أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، أمس الأحد، عن «خيبة أمله» إزاء نتائج قمة المناخ الدولية في مدريد، ووصفها بأنها «فرصة ضائعة» لمعالجة أزمة الاحتباس الحراري، داعياً إلى «عدم الاستسلام»، وذلك بعدما استمرت المناقشات لأربعين ساعة إضافية. وأصدر جوتيريس بياناً مع اختتام القمة، أعرب فيه عن «الحاجة الملحة» لقطع التزامات جديدة لخفض انبعاثات الكربون، ولكنها لم تخرج بالنتائج المطلوبة. وقال: «أشعر بخيبة أمل من نتائج القمة. ضيّع المجتمع الدولي فرصة مهمة لإظهار المزيد من الطموح للتخفيف من أزمة المناخ، والتكيف معها وتوفير التمويل اللازم لذلك».وأضاف «يجب ألا نستسلم، ولن نستسلم». وتابع:«أنا مصمم أكثر من أي وقت مضى للعمل على أن يكون العام 2020 هو العام الذي تلتزم فيه جميع الدول لفعل ما يقول العلماء لنا بأنه ضروري للوصول إلى حيادية انبعاثات الكربون في 2050 بحيث لا ترتفع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية». وشارك في قمة «كوب25» ممثلون من نحو 200 بلد لوضع اللمسات الأخيرة لتطبيق اتفاق باريس 2015 للحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية إلى أقل من درجتين مئويتين. إلا أن مصالح تلك الدول حالت دون ذلك، رغم الدعوات العالمية للتحرك في وجه التغير المناخي والتحذيرات الخطرة التي أطلقها علماء المناخ. وفشل المؤتمر في الخروج بالنتائج المرجوة لمعالجة الأمة المناخية، بعدما استمرت مناقشاته أربعين ساعة إضافية، ولم تأت النصوص التي تم تبنيها اليوم منسجمة مع المطالبة بتحرك سريع. ودعا البيان الختامي إلى «خطوات عاجلة» لتقليص الهوة بين الالتزامات والأهداف التي نص عليها اتفاق باريس للحد من ارتفاع حرارة الأرض. غير أن كاثرين ابرو من منظمة «كلايمت اكشن نتوورك» اعتبرت أن النتيجة «دون التوقعات». وقال مهندس اتفاق باريس لورانس توبيانا، إن «الأفرقاء الرئيسيين الذين كنا نأمل منهم تقدماً لم يلبوا الطموحات»، مع ملاحظته أن تحالف الدول الأوروبية والإفريقية والأمريكية الجنوبية أتاح «انتزاع نتيجة هي الأقل سوءاً في وجه إرادة كبار الملوثين». وكانت الرئاسة التشيلية طرحت أمس الأول مشروع نص تسبب في مواجهة جديدة، ودفع إلى إجراء جولة جديدة من المشاورات. ورغم تحقيق تقدم متواضع، أعربت بعض الدول عن غضبها، وقالت ممثلة جزر مارشال تينا ستيجي، إن النتيجة «ليست قريبة مما كنا نريده. إنه الحد الأدنى فقط».وعلقت هيلين ماونتفورد، من معهد الموارد العالمية أن «هذه المناقشات تعكس الهوة بين القادة من جهة، والطابع الملح الذي ركز عليه العلم ومطالبات المواطنين في الشوارع من جهة أخرى.». وفي حال استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على وتيرتها الراهنة، فإن الزئبق قد يبلغ أربع درجات، أو خمسا بحلول نهاية القرن. وحتى لو وفى موقعو اتفاق باريس بالتزاماتهم، فإن الاحتباس الحراري قد يتجاوز ثلاث درجات. وفي محاولة لتقليص هذه الهوة، على الدول أن تقدم صيغة جديدة لخططها لتقليص الانبعاثات في انتظار انعقاد مؤتمر«كوب 26» في بريطانيا.ووعد البريطانيون الذين سينظمون مؤتمر«كوب 26» بأن يبذلوا ما في وسعهم لإنجاح القمة. وسبق أن نبهت الناشطة السويدية جريتا ثونبرج إلى أن هذا العام من التحضيرات ستواكبه ضغوط الشارع. وكتبت على«تويتر»:«العلم واضح، لكن العلم يتم تجاهله. مهما حصل لن نستسلم. ما زلنا في البداية». ( ا ف ب)
مشاركة :