تتواصل المعارك بين قوات النظام السوري والمعارضة بمناطق خفض التصعيد في محافظتي إدلب وحماة وفق اتفاق أستانة الذي تضمنه كل من روسيا وتركيا وإيران. وتتضارب التصريحات والأنباء بين طرفي النزاع حول من يسيطر على هذه المناطق، ففيما أعلن النظام السوري عن تحقيق تقدم واسع في هجمات شنها على جبهات محافظتي إدلب وحماة، تقول مصادر من المعارضة السورية عكس ذلك بتفنيدها ما تقر به قيادات الجيش السوري. وأعلن في هذا الصدد مصدر عسكري من المعارضة السورية، الجمعة، عن فشل القوات الحكومية السورية في تحقيق تقدم في هجمات شنتها على جبهات محافظتي إدلب وحماة، فيما قال مصدر مقرب من القوات الحكومية إنه تم تحقيق تقدم. وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة “رصد مقاتلو فصائل المعارضة عملية تسلل لعناصر القوات الحكومية ليلة الخميس/الجمعة على محور قرية الحويز باتجاه نقاط الفصائل في قرية البدرية بمنطقة الغاب في ريف حماة الغربي”. وأكد أنه “لدى وصول عناصر القوات الحكومية إلى منطقة مكشوفة تم استهدافهم بالرشاشات الثقيلة وقذائف صاروخية، حيث سقط قتلى وجرحى في صفوفهم ما دفعهم إلى التراجع”. وأكد القائد العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، “بعد تعرض القوات الحكومية لخسائر جسيمة خلال محاولتها التقدم، أطلقت راجمات الصواريخ والمدفعية عشرات القذائف الصاروخية من معسكراتها ومواقعها على قرى البدرية وجب سليمان والشركة والحويجة وجسر بيت الراس بريف حماة”. وأضاف “تصدت أيضا فصائل المعارضة لهجوم شنته القوات الحكومية وبإسناد من الطيران الحربي السوري والروسي على قرى تل طويل والكتيبة المهجورة، وقد ساعدت الأجواء الجوية في إضعاف سلاح الجو من تحقيق إصابات مباشرة في المناطق التي يتم استهدافها”. في المقابل، تقول القوات الحكومية المدعومة من الطيران الروسي إنها اقتربت من السيطرة على ريفي حماة وإدلب بعدما ركزت جهودها منذ شهر نوفمبر الماضي بدعم من الطيران الروسي لتحقيق انتصار ميداني في هذه المناطق للوصول إلى طريق حلب دمشق في منطقة معرة النعمان بريف إدلب الشرقي. وقال مصدر من القوات الحكومية “حقق الجيش السوري تقدما خلال الساعات الماضية في هجوم شنه على مواقع فصائل المعارضة في قرى تل طويل الحليب والكتيبة المهجورة بريف إدلب الشرقي”. وأكد المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن “الاشتباكات لا تزال مستمرة على محاور الكتيبة المهجورة، وأن الجيش السوري استهدف مواقع لفصيل أنصار التوحيد التابع لجبهة النصرة قرب بلدة أبوظهور بريف إدلب”. ويأتي هذا التضارب في روايتي النظام السوري والمعارضة، بعد يومين فقط على اتفاق روسيا وتركيا وإيران، الأربعاء، في ختام جولة جديدة من مباحثات أستانة حول الأزمة السورية، على تنفيذ التفاهمات في ما بينها حول الوضع في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) وإرساء الاستقرار في شمال شرقي البلاد، ورفض التطلعات الانفصالية، ومحاربة من وصفتهم بالمتشددين. وفي بيان ختامي للاجتماع الثلاثي الذي عقد بالعاصمة الكزاخية نور سلطان (أستانة سابقا)، الثلاثاء والأربعاء، اتفقت الدول الضامنة لمسار خفض التصعيد بسوريا على تنفيذ كافة التفاهمات المتعلقة بإدلب بشكل كامل من أجل تحقيق التهدئة بمناطق خفض التصعيد. وكانت الدول الثلاث قد أعربت عن أسفها لسقوط ضحايا مدنيين بالمنطقة، وتحدثت عن اتخاذ المزيد من التدابير الملموسة لحماية المدنيين في مناطق خفض التصعيد بإدلب وفق القوانين الدولية. كما عبرت عن قلقها من تزايد ما سمته الجماعات الإرهابية في محافظة إدلب، وتعهدت بالتنسيق في ما بينها للقضاء على من وصفتهم بالمتشددين في سوريا. وفي السياق نفسه نفلت العديد من التقارير عن الوفد الروسي المشارك في المباحثات بأستانة اعترافه بمقتل مئات العناصر من قوات النظام السوري، خلال المعارك الدائرة على جبهات إدلب وحماة. وقال الوفد الروسي المشارك في المباحثات الـ14 لمسار أستانة، إن خسائر النظام خلال هجمات فصائل المعارضة السورية، زادت عن 1500 قتيل. وتعتبر مدينة إدلب مشمولة باتفاق بين الدول الثلاث لخفض التصعيد، لكن المعارك ما زالت متواصلة بين النظام السوري المدعوم من روسيا وفصائل المعارضة السورية. وشهدت مدينة إدلب منذ نهاية أبريل الماضي تصعيدا أسفر عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيين وتشريد مئات الآلاف. ووفق آخر الأرقام التي نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد القتلى قد ارتفع منذ بدء التصعيد في مناطق “خفض التصعيد” منذ أبريل الماضي، إلى 4775 شخصا، بينهم 1224 مدنيا
مشاركة :