الأوقاف: استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بدون وعي خطر داهم

  • 12/15/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي، ندوة علمية كبرى بمسجد طلعت حرب بإدارة أوقاف شمال الجيزة بمحافظة الجيزة، تحت عنوان: "ضوابط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي"، عقب صلاة المغرب أمس السبت، وذلك في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري، واستمرارًا لرسالتها الدعوية التي تهدف إلى تبصير الناس بأمور دينهم، وغرس القيم الأخلاقية والمجتمعية الراقية التي أتى بها ديننا الحنيف، حاضر فيها كل من: الشيخ إسلام النواوي بالإدارة العامة لبحوث الدعوة بالديوان العام، والشيخ يوسف محمد عثمان إمام وخطيب بأوقاف الجيزة، والشيخ محمد مصطفى شرف إمام المسجد، بحضور جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم، وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ مصطفى ياسين نائب تحرير صحيفة عقيدتي.وفي كلمته أكد الشيخ إسلام النواوي، أن دين الإسلام يدعونا إلى التواصل والتعارف، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يسأل عن أحوال أصحابه ويطمئن عليهم، فهذا سيدنا جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) يقول: "كُنَّا مع رَسولِ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ) في سفرٍ، فَلَمَّا أَقْبَلْنَا تَعَجَّلْتُ علَى بَعِيرٍ لي، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ خَلْفِي، فَنَخَسَ بَعِيرِي، فَانْطَلَقَ بَعِيرِي كَأَجْوَدِ ما أَنْتَ رَاءٍ مِنَ الإبِلِ، فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا برَسولِ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)، فَقالَ: ما يُعْجِلُكَ يا جَابِرُ؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي حَديثُ عَهْدٍ بعُرْسٍ …”، فانظر كيف كان النبي (صلى الله عليه وسلم) حسن العِشرةِ لأصحابِه، واهتمامه (صلى الله عليه وسلم) بشئونِهم، وسُؤاله عليهم، وعلى الإنسان أن يراعي القيم الأخلاقية والآداب السلوكية في التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيجب ألا تكون هذه المواقع سببًا في إضاعة الوقت في ما لا ينفع، فالوقت سلاح ذو حدين إذا استغله الإنسان وملأه بالأمور النافعة كان خيرًا له، وإن أساء استغلاله وملأه فيما يضر كان شرًّا له، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لا تَزُولُ قَدمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرُهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ"، كذلك لا بد من التثبت في نقل الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتثبت من صحتها قبل نشرها أو نقلها أو التحدث بها، وضرورة نسبتها إلى قائليها، حتى لا يكون ذلك سببًا في نشر الشائعات وترويج الأكاذيب والافتراء على الناس، وحتى لا ينسب للناس ما هم منه براء، ولا يتأتى ذلك إلا بالتحري الشديد للمصادر، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"، كما يجب تجنب الأمور التي تتسبب في النزاع بين أفراد المجتمع، من ذلك نشر ما لا يرضاه الغير ويأباه، وضرورة احترام الخصوصيات حتى لا تفضح الأسرار وتهتك الأستار، وقد قال سيدنا عمر (رضي الله عنه): ” إياكم والفتن فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف"، فلا بد أن يصاحب التواصل على هذه المواقع الغاية النبيلة، حتى لا يلحق أذى بأحد.وفي كلمته أكد الشيخ يوسف محمد عثمان، أن من أعظم الضوابط لاستعمال هذه البرامج عدم التعرض لما يهلك النفس البشرية ويؤذيها، فيجب الحذر من الآثار الصحية السلبية على المستعمل، حيث خلصت الدراسات في هذا الشأن إلى أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي قد يضع الشخص تحت ضغط وتوتر زائدين، فيصبح بذلك أكثر عرضة للإصابة بنوبات الاكتئاب والقلق، كما يؤثر سلبًا على القدرات العقلية والصحة النفسية والمعرفية للشخص، وقد أمر الإسلام بحفظ النفس والعقل وعدم التعرض لما فيه إيذاء لهما، كما أن إفراط الأطفال في استعمال هذه المواقع في سن مبكرة يعرضهم للإصابة ببعض حالات التوحد، والعزلة، والاكتئاب، والإحباط واضطراب النوم وضعف الجهاز المناعي فضلًا عن اكتساب عادات سيئة، كالكسل والسمنة وضعف الإقبال على ممارسة الرياضة، فيبتعد عن التواصل الحقيقي للمجتمع، وحتى عن باقي أفراد الأسرة، كما يصيبهم بالتوتر والإجهاد والقلق والغضب والحقد والضغائن، فضلًا عن الإهمال في المذاكرة والتشتت الدائم في التحصيل.وفي كلمته أشار الشيخ محمد مصطفى شرف، إلى أن الإسلام حث على التواصل، والذي يعني في مدلوله التفاعل الإيجابي بين طرفين أومجموعة من الأطراف باستعمال الوسائل الخاصة بالتواصل، سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أم على مستوى المجتمعات والدول، وذلك بتوجيه الأخلاق الإسلامية للإحسان في العلاقات الاجتماعية على مختلف الأصعدة لتحقيق معاني التواصل، واستخدامه في توجيه الناس لتصحيح المفاهيم الخاطئة ونشرًا للفكر الوسطي المستنير، والإسلام لم يقف ضد التواصل الاجتماعي بل يحث على التطور والتقدم واستخدام أحدث الوسائل لكن بشرط حسن الاستخدام، والتحري والتثبت وعدم الانصياع للأخبار غير الموثقة أو المواقع المشبوهة أو المجهولة.

مشاركة :