بيت لحم تتطلع لاجتذاب السياح بعد أعياد الميلاد

  • 12/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شاهد سكان بيت لحم لعقود من الزمن حافلات سياحية تتجه صعودا إلى كنيسة المهد، ينزلون ركابها لبضع ساعات في مسقط رأس يسوع، ثم يعودون إلى إسرائيل. ولكن في السنوات الأخيرة، ترسخ شكل جديد من السياحة، ركز على سكان مدينة الضفة الغربية الفلسطينيين وثقافتهم وتاريخهم ونضالاتهم تحت الاحتلال الإسرائيلي. ومع نزول الحجاج إلى بيت لحم في عيد الميلاد هذا، لديهم خيار الإقامة في بيوت الضيافة التي تم ترميمها منذ قرون، والقيام بجولات في الأسواق المحلية، وإلقاء نظرة على الفن الديستوبي داخل وحول الفندق الذي صممه فنان الغرافيتي البريطاني، بانكسي. تُعد كنيسة المهد التي يعود تاريخها إلى القرن السادس محور السياحة، والتي تركز عليها احتفالات أعياد الميلاد في الأسابيع المقبلة، حيث تم إنشاؤها على الموقع الذي يُعتقد أن يسوع قد وُلد فيه. وأنقذت التجديدات الواسعة في السنوات الأخيرة السقف من الانهيار وكشفت عن فسيفساء الجدار الملونة التي تصور الملائكة والقديسين. وفي وقت سابق من هذا الشهر، عاد الفاتيكان بجزء صغير مما يعتقد المسيحيون أنه المذود الأصلي، والذي أرسل إلى روما كهدية للبابا في القرن السابع. يمكن رؤية هذا الأثر، بحجم الإبهام، المعروض في علبة فضية مزخرفة، في كنيسة صغيرة مجاورة للكنيسة. وفي ميدان المهد، خارج الكنيسة مباشرة، تمت إقامة شجرة عيد الميلاد الضخمة، ومن المقرر إقامة احتفالات في الأسابيع المقبلة حيث تقيم مختلف الطوائف احتفالات عيد الميلاد، علما وأنه في 7 يناير، سيستضيف بيت لحم مؤتمر سانتا الدولي. لقد عانت السياحة في الماضي أثناء اندلاع العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن اليوم تتوقع وزارة السياحة الفلسطينية زيارة 3.5 مليون سائح لبيت لحم في عام 2019، بزيادة 3 ملايين عن العام السابق، ويعتقد الكثيرون أنه لا يزال هناك مجال للنمو. قال إلياس العرجا، رئيس جمعية الفنادق المحلية، “وضع آمن تماما في فلسطين، والأراضي المقدسة بشكل أفضل من معظم دول العالم، وبالتالي فإن الناس باتوا يزورونها باستمرار”. وأشار إلى أنه “في حين أن الأرض المقدسة تضم أهم المواقع في المسيحية، بما في ذلك الأماكن التي يقول التقليد إن المسيح قد ولد فيها، حيث كبر، وتم صلبه وإحياؤه، إلا أنها تستقطب عددا أقل بكثير من الزوار من الفاتيكان”، مضيفا “لدينا الفرصة لجذب المزيد من السياح”. يمر الزوار الذين يسافرون إلى بيت لحم عبر نقطة تفتيش إسرائيلية مترامية الأطراف ثم يسيرون على طول الجدار الفاصل، الذي بدأت إسرائيل بناءه خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أوائل العقد الأول من القرن العشرين. تبدو أزمة مدينة بيت لحم واضحة من خلال فندق “وولد أوف”، الذي صممه بانكسي، وافتتح في عام 2017. ويطل الفندق على الجدار العازل، والذي هو نفسه مغطى بالأعمال الفنية، والكتابات على الجدران وألواح المتاحف التي تشرح الحياة تحت الاحتلال. في داخل الفندق، تم تصوير عدد من قطع بانكسي في ردهة تضاء هذه المرة من العام بأضواء الكريسماس. يقدم الفندق عروضا أسبوعية للموسيقيين المحليين وجولات يومية لمخيم فلسطيني قريب. ويمكن تنظيم جولات الأعمال الفنية العامة لبانكسي في مكان آخر من المدينة عند الطلب، ويمكن أيضا رؤية شكل مختلف من أشكال السياحة في وسط المدينة، على بعد بضع مئات من الأمتار من الكنيسة. هناك، قامت البلدية، بمساعدة إيطالية، بترميم بيت ضيافة من القرن الثامن عشر وأجرته إلى فادي قطان، وهو طاه فلسطيني فرنسي. يضم بيت “حوش السريان” غرفة مفروشة بذوق رفيع يتراوح سعر إيجارها لليلة الواحدة ما بين 80 و150 دولارا. وفي مطعم فوضي، يستخدم قطان المكونات المحلية لطهي المأكولات الفلسطينية التقليدية مع إضافة لمسة عصرية، يقول “كنت أرى أن السياحة الدينية ستشجع نفسها بنفسها، فهي لا تحتاج إلى القطاع الخاص للترويج لها، لكننا اليوم نشجع كل شيء آخر، دعنا ننشر طعامنا، دعنا ننشر ثقافتنا، دعنا ننشر تاريخنا”. ويحرص قطان بشكل خاص على الترويج للمطبخ الفلسطيني، والذي يقول إنه تم سرقته من قبل الطهاة الإسرائيليين وكتب الطعام. ويشترك بيت الضيافة مع مجموعة محلية تعرف باسم “فرايق” لتقديم جولات الطعام التي يتجول خلالها الزوار في السوق المحلية، ويلتقون بالمزارعين والجزارين والخبازين قبل تناول الغداء في بيت الضيافة، هذا إضافة إلى برنامج آخر يشمل دروس الطبخ التي تدرسها جدة فلسطينية. وقال قطان “ما كنت آمل أن أقوم به هو أن يقضي الناس ثلاث ليال في بيت لحم، وأن يخرج السياح إلى سوق الخضار والفواكه، وأن يجتمعوا مع أهالي بيت لحم، وليس فقط الجولة القصيرة جدا في المدينة. عندما تم افتتاح دار الضيافة في عام 2014، كان متوسط ​​الإقامة ليلة واحدة، لكن الآن ارتفع إلى ثلاث ليال ونصف ليلية، مع إشغال مستمر طوال الموسم المنخفض”. تم افتتاح مجموعة من بيوت الضيافة التي تم تجديدها في السنوات الأخيرة، بما في ذلك دار المجوس، والتي سميت باسم الملوك الثلاثة الذين قيل إنهم زاروا المذود بعد ولادة المسيح. دار الضيافة هي جزء من مبادرة أوسع من جانب حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانية وجمعية محلية لدعم المجتمع المسيحي. تضاءلت الجالية المسيحية في بيت لحم، مثلها مثل غيرها من أنحاء الشرق الأوسط، بشكل كبير في العقود الأخيرة، حيث فر المسيحيون من الحرب والصراع أو سعوا وراء فرص اقتصادية أفضل في الخارج. تقوم عائلة فلسطينية تعيش بجوار دار الضيافة بإعداد وجبات الإفطار والوجبات التقليدية للضيوف، ويعمل في دار الضيافة أفراد من عائلتين أخريين. وهناك خطط للتوسع إلى منزل آخر سيتم ترميمه العام المقبل. ويتوقع عمدة بيت لحم، أنطون سلمان، أن يستمر النمو الحديث في السياحة. وقال “تشهد كل المواسم نشاطا وتنظيما وجاذبية للمجتمع الفلسطيني في بيت لحم وللسياح”.

مشاركة :