الأدبية يأتي متحاملا على ألمه مشاركًا محبيه في أمسياتهم. ببسمة يستقبلنا مثنيا على كل تجمع أدبي، وكانت روحه تغني الوطن وترسم طرقا للحبية في دهاليز المدن والقرى البحرينية. وكلما ركضت سنين ابتعادك عن محبيك، التقت أحلامنا بك في جدار لياليها شعرًا على أجنحة الطير تغني (الوطن) وأنت بينها تزق أحلام ربيعها شهدًا لا يغادرنا ولا يستطيع الموت أن يمحو ذاكرة حفظت لك في الروح قصرًا عاليًا بالأريج الذي لا يسافر أرضًا عشقتُ ترابها تحنو عليها كلما شهق الحب وأخذك الحنين لمفاصل الحبيبة وهي تتوسد ذاكرتك وتحفظك من الغياب. أنت الذي علمت أجيالاً: (إن للنخل عذوق من ذهب فاحفظوها في بيوتكم).. وكانت رسالتك رباطا لم ينقطع وصاله كونه والبحر تؤمان في ملامح جغرافية الوطن. ومن قصائد الشاعر التي تغنى بها في حبه للوطن قصيدته: «لقد تهنا بحسنك يا أوال» أنت السحر أم أنت الجمال لقد تهنا بحسنك يا «أوال» صفاء قد صفت منه الليالي وسحر لم يصوره الخيال جنان بالأماني زاهرات تضاحك في مرائيها الجمال وشطآن تراءى من بعيد على أمواجها السحر الحلال تعانقت النخيل على ثراها فغارت من تعانقها الجبال وباتت ترقب الشطآن ليلا لتسمع ما تبوح به الرمال فللأضواء همس مستفيض تصيخ له مع الرؤيا الظلال وللامواه في سمع الروابي عزيف للطبيعة وابتهال مسابح فتنة لو طاف فيها روفائيل لفاض به الخيال أوال معقل العليا وأرض بها نبغت لدى الجلى الرجال بها قوم إذا وثبوا لمجد تحقق من وثوبهم المحال وإن قالوا على الأيام قولا رأيت القول تدعمه الفعال وأذلوا المستحيل وبوؤها من العليا على ما لا ينال أوال أنت للأمجاد مهد تولد في مرابضه النضال وذكرك من قديم الدهر غنى به في موكب الدنيا الجلال سعيت إلى الحضارة من قديم وهذا في الحياة هو المآل. هذه القصيدة هي ضمن الكثير من القصائد التي أنشدها الشاعر في حبه لوطنه، ضمن قصائده في الجانب الآخر من الوجدانيات والتي كانت الطبيعة موطنًا آخر لقصيدته، وما كانت هذه الوقفة على روح شاعرنا الكبير والجميل في إخلاصه للشعر ومحبيه ووطنه إلا وقفة أخرى في ذكرى عيدنا المجيد، أعياد وطن يكبر ويكبر في القلوب بذكرى محبيه. فرحمة على شاعر لم يغب وجعله الله في أعلى عليين عند مليك مقتدر. a.astrawi@gmail.com

مشاركة :