حذرت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" اليوم (الإثنين)، من أن عشرات آلاف الأشخاص الهاربين من المعارك في شمال دولة جنوب السودان يواجهون خطر المجاعة، بسبب قطع طرق التموين وعدم قدرتهم على زراعة المحاصيل. وأضافت اللجنة أن القتال بين القوات الحكومية والمتمردين أدى إلى قطع طرق التموين المعتادة، ويمكن أن يقطع طرق إجلاء النازحين. وتابعت أن الحرب الأهلية المستمرة منذ 17 شهراً في جنوب السودان، أدت إلى نزوح مليوني شخص. ويوجد في ولاية الوحدة، التي تشهد أسوأ المعارك في شمال البلاد، قرابة 500 ألف مدني محرومين من المساعدات الأساسية والتي يحتاجونها بصورة عاجلة. وذكر بيان اللجنة أن النزوح الأخير للسكان في معقل المعارضة في لير بولاية الوحدة وفي كودوك بولاية أعالي النيل، يأتي خلال فترة مهمة جداً لموسم زراعة المحاصيل. وأوضح البيان أن "هذه التغييرات الجذرية سيكون لها تأثير سلبي في قدرات السكان على زراعة المحاصيل الضرورية لتأمين غذائهم في الموسم المقبل". وأرغمت المعارك "الصليب الأحمر" وغيرها من المنظمات غير الحكومية، على تعليق نشاطاتها وتقليص عدد موظفيها في لير، حيث أحد أكبر مراكز التوزيع الغذائي للمنظمة في العالم. واعتبر رئيس وفد اللجنة في جنوب السودان فرانتس راوشنستاين، أن "نزوح السكان على المدى الطويل يعرضهم إلى معاناة متزايدة. نخشى أن يتدهور وضع 100 ألف شخص مختبئين من المعارك في لير في ظروف لا يمكن تخيل مدى صعوبتها، والتي تتفاقم يوماً بعد يوم". وأضاف راوشنستاين أنه "يجب أن يكون في إمكان اللجنة الوصول إلى السكان"، داعياً "أطراف النزاع كافة إلى تسهيل عمل طواقم الصليب الأحمر". وذكّر البيان أطراف النزاع بضرورة عدم استهداف المدنيين والمنشآت الطبية، عملاً بالقوانين الدولية. وأردف قائلاً: "كلما اتسع نطاق المعارك في جنوب السودان، كلما زادت معاناة الأكثر ضعفاً، سواء من أخطار الاعتداءات الجنسية أو نقص الغذاء أو الأدوية أو التجنيد القسري للصغار"، مشدداً على أن "تجنيد أطفال تحت سن الـ 15 يشكل جريمة حرب".
مشاركة :