10 توقعات استراتيجية تصنع ملامح اقتصاد الإمارات خلال 50 عاماً

  • 12/16/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: عبير أبو شمالة أكد خبيران ماليان أن اقتصاد الإمارات سجل على مدى خمسين عاماً الماضية أداء مشرفاً وحقق مستويات نمو وقفزات أداء قياسية، ونجح إلى حد بعيد في تنويع قاعدة النمو الاقتصادي والحد من الاعتماد على النفط مورداً للنمو الاقتصادي.وقالا إن مبادرة صياغة استراتيجية نمو لخمسين عاماً المقبلة، تعكس رؤية الإمارات الاستباقية وحرصها على رسم طريق ومسار واضح لمستقبل أفضل لشعبها.وفي محاولة لتوقع ملامح اقتصاد الدولة خلال خمسين عاماً المقبلة، رسم محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات والعملاء لدى مجموعة «الظبي كابيتال» صورة لما يتمناه خبراء المال والأعمال في الدولة، من تغييرات في المرحلة القادمة في ضوء المتغيرات العالمية التي تفرض علينا كثيراً من التحولات.وسعى مع «الخليج» لوضع تصور عن الخطوات التي يمكن أن تسهم في تعزيز قوة أداء الاقتصاد وقطاعه المالي في نصف القرن المقبل.وقال ياسين إنه بداية ولوضع رؤية واضحة حول خمسين عاماً القادمة، علينا أن نرى من هو الجيل الذي سيكون مسؤولاً عن تطبيق هذه الرؤى التي ستنفذ على مدى نصف قرن المقبل. الشباب ولفت إلى أن أول عامل يجب أخذه بعين الاعتبار لدى صياغة استراتيجية خمسين عاماً المقبلة، هو انتقاء الأشخاص الذين ستناط بهم المسؤولية لقيادة الجهات المسؤولة عن إدارة التطوير، سواء وزارة الاقتصاد أو المالية أو دوائر اقتصادية أو مصرف مركزي، أو هيئة أوراق مالية وسلع وغرف تجارة، قائلاً إن هذه الجهات يجب أن تقاد من قبل شباب، فلنقل مثلاً في الثلاثينات من أعمارهم، لضمان متابعة الرؤية وتنفيذها. وأكد أهمية إعداد القيادات الشابة للقيادة في المراحل التالية. النفط وقال إن اقتصاد الإمارات سيحتفل بتصدير آخر ناقلة نفط من الدولة مع انتهاء الحاجة للنفط خلال 50 عاماً، ما يعني الحاجة الماسة إلى أن يقل اعتمادنا على النفط، بحيث لا يزيد على 30% من الاقتصاد. الدرهم والدولار ولفت إلى أن علينا مع قدوم هذه المرحة وتراجع الاعتماد على البترول، أن نفكر جدياً في تعديل سعر الصرف وفكّ ارتباط الدرهم بالدولار الأمريكي، وقال إن هذا يجب ألا يحدث اليوم ولا حتى خلال العقد أو العقدين القادمين، لكن من المهم عند الحديث عن التخطيط لمستقبل الاقتصاد في 50 سنة قادمة، أن يكون هناك مخطط لإيجاد آلية جديدة لتسعير الدرهم الإماراتي، إما مقابل سلة عملات أو عملات رقمية موجودة حالياً، أو قد تظهر خلال السنوات القادمة.وأكد أهمية هذه الخطوة لتحقق للإمارات القدرة على التحكم في سياساتها النقدية على المدى البعيد، بما يساعدها على حماية اقتصادها وصيانة النمو المستدام.وقال إن التوازن في العالم اليوم لم يعد فقط للولايات المتحدة والدولار؛ بل برزت قوى أخرى مهمة على الساحة العالمية كالصين. الأسواق المالية وفي ما يخص الأسواق المالية توقع ياسين أن تشهد الأسواق متغيرات على مدى العقد إلى العقدين المقبلين عما هي عليه اليوم، فلم تعد هناك حاجة لوجود قاعات تداول، حتى الجمعيات العمومية ربما تتم بطريقة الواقع التفاعلي دون اجتماعات فعلية.وبالتالي من المهم من تطوير كيفية التعامل مع الأسواق المالية من ناحية الجمعيات العمومية وزيادة وعي المستثمر الصغير. وقال إن الخطوة المهمة بالفعل والتي يتمنى أن يرى تحققها عام 2020، هي دمج السوقين لتصبح لدينا بورصة الإمارات العربية المتحدة للأوراق المالية؛ الأمر الذي يرى أنه سيكون حجر أساس لتطوير الأسواق المالية خلال السنوات القادمة. القطاع المصرفي وتحدث عن القطاع المصرفي قائلاً، إن البنوك التي تعرف اليوم لن تكون موجودة خلال خمسين عاماً المقبلة، لافتاً إلى أهمية وضع وفرض رؤية للنظام المصرفي وإدارته وإدارة النقد؛ رؤية محلية الصنع بدلاً من أن تفرض علينا صناعة مالية عالمية ربما لا تناسبنا. وأكد أن الإمارات لديها اليوم الخبرات والمهارات اللازمة لمثل هذه الخطوة، وهي قادرة على التطور والتحول الرقمي الذي سيصيغ المستقبل المالي في الأعوام المقبلة.وقال إننا لن نستطيع التحدث عن اقتصاد قوي ومرن قادر على النمو من دون أن نمسك بقياد التحول والتغيير بأيدينا. روح الآباء من جانبه قال الخبير المالي وضاح الطه، إن تاريخ خمسين عاماً الماضية المشرف والنمو الاقتصادي الهائل، ينم عن حكمة الآباء المؤسسين وحرصهم على بناء دولة رصينة عمادها ورأسمالها رفاهية الإنسان، فالهدف هو الإنسان وهو أيضاً الوسيلة لتحقيق هذا الهدف. وأضاف أن خمسين عاماً المقبلة يجب أن تبدأ بنفس الروح التي بدأ بها الآباء المؤسسون، والمتمثلة في استشراف المستقبل، واستقراء المتغيرات التي أصبحت أكثر تعقيداً بكثير من السابق، قبل خمسين عاماً. إشراك الشركات وأكد أهمية أن تتضمن نظرة الشركات والمؤسسات والمستثمرين بشكل طوعي البعد الاقتصادي الوطني، بحيث تأخذ بعين الاعتبار في أي قرار أو نشاط من البعد الاقتصادي الوطني، فالنجاح الرئيسي في القرارات المالية والاقتصادية الاستراتيجية يجب أن يتوافق فيه الهدف الخاص مع الهدف العام.وقال إننا لاحظنا في دول أخرى أن التباعد بين الهدفين لا يحقق الاستدامة التي تكمن في التوافق والتكامل بين الأهداف الخاصة للمؤسسات الخاصة والحكومية، مع الأهداف العامة لتصب في صالح الاقتصاد العام، بما يحق رصانة النمو واستدامته. حلقات نقاشية وقال وضاح الطه، إن التغيرات القادمة عالمياً هي تغيرات جسيمة تتطلب دراستها حلقات نقاشية مفتوحة، تضم جميع الأطراف من قطاع خاص وعام والمهتمين، ليكون لدينا فكر مستقل مشتق من المصالح الاستراتيجية للدولة على المدى الطويل.وقال إن هذا النقاش سيولد جملة محاور تخدم رؤية الدولة المستقبلية على أن يكون النقاش وتشخيص المشكلات بعيداً عن المجاملات، فهذا هو المسار الرئيسي الواجب اعتماده في مواجهة التحديات المقبلة.وعدد أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه اقتصاد الإمارات كاقتصاد ناشئ، منها الوضع الاقتصادي الدولي وتأثيره في الاقتصادات المتقدمة، والتغير المناخي وتأثيره في الاقتصاد العالمي. وأكد أهمية أن تكون لدينا نظرة ورؤية حول تأثيراته في اقتصادنا المحلي، ووضع رؤية وطنية على هذا المستوى. الذكاء الاصطناعي وأشار إلى تحدٍ آخر يتمثل في التطور التقني والذكاء الاصطناعي والروبوتات التي يتوقع أن تحل مكان 50% من الوظائف الحالية بحلول عام 2035. وقال إنه من المهم أن نعرف أين نحن من هذا الموضوع.وتحدث عن موضوع مهم هو الجانب الأخلاقي من الأعمال، لافتاً إلى أهمية عدم الاندفاع إلى حد التطرف في تعظيم الأرباح دون الاهتمام بالبعد الأخلاقي، من خلال تعزيز المساهمة الاجتماعية الطوعية وتطوير مفهوم ومبادئ الحوكمة منذ الصغر، من بداية المراحل الدراسية.وقال إن التطوير سيكون عنواناً رئيسياً في المرحلة المقبلة مثل البلوك تشين وتطبيقاتها، والممارسات الذكية التي أثبتنا نجاحاً في تبنّيها واعتمادها، ويجب أن نواصل الجهود على هذا المستوى. وقال إننا في الوقت نفسه الذي نسعى فيه لتبني التطور، علينا ألا نغفل القطاعات الاقتصادية التقليدية التي أثبتت الإمارات ريادة فيها مثل التجارة والتصدير وإعادة التصدير.ودعا إلى خلق مجموعات متخصصة للتفكير بشكل مفتوح وبصوت عالٍ، قائلاً إن الجميع من مواطنين ومقيمين يهدفون إلى إبقاء الإمارات منارة للاقتصاد العربي والإسلامي، فهي تمثل الأمل لشباب المنطقة والنموذج الذي يحلمون به، وقال إن هناك تحديات أمام جهود استدامة هذا النموذج، لكن مع وجود قيادة حريصة وواعية تُدرك أهمية التحديات المستقبلية، فهذا يعني أننا على الطريق الصحيح، لكننا بحاجة لتفعيل هذه المبادرات في أسرع وقت ممكن.

مشاركة :