معرض الصين الدولي للاستيراد في دورته الثانية يعكس دور الصين كدولة نامية كبرى

  • 12/15/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

14 ديسمبر 2019 / شبكة الصين / أقيمت في الفترة من الخامس إلى العاشر من نوفمبر 2019، الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد في مدينة شانغهاي. مقارنة مع الدورة الأولى للمعرض، الدورة الثانية ذات "نطاق أوسع وجودة أفضل وابتكار أقوى ومستوى أعلى". وعلى هامش هذه الدورة، أُقيم منتدى هونغتشياو الدولي بعنوان "الانفتاح والاختراع والتعاون والتمتع بالفوز المشترك"، كما أُقيمت مئات الأنشطة المعنية سعيا إلى تحليل الاتجاه الجديد لتنمية الاقتصاد العالمي ومواجهة التحديات الجديدة في تنمية الاقتصاد العالمي وبروز دور الانفتاح والابتكار والبحث عن آفاق الاقتصاد العالمي والطرق الفعالة لتنشيطه. لا شك أن الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد تعد منصة هامة لمساعدة الأطراف الأجنبية على معرفة السياسات الجديدة بشأن تعميق الإصلاح والانفتاح في الصين وتعزيز المنفعة المتبادلة والتعاون المفيد لكل الأطراف، كما تتيح فرصا نادرة لمعرفة الاتجاهات الجديدة والمفاهيم والإستراتيجيات الجديدة للتنمية الصناعية. يعتبر معرض الصين الدولي للاستيراد، كأول معرض للاستيراد يقام على الصعيد الوطني، ابتكارا رئيسيا في تاريخ التجارة الدولية. في نوفمبر عام 2018، أقامت الصين الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد لتنفيذ السياسات حول دفع تشكيل النمط الجديد للانفتاح الشامل. ومن المخطط إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد سنويا، مما يعني إضافة منصة جديدة في الصين لتوسيع الاستيراد بعد تنفيذ سياسة مناطق التجارة الحرة. "بذل كل الجهود لإقامة معرض الصين الدولي للاستيراد وخلق أحسن المعارض الدولية" أقامت الصين معرض الصين الدولي للاستيراد تلبية لطلب المستهلكين الصينيين على المنتجات المستوردة ذات الجودة العالية والمعيار العالي، ولتقديم منصة جديدة من أجل عرض المنتجات من مختلف أنحاء العالم. يتيح هذا المعرض للمستهلكين فرصا للتمتع بالمنتجات والخدمات ذات الجودة العالية والتقنيات المتقدمة، كما تقوم الصين بتشكيل شبكة للمنتجات المستوردة الدولية، تبدأ من شانغهاي وتصل إلى أنحاء الصين، ما يحقق التنوع في الاستهلاك وتلبية متطلبات الصينيين في الحياة الرغيدة. معرض الصين الدولي للاستيراد منصة لعرض التقنيات والخدمات والمشروعات الجديدة من مختلف دول العالم، تساعد الصين في التعرف على منجزات الحضارات العالمية والاندماج معها والتعلم من بعضها البعض، لتحسين سلسلة الإمدادات للمنتجات الصينية. الأهم أن المعرض أكمل الانتقال من عرض المنتجات إلى بيعها، وتحويل نية الاستيراد إلى الاستهلاك الحقيقي. وفقا للإحصاءات، فإن الدورة الأولى للمعرض اجتذب أكثر من 3600 مشترٍ من الخارج من 172 دولة ومنطقة حول العالم، وبلغت القيمة المتراكمة للصفقات فيها 83ر57 مليار دولار أمريكي. وبعد تلك الدورة للمعرض، أسست الصين منصة لعرض البضائع لتعزيز دور المعرض وتأثيره، مما يدفع نمو التجارة في ميناء يانغشان بمقاطعة تشجيانغ. يقدم معرض الصين الدولي للاستيراد للعالم منصة مفتوحة تشمل عملية شراء البضائع العالمية وبيعها في نفس الوقت، وصار ابتكارا عظيما لتنمية التجارة الدولية. يُعتبر معرض الصين الدولي للاستيراد إجراء هاما للحكومة الصينية من أجل جولة جديدة من الانفتاح الرفيع المستوى على العالم الخارجي، كما أنه أحد الأعمال الهامة للحكومة الصينية لفتح سوقها للعالم. ترحب الصين بزيادة الصادرات من البلدان المختلفة إلى الصين من أجل تشكيل نمط التعاون العملي الذي يتسم بمحتويات متنوعة ومنجزات وفيرة وإفادة الشعب. وقد ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة في الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد، قال فيها: "لا ينبغي لنا إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد سنويا فحسب، وإنما أيضا رفع مستوى المعرض وزيادة منجزاته وتحسينه باستمرار." تميزت الدورة الثانية للمعرض بثلاث خصائص: أولا، أن نطاق المعرض صار أوسع، وأن المؤسسات الأجنبية شاركت فيه بحماسة أكبر، إذ بلغت مساحة المعرض في الدورة الثانية 360 ألف متر مربع، وتجاوز عدد الدول والمنظمات الدولية والمؤسسات المشاركة عدد المشاركين في الدورة الأولى للمعرض. على الرغم من زيادة مساحة المعرض، لم يكن من السهل للراغبين في المشاركة الحصول على جناح عرض. ثانيا، أن الدورة الثانية للمعرض تميزت بجودة أعلى، فقد شارك فيها أكثر من 250 من أفضل 500 شركة في العالم وفقا لتقرير "فورشن جلوبال 500" ومؤسسات رئيسية، كما زاد عدد المشترين الأجانب مقارنة مع الدورة الأولى، بالإضافة إلى ذلك، عُرض المزيد من المنتجات والتقنيات والخدمات الجديدة لأول مرة في الصين أو في العالم. ثالثا، أن الأنشطة المعنية التي أقيمت على هامش المعرض لتعزيز التبادل الاقتصادي والثقافي بين الصين والبلدان الأخرى صارت أكثر، إذ تجاوزت المئات، كما أقامت الصين لأول مرة "جناح النشر لمعرض الصين الدولي للاستيراد" من أجل نشر السياسات الصينية الهامة ونتائج بحوث المنظمات الدولية. الصين تفتح أبوابها بشكل أوسع الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد ليست مجرد معرض فقط، بل تعتبر منصة أو رمزا أو نافذة لمعرفة ورصد أحوال انفتاح الصين على الخارج. في ظل التوجهات الشعبوية والحمائية التجارية والوضع الدولي المعقد، تعكس إقامة هذا المعرض المفتوح مكانة الصين كدولة مسؤولة. وقد قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في حفل افتتاح الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد: "تقف الصين عند نقطة انطلاق جديد في تاريخها، سوف تفتح أبوابا على نطاق أوسع أمام العالم. قد اختتم الحزب الشيوعي الصيني في الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، واتخذ القرارات المتعلقة بتحسين النظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية وتحديث نظام البلد وتعزيز قدرة الصين على الحكم فيها. تشمل القرارات الكثير من التدابير الهامة لتعميق الإصلاح والانفتاح. ستنفذ الصين سياسة الانفتاح، وتواصل تعزيز الإصلاح والتنمية والابتكار عن طريق الانفتاح من أجل دفع الانفتاح على أعلى مستوى." سوف تقيم الصين المعرض الدولي للاستيراد سنويا، مما يعني أن الصين ستواصل تنفيذ الانفتاح ودعم العولمة لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي. لذلك، اكتسبت الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد مغزى غير عادي، فقد عرضت الصين منجزات تعميق الإصلاح والانفتاح للعالم من خلال هذا المعرض. تدعو الصين إلى الشمول والمنفعة للجميع وتعزيز التنمية المشتركة، وتم تطبيق هذه الدعوة في الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد. قامت الصين بتحسين مستوى إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد، مما يعني تعزيزها لسياسة الانفتاح وتعميقه بشكل متزايد. بلغ عدد الدول المشاركة في الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد 58 دولة من بلدان "الحزام والطريق" و35 دولة من البلدان الأقل نموا، في تناقض صارخ مع الاتجاه الحالي المناهض للعولمة. لا تزال الصين تتمسك بمفهوم وحق شعوب جميع البلدان في العالم في التمتع بالحياة الرغيدة، وأنه ينبغي لكل دول العالم، ومنها الصين، بذل جل جهودها لتحقيق التنمية المشتركة. إن هدف الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد ليس مجرد بيع المنتجات والقيام بالتجارة فحسب، وإنما أيضا إتاحة السوق الصينية التي تضم 4ر1 مليار شخص، لجميع بلدان العالم، مما يساهم في عولمة الاقتصاد. الصين توجه خطابها للعالم وتقول: "لن تغلق الصين أبوابها، بل ستفتحها أوسع فأوسع." هذا الخطاب يعكس ثقة الصين وعزمها ومسؤوليتها في تعزيز الانفتاح على أعلى مستوى ودفع الاقتصاد العالمي المفتوح وتعزيز بناء رابطة المصير المشترك للبشرية. تبذل الصين كل ما في وسعها من أجل دفع الانفتاح العالمي من خلال فتح أسواقها وتشجيع الاستيراد وتخفيف شروط الدخول إلى السوق الصينية وبناء بيئة تجارية دولية أفضل وخلق منصة جديدة للانفتاح وتعزيز تنمية التعاون الثنائي والتعاون المتعدد الأطراف. فقد فتح معرض الصين الدولي للاستيراد قناة جديدة للتعاون التجاري لدفع الازدهار المشترك في الاقتصاد العالمي والتجارة وتعزيز الثقة لنمو الاقتصاد العالمي. "تقديم قوة محركة جديدة للاقتصاد العالمي المفتوح" في إطار مواجهة عجز التنمية في العالم، أكد القادة الصينيون أن الصين قادرة على تقديم المزيد من المنتجات العامة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم، لتنطلق أكثر فأكثر من الآثار الإيجابية للعولمة الاقتصادية وتحقيق إعادة التوازن في عملية العولمة الاقتصادية. تستفيد الصين من العولمة الاقتصادية والتجارة الدولية الحرة ونظام التجارة المتعدد الأطراف، ولذا فهي بالطبع صاحبة المصلحة في مواجهة التحديات لهذا النظام. في وقت يقف فيه الاقتصاد العالمي عند مفترق طرق بين التعاون المفتوح والحمائية وبين "الحرب التجارية" والتنمية المشتركة، تعبر الصين عن موقفها وحلولها بشكل واضح، وهذا يتجسد في دفع نظام التجارة المتعدد الأطراف وبناء مناطق التجارة الحرة وتعزيز بناء الاقتصادي العالمي المفتوح. في السنوات الماضية، قدمت الصين للمجتمع الدولي العديد من المنتجات العامة مثل مبادرة "الحزام والطريق" والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وخطوط السكك الحديدية بين الصين وأوروبا من أجل تعزيز التنمية الشاملة، ونالت تقديرا واهتماما على نطاق واسع. أما معرض الصين الدولي للاستيراد فهو منصة جديدة، شاملة ومفتوحة أسستها الصين بعد تحقيق التنمية الصينية المميزة، يستند هذا المعرض على تعزيز الانفتاح في السوق المحلية لتعزيز التنمية المشتركة لجميع البلدان. تواصل الصين تعزيز الإصلاح والانفتاح لكسب الفرص في التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز العلاقات بين الصين والعالم في تحقيق التعاون والتنمية المشتركة والتمتع بالفوز المشترك. في الوقت الراهن، نجحت الصين في تحقيق استقرار نمو الاقتصاد وتحسين القدرة على تحمل المخاطر بشكل متزايد، وحصلت على بعض النتائج الإيجابية في التحول الهيكلي والارتقاء بالصناعة، ومعرض الصين الدولي للاستيراد هو عمل هام من أعمال الحكومة الصينية من أجل تحقيق الفوز المشترك من خلال التعاون مع مختلف البلدان في العالم. معرض الصين الدولي للاستيراد، باعتباره أحد المشروعات الصينية، يعكس مكانة الصين كدولة مسؤولة. ومؤخرا، صار من المنتجات العامة في العالم ليتماشى مع مصالح جميع الأطراف. من المتوقع، أن هذا المنتج العام الدولي، الذي دعت إليه الصين ويستفيد منه العالم، سوف يقدم مساهمات أكثر في التنمية المشتركة لجميع البلدان في العالم. حاليا، تشهد العلاقات بين الصين والدول العربية أفضل حالاتها في التاريخ. فالطرفان يتمتعان بالثقة السياسية المتبادلة، وأصبحا شريكين في التعاون الاقتصادي. في العاشر من يوليو عام 2018، عُقد الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربي في بكين، حيث توصلت الصين والدول العربية في الاجتماع إلى المزيد من التوافق في بناء "الحزام والطريق" وربط إستراتيجيات التنمية في الدول العربية، مما يزيد إثراء محتوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والدول العربية. في إطار تعزيز العلاقات التجارية بين الصين والدول العربية وتعميق الصداقة بين الشعبين الصيني والعربي، بإمكان الدول العربية عرض منجزاتها في التنمية الاقتصادية وثقافاتها العريقة للمستهلكين الصينيين من خلال معرض الصين الدولي للاستيراد، لا شك أن ذلك يساعد المستهلكين الصينيين في التعرف على الثقافات والمعلومات العربية ويساعد المنتجات العربية على الدخول إلى السوق الصينية. نعتقد أن معرض الصين الدولي للاستيراد سيصبح منصة جديدة لتعميق العلاقات بين الصين والدول العربية. ثمة قول صيني مأثور بأن: "زهرة واحدة لا تصنع ربيعا، بينما مائة زهرة متفتحة بشكل كامل تجلب الربيع لنا". لم تقم الصين معرض الصين الدولي للاستيراد فقط، بل تتعاون مع البلدان الأخرى في العالم لتعزيز العولمة الاقتصادية الجديدة بشكل مشترك وخلق نظام جديد يتسم بالانفتاح والشمول والمنفعة المتبادلة للجميع والفوز المشترك. تود الصين أن تتعاون مع جميع الأطراف للعمل على بناء النظام التجاري العالمي المفتوح والشامل وتقديم القوة المحركة الجديدة للحفاظ على العولمة والتجارة الحرة وتقديم منجزات التنمية للشعوب من مختلف أنحاء العالم. -- هو يوي شيانغ، رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية ببكين. (المصدر: الصين اليوم)

مشاركة :