أكد المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) أن الأنظار في إسرائيل تتجه إلى حزب الليكود، أكثر من اتجاهها إلى قراءة الدلالات المترتبة على الذهاب لانتخابات هي الثالثة خلال أقل من عام، في سابقة لم يشهد مثلها النظام السياسي الإسرائيلي.وذكر المركز - في تقرير اليوم الأحد - أن سبب هذا الاهتمام بحزب الليكود يعود إلى عاملين، الأول، إشارة عضو الكنيست دافيد بيتان من حزب الليكود، وهو أحد المقربين من نتنياهو وشغل في السابق منصب رئيس كتل الائتلاف الحكومي، إلى أن نتنياهو ينال الآن فرصته الأخيرة، للحصول على 61 مقعدا، وتأليف حكومة مستقرة (الكنيست يتألف من 120 مقعدا وتشكيل الحكومة يتطلب الحصول على أكثر من 50% من الأصوات).. والعامل الثاني، مصادقة مركز حزب الليكود على إجراء انتخابات تمهيدية لرئاسة الحزب في السادس والعشرين من الشهر الجاري.وكان عضو الكنيست جدعون ساعر أعلن ترشحه في هذه الانتخابات والتنافس مع نتنياهو على رئاسة الليكود.وأشارت عدة تحليلات إلى أن إعلان ساعر يعد مؤشرا إلى بداية تمرد ضد زعامة نتنياهو داخل الليكود على خلفية اتهامه بقضايا فساد، وإن كان حتى الآن تمردا خجولا.وتفيد آخر التطورات بهذا الشأن، بأن نتنياهو الذي أطلق حملته لانتخابات رئاسة الحزب في نهاية الأسبوع، اجتمع بعد حل الكنيست مع وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان، والذي يعتبر أحد قادة الليكود المهمين، وطلب دعمه، ووفقا لمصادر مطلعة كان الاجتماع بين الجانبين متوتراً لكون إردان شاهداً رئيسيا في "الملف 4000" ("ملف بيزك- واللا") والذي قدمت فيه ضد نتنياهو لائحة اتهام بشبهة تلقي الرشوة.. كما اجتمع ساعر - في وقت سابق - مع إردان وطلب دعمه.يشار إلى أنه لم يصدر عن إردان أي تصريح منذ قرار المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت تقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو بشبهات ارتكاب مخالفات الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في الملفات (1000)، و(2000)، و(4000) نهاية نوفمبر الماضي.وهناك ترجيحات بأن إردان الذي يفكر بأن يخوض بنفسه معركة رئاسة الحزب بعد نتنياهو، سيعلن موقفه من انتخابات 26 الجاري في بحر الأسبوع الحالي، وأشار البعض إلى أنه سيختار عدم التعبير عن أي دعم علني لأي من المرشحين.. كما أنه من غير المتوقع أن يعلن رئيس الكنيست يولي إدلشتاين عن دعم أي منهما. وستكون المفاجأة في حال قرر تأييد ساعر، نظرا إلى أنه سيكون أول وزير من الليكود يجاهر بذلك في الوقت الذي يحظى ساعر بتأييد ناشطين ميدانيين ورؤساء سلطات محلية وعضوي كنيست فقط.وستكون هذه الانتخابات التمهيدية هي الأولى منذ عام 2014، حيث تغلب فيها نتنياهو على داني دانون بغالبية كبيرة، وفي انتخابات 2015 قرر نتنياهو تبكير الانتخابات التمهيدية وضمان قيادته للحزب وأيضا كان هذا في انتخابات الكنيست الـ 21 التي لم يترشح أمامه فيها أي شخص وتم إلغاء الانتخابات.كما تتجه الأنظار إلى المستشار القانوني للحكومة مندلبليت الذي أمهلته المحكمة الإسرائيلية العليا حتى يوم 18 ديسمبر الحالي كي يفصح أمامها ما الذي ينوي عمله إزاء مسألة ما إذا كان يمكن لعضو كنيست متهم بجنايات خطرة الحصول من رئيس الدولة على تفويض لتأليف الحكومة.وجاء قرار المحكمة هذا، بناء على طلب التماس تقدم به عشرات رجال الأعمال والمسئولين في شركات صناعات "الهايتك" الإسرائيلية مطالبين المستشار القانوني بحسم موقفه من هذه المسألة وأن يصرح بأن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين يستطيع أو لا يستطيع من ناحية قانونية تفويض عضو كنيست ملاحق بملفات جنائية بتأليف حكومة.وحاول المستشار المماطلة والتسويف، مدعيا أن ما يجري الحديث عنه هو "مسألة نظرية"، لكن القاضي المناوب أمره بتبليغ المحكمة حتى يوم الأربعاء المقبل متى ينوي حسم الموضوع، وإلى حد ما، ما هو قراره المتوقع.وهناك تقديرات بأن مندلبليت لن يمانع في تفويض نتنياهو مجددا بمهمة تأليف الحكومة على الرغم من اتهامه بثلاث قضايا فساد."الحراكات الحزبية"حتى قبل أن يتم حل الكنيست الـ22 رسميا، بدأت جميع الأحزاب الإسرائيلية بتخطيط حملاتها.. وركزت آخر التقارير الصحفية على الحراكات الحزبية التالية: ففي معسكر أحزاب اليمين الاستيطاني تجري محاولات لإعادة توحيد تحالف "يمينا" (نحو اليمين) المؤلف من "اتحاد أحزاب اليمين" (تحالف حزبي "البيت اليهودي" و"الاتحاد القومي") وحزب "اليمين الجديد" بزعامة أييلت شاكيد ونفتالي بينيت، وكذلك تجري محاولات لاستقطاب حزب "عوتسماه يهوديت (قوة يهودية)" من أتباع الحاخام مئير كهانا الذي خاض انتخابات الكنيست الـ22 لوحده ولم يتمكن من تجاوز نسبة الحسم لكنه حصل على نحو 85 ألف صوت. وأعلن موشيه فيغلين أن حزبه "زهوت (هوية)" لن يخوض الانتخابات.ولم يخض هذا الحزب انتخابات الكنيست الـ22 بعد أن توصل إلى اتفاق مع نتنياهو ينص على دعمه في مقابل تعيين فيغلين في منصب وزير في حال قيام زعيم الليكود بتأليف الحكومة الجديدة.وقالت مصادر في تحالف "أزرق أبيض" إن التحالف يبذل جهودا لتجديد قائمته استعدادا للانتخابات، ويسعى لأن يضم إلى صفوفه عددا أكبر من أحزاب الوسط- يسار. وهناك تساؤلات عن جوهر الوعود التي سيقدمها رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيجدور ليبرمان إلى ناخبيه، وفي هذا الصدد يشير المحلل الحزبي لصحيفة "هآرتس" حاييم ليفنسون إلى أن من تحدث مع ليبرمان في الأيام الأخيرة وجد شخصاً في ضائقة لا يعرف ماذا يفعل في الانتخابات. فورقته في الانتخابات الأخيرة حين أعلن أنه هو وحده قادر على أن يقيم حكومة وحدة أكسبته ثلاثة مقاعد أخرى، ولكن رغم مساعيه لم تقم حكومة كهذه. والآن سيحاول نتنياهو ملاحقته مرة أخرى لتجنيد المقترعين من أوساط مهاجري الاتحاد السوفييتي سابقا، بينما سيلعب زعيم تحالف "أزرق أبيض" بيني جانتس هو الآخر على الورقة المناهضة لليهود الحريديم "المتدينين" في محاولة للحصول على أصوات الشباب الذين يشكلون قسما كبيرا من مصوتي "إسرائيل بيتنا". وبرأي ليفنسون فإن ليبرمان واع لوضعه ويبحث لنفسه عن حل إستراتيجي ومن غير المستبعد ألا يقيد نفسه هذه المرة بوعد عدم الانضمام إلا إلى حكومة وحدة.وتجمع التقارير الصحفية الإسرائيلية على أن القائمة الوحيدة التي تشعر بأنها في حالة جيدة هي القائمة العربية المشتركة، وهناك من يتوقع ازدياد قوتها."هل سيكون هناك حسم؟"السؤال فيما إذا كانت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الثالثة ستسفر عن حسم يظل مطروحا على التطورات اللاحقة وربما على نتائج يوم الانتخابات.أما الأمر الواضح من الآن فهو أن معركة الانتخابات ستكون كسابقتيها في أبريل وسبتمبر، أي انتخابات تم فرضها على الجمهور الإسرائيلي بسبب الحاجات القانونية والعائلية لرئيس الحكومة المنتهية ولايته. وبالتالي ستكون انتخابات شخصية تقريبا، كما تؤكد تحليلات كثيرة.وبجانب الإشارة إلى أنها ستكون شخصية يتم التنويه أيضا بأنه بموازاة يسار آخذ بالتلاشي بات منحصرا ربما في "المعسكر الديمقراطي"، فإنه في أوساط باقي ألوان الطيف السياسي يوجد إجماع قومي واسع جدا بإزاء المواضيع الأساسية، وأنه كما لم يطف على السطح في الحملتين الانتخابيتين العاصفتين الأخيرتين خلاف حقيقي حيال المواضيع الاقتصادية والاجتماعية أو حيال مواضيع الخارجية والأمن، لن يطفو مثل هذا الخلاف على السطح في المعركة الانتخابية الحالية التي سيشتد في الأيام المقبلة.
مشاركة :