حدثتكم بالأمس، عن صاحبنا الذي كان عائدا إلى وطنه من مدينة في جنوب السعودية، لأمر عائلي، تاركا وراءه زوجته التي تعمل طبيبة، فإذا بها تلحق به في المطار، وتشبعه صفعا باليد ولطما باللسان، ولم يجد طريقة ينجو بها من الهجمة الشرسة سوى الصراخ: أنت طالق عدة مرات، وشرحت أن فاعل خير (أو فاعل سوء) كان قد اتصل بالزوجة، وقال لها إن زوجها عائد الى وطنه للزواج بأخرى، وأن الأمر لا يتعلق بمسألة عائلية أو بطيخية، وقلت تلميحا إن تلك السيدة مخطئة في كل ما قامت به لأنها أتت برد فعلها استنادا إلى «وشاية»، وحتى لو كانت الوشاية صحيحة في محتواها، فإن قيامها بضرب الزوج في مكان عام لم يكن سيردعه أو يمنعه من تنفيذ خطته السرية، بل بالعكس لزادته اقتناعا بأن زوجته الطبيبة فك مفترس، وأن عليه البحث عن بديل. نصيحتي للزوجات: كقاعدة عامة فإن الرجل المتزوج يحسب حساب الزوجة ويكون في حالة توجس وخوف عند التفكير في الزواج بأخرى، ما لم تكن الزوجة هذه قطة ميتة (وليست مجرد مغمضة)، فإذا أدركت بحاسة شمك يا سيدتي أنه يلعب بـ«ديله» ويخطط للزواج مجددا، فلا داعي للشراسة المتمثلة في العنف اللفظي أو الجسماني، بل عليك بالحيلة والدبلوماسية، والدلال و«مين زيك يا سبع يا ضبع»، وتدلعيه ع الآخر، بعبارة أخرى تمَسْكني حتى تتمكني، يعني انت تعرفين انه ولا سُبع أو عُشر سبع، ولكن تذكري أن الكلام ببلاش، فاصرفي من قاموس البكش عليه بسخاء، أما إذا لم تأت تلك التكتيكات بنتيجة إيجابية يتم الانتقال فورا إلى مرحلة التهديد والوعيد (خاصة إذا كان هناك عيال): تتزوج فوقي وعلي لن تشوف العيال مرة أخرى (هذه لا تجدي مع الرجل ميت القلب غير المعني بأمر العيال)، وإذا كان لا بد من الضرب -في حال الرجل الكحيان- فليكن ذلك «كتامي»، يعني اضربيه بينك وبينه، وتأكدي ان الرجل الذي يتعرض لعلقة من زوجته في غياب شهود يفضل في غالب الأحوال «طفطفة» الموضوع، وطيه حتى لا «يتهزأ» أمام أقرانه، ولكن لا تلجئي إلى الضرب إلا إذا كنت «بايعة» القضية بمنطق بايظة، بايظة.. يعني اقتنعت ان الطلاق واقع لا محالة وتريدين مجرد «فشة خلق» (كل كلامي عن ضرب الزوجة للزوج او العكس مجرد غشمرة/ هزار، فلا خير في رجل يضرب زوجته أو زوجة تضرب زوجها). ولكن يبدو أنه ليس كل الرجال يتكتمون على الضرب الذي ينالونه على أيدي زوجاتهم.. ففي مدينة عربية استغاث زوج بشرطة النجدة، فلبوا النداء، ووجدوا الرجل يعاني من كدمات وسجحات وبعجات وبطحات في أماكن متفرقة من جسمه!! من الذي فعل بك هذا يا شيخ؟ همهم الرجل وهو يئن: آه.. آآآخ.. ربنا على الظالم المفتري!! بس مين الظالم المفتري ونحن نكبله بالحديد ونقوده الى المخفر ليدفع ثمن اعتدائه عليك؟ قال الرجل: وهل هناك ظالم غير زوجتي؟ اتضح ان هناك سوء تفاهم حدث بين الزوجين، فما كان من الزوجة إلا أن انهالت على الزوج باللكمات والصفعات حتى نجح في دخول غرفة وإغلاق الباب على نفسه حتى وصلت الشرطة (قال جنس ناعم ولطيف!! إخص على هيك نسوان) يفترض ان أي اشتباك بالأيدي بين زوجين ينتهي بهزيمة الزوجة من زاوية ان الرجال أقوى بنية جسمانية، ولكن هناك نساء لديهن ألسن وحبال صوتية تسبب الشلل لمايك تايسون، وفي حالة الزوج العربي هذا كان ميزان القوى مختلا لصالح الزوجة لأنها أصغر من الزوج بـ46 سنة، ولعله يكون عظة وعبرة للعواجيز من الرجال الذين يعشقون اقتناء البنات الصغيرات، كعشق البنات الصغيرات اقتناء الدمية باربي؛ تتزوج بواحدة أصغر منك بثلاثين سنة أو حتى عشرين سنة؟ أوكي .. بس ضع في اعتبارك أنها -إذا كانت حنينة- قد تلبسك خاتما في إصبعها أو شبشبا في رجلها.. أما إذا كانت شرسة.. أنت و«ذوقك»: تصبر على الأذى فيصيبك منه المزيد أو تفعل ما فعله المجني عليه في مطار في جنوب السعودية.
مشاركة :