يتهيّأ أبناء النقب الفلسطيني المحتل لمواجهة جديدة على طريق إفشال مشاريع الترحيل، التي لا تتوقف، مستغلة كل ثغرة من أجل إفراغ أكبر مساحة من الأراضي لصالح الاستيطان. «مشروع الكرفانات» هو المشروع الترحيلي الجديد الذي أطلّ برأسه بعد أن أفشل أهالي النقب مخطط «برافر» الذي حاولت من خلاله إسرائيل تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من النقب والاستيلاء على حوالي مليون دونم من أراضيهم تحت غطاء قانوني. أما المشروع الجديد، فقد بادرت إلى إعداده ما تسمى «سلطة تطوير النقب»، ويهدف إلى تهجير سكان القرى مسلوبة الاعتراف، ونقلهم للإقامة في «كرفانات» في مناطق لا تلبي الاحتياجات الأساسية. يقول عضو «الكنيست» سعيد الخرومي، بحسب ما نقلت عنه وكالة «معا» المحلية: «تسعى إسرائيل من خلال المخطط لتهجير عشرات الآلاف من المواطنين، وبالذات من القرى غير المعترف بها، مستغلة بعض الخطط الحكومية لمشاريع تدعي بأنها مشاريع قومية، والهدف الأساسي منها هو تهجير هؤلاء الناس وتكديسهم في حارات جديدة في القرى والمدن الثابتة، بدون أدنى بنى تحتية». ولفت الخرومي إلى خطورة مشروع «الكرفانات»، كونها تتعدى تهجير الآلاف من قراهم، إلى الحد من تطور وتوسع القرى الثابتة والإضرار بأهلها. وبحسب المشروع الجديد، فإنه سيتم نقل السكان من بيوتهم المنتشرة على مساحات واسعة من الأراضي، إلى «كرفانات» بجوار القرى الثابتة، ومنحهم ترخيصاً مؤقتاً مدته ثلاث سنوات قابلة للتجديد لثلاث سنوات أخرى، دون التطرق لمستقبل السكان، كما أن تعليمات المخطط قابلة للتعديل، ما يعني أنه سيكون مخططاً دائماً بعد التعديل. وتستغل إسرائيل، أيضاً، شارع رقم (6) الذي يمتد من الشمال حتى الجنوب، لنهب الأراضي وتهجير البدو، وتعمدت في مخططاتها أن يمر الشارع، الذي ما زال جزؤه الجنوبي قيد التنفيذ، بقرى بدوية مسلوبة الاعتراف. وسيقطع الشارع المذكور أراضٍ واسعة، مهدداً بترحيل ثلاثة آلاف عائلة، وذلك بعد أن تعمدت السلطات بأن لا يمر الشارع في المنطقة المفتوحة، بل يخترق المناطق السكنية، معتمدة نصف كيلومتر ارتداداً للشارع من كل طرف، الأمر الذي لم يكن في المناطق الأخرى، إذ اعتمد 200 متر من كل طرف فقط. وتعمل سلطات الاحتلال كذلك، على مد خط ضغط عالٍ لشركة الكهرباء، يشكل تهديداً لأرواح 15 ألفاً، يقيمون على 50 ألف دونم، تخطط إسرائيل لتهجيرهم والاستيلاء على مناطقهم. عنصرية تعترف سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فقط، بسبع قرى من أصل حوالي 45 قرية فلسطينية في النقب، هي: رهط، واللقية، وحورة، وكسيفة، وشقيب السلام، وعرعرة، وتل السبع، بينما لا تحصل هذه القرى «المعترف بها» على أدنى الحقوق، وتفتقر بشكل كبير لأبسط الخدمات، بعكس ما عليه الحال في المناطق التي يسكنها المستوطنون.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :