صدر عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية "رصانة"، كتاب «مجاميع القرصنة والمليشيات الرقمية الإيرانية.. تهديداتها وحربها غير المعلنة ضد المملكة العربية السعودية»، للكاتب العراقي حسن مظفر الرزو. ويعالج هذا الكتابُ قضية الأمن الرقمي الذي بات هاجسًا مؤرقًا باعتباره يشكّل مصدر خطر على أمن الدول ويهدد مصالحها الوطنية في حال تمكّن القراصنة من اختراق منظومتها الرقمية وفضائها السيبراني. وفي عصر الحروب الإلكترونية تجيء أهمية هذا الكتاب المرجعي ذي الخمسة فصول في 400 صفحة، والذي يعج بالمعلومات؛ مما يحقق فائدةً قصوى للباحثين والمهتمين. وتناول الفصل الأول فضاء النزاعات والتهديدات الرقمية التي تدور في فضاء أربع بيئات عسكرية تستوطن البيئة الأرضية ببرها وبحرها وجوها. أما الفصل الثاني فهو عن فضاء التهديدات والنزاعات الرقمية: فئاتهم، عدتهم وعتادهم وآليات هجماتهم، ومواجهاتهم وجل النشاطات والممارسات التي تعبّر عن وجه من أوجه النزاع المحتدم بين الخصوم، أو المتنافسين على فضاء الفيض المعلوماتي أو الفضاء التقليدي. وفي الفصل الثالث يعرض الكاتب مؤسسات تقنيات المعلومات والاتصالات ومؤسسات الدفاع والردع الرقمي في إيران، وإعادة هيكلتها. وبرزت هذه الظاهرة نتيجةً للتجاذبات المستمرة بين مراكز القوى المتعددة، والتغير المستمر في مواقف المرشد الأعلى، ومؤسسة الحرس الثوري الإيراني، وأعضاء المجلس، والمرجعية الدينية تجاه فضاء المعلومات والاتصالات. أما الفصل الرابع، فتناول مجتمع ومجاميع ومليشيات القرصنة المعلوماتية في إيران، وتكاثر عددهم وبداية ظهور منتديات القراصنة، ونجاحها في اجتذاب أعداد كبيرة من المستخدمين العاديين، أو أعضاء يعملون في شركات أمنية، أو مراكز بحوث، ثم ارتقائها إلى أفراد ينتمون إلى مؤسسات حكومية ذات صبغة عسكرية، أو أمنية، أو أكاديمية صرفة. وفي الفصل الخامس والأخير تناول الكاتب هجمات المليشيات الرقمية الإيرانية على الفضاء الرقمي للمملكة العربية السعودية، وفيه إسهام مجموعة الخصائص الفريدة التي يتسم بها فضاء الفيض المعلوماتي في إعادة تشكيل آلية توازن القوى في فضاء منطقة الشرق الأوسط. وكذلك إسهام هجمات قراصنة المعلومات الإيرانيين، في لفت انتباه الحرس الثوري الإيراني نحو التفكير والتخطيط لتشكيل نواة لقوة ردع رقمية. واختُتم الفصل بهجمات الوكلاء الرقميين لإيران، ثم عرج على دور القراصنة السعوديين في فضاء المواجهة مع إيران، والخطط المقترحة للتعامل مع التهديدات الرقمية الإيرانية ضد السعودية؛ ففي الوقت الذي نشهد فيه تزايد وتيرة الحروب الرقمية، تبرز دقة التوقيت كون طبيعتها استباقية فتكون ضرباتها وتأثيراتها على المنشآت الحيوية في أوقات السلم حتى قبل أن تبدأ المعركة على الأرض؛ مما يتطلب تسخير كل الخبرات والعقول البشرية، وتطوير الوسائل التقنية لمواجهة مثل هذه التهديدات. جدير بالذكر أن الكتاب متاح في جناح المعهد المشارك في معرض جدة الدولي للكتاب (A35)، الذي يُعرض أيضًا فيه عددًا من إصداراته الخاصة بالشأن الإيراني والإقليمي والدولي.
مشاركة :