نظمت ندوة الثقافة والعلوم، أمس الأول، محاضرة بعنوان «مخطوطات نجيب محفوظ المجهولة» للناقد المصري محمد شعير مدير تحرير بمؤسسة أخبار اليوم، قدمتها الكاتبة عائشة سلطان رئيس اللجنة الثقافية عضو مجلس الإدارة بالندوة، قائلة: إن أول ما يمكن أن يتبادر لذهن أي قارئ مهتم بالأدب، وتحديداً أدب نجيب محفوظ، هذا السؤال: ما الجديد الذي يمكن أن نسمعه عن نجيب محفوظ، خاصة أن الحديث عن نجيب وأدبه قد أشبع بحثاً؟ وعلق شعير بأن الحديث عن نجيب محفوظ في عام التسامح في الإمارات يتفق تماما مع شخصية نجيب محفوظ المتسامحة. وتحدث عن رواية أولاد حارتنا التي نشرت للمرة الأولى كحلقات في جريدة الأهرام التي احتفلت هذا العام بمرور 60 عاما على نشرها، ومنعها من النشر، وكيف أجرى عديد من المقابلات مع سامي شرف مدير مكتب الرئيس عبدالناصر آنذاك وكثير من الشخصيات للوقوف على سبب منع استمرار نشر الرواية، ومن خلال هذا البحث توصل إلى عدد كبير من الأوراق والمخطوطات الخاصة بنجيب محفوظ، والتي ستسهم في تشكيل قراءة جديدة لأدب محفوظ. وأكد شعير أن بداية بحثه عن المخطوطات كانت بالبحث عن مخطوطة «أولاد حارتنا» ما بين جريدة الأهرام ومكتبة مصر ناشر نجيب محفوظ، ولدى أصدقائه الحرافيش القدامى، وفي بيت محمد حسنين هيكل وأماكن أخرى. وأكمل شعير تقطعت أمامه سبل البحث التي خطط لها، ولم يعد أمامه إلا بيت نجيب محفوظ نفسه، وهو البيت الذي ظل منغلقاً على عوالم العائلة، ولم يكن للأديب فيه نصيب يذكر فغالبية حواراته ولقاءاته تجرى في المقاهي والمكاتب. وقال شعير إن رحلة البحث عن أوراق محفوظ أوقعت تحت يده أوراقا وروايات غير مكتملة، كذلك السيرة الذاتية التي كتبها محفوظ عن طفولته وأسماها الأعوام، وقد أشار إليها الكاتب في كثير من حواراته. وقد كتب «أصداء السيرة الذاتية» والتي كانت على المخطوطة بعنوان «الوجود سيرتي الذاتية» وأجرى عليها العديد من التعديلات والتي امتدت إلى بناء النص ذاته ولغته، حيث كان محفوظ مولعاً بالمحو عبر تقنيات جمالية.
مشاركة :