القاهرة:«الخليج» دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، إلى تكثيف الجهود من أجل الوقوف في وجه الدول التي تدعم الإرهاب، مؤكداً أن هذه الدول تستخدمه كأداة لتحقيق مصالحها وأهدافها، مؤكداً أن حكومة الوفاق الوطني الليبية أسيرة الميليشيات المسلحة، نافياً أي تدخل لمصر في شؤون ليبيا.وأضاف السيسي، خلال مشاركته، أمس، في جلسة «التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين»، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، إن الإرهاب صناعة شيطانية تستخدم أدواتها في الإنسان، وتقدمه لتحقيق أهدافها، فالإرهاب هو الساتر لأي شيء، ولا يستطيع أحد أن يوجه اتهاماً محدداً، نتيجة وجود غطاء إرهابي، للكثير من الأهداف، التي تسعى بعض الدول إلى تحقيقها. وأوضح السيسي أن ظاهرة الإرهاب تتنامى، محذراً من أن أوروبا ستتضرر كثيراً من العناصر الإرهابية، التي تعود بعد انتهاء مهمتها في سوريا، ونشهد هذا حالياً، فأوروبا لديها مشكلة بين قوانينها ومبادئها، وبين مصالحها التي ترفض استقبالهم، داعياً إلى أن يكون لدينا موقف حاسم تجاه الدول الداعمة للإرهاب، مضيفاً أن مصالح الدول هي التي تحكم مسار سياستها، وهناك مخاطر تترتب على انتشار الظاهرة في المنطقة وإفريقيا، وسوف تنتشر في العالم وتلحق به الكثير من الأذى.وأعلن السيسي أن مجابهة الإرهاب تحتاج إلى جهد دولي، مشيراً إلى أن سيطرة الإرهاب على الدول يؤدي إلى تكوين دولة إرهابية، مشيراً إلى أن دول الساحل والصحراء في إفريقيا، ليست مستعدة لمجابهة الإرهاب اقتصادياً، ومن الممكن أن يحدث نزوح وتدمير للتنمية، التي تكون محدودة جداً في الدول الإفريقية، وأوضح أن الشباب المصري والعربي، هم الأكثر تأثراً بشكل عام من موضوع الإرهاب، موضحاً «لو أنا النهاردة عايز دولة زي مصر متبقاش مستقرة، فيتم ذلك بعملية إرهابية أو عمليتين، ليوقفوا كل أنشطة السياحة، لنخسر 14 أو 15 مليار دولار».وأكد الرئيس المصري، استمرار مصر في جهودها الدؤوبة، في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، بهدف بلورة رؤية استراتيجية لإيجاد منافذ للتحرك الإيجابي لخلق المناخ المؤاتي لاستقرار الأوضاع على الأرض، وهو ما سيساعد على مواجهة التحديات والاضطلاع بالاستحقاق الرئيسي، المتمثل في تحقيق السلام المنشود، مشيراً، خلال لقائه، أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مدينة شرم الشيخ، إلى ضرورة توحيد الجهود في إطار أفق سياسي ومسعى متكامل يتعدى الحلول القاصرة والمؤقتة.وأعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره لجهود مصر الحثيثة ومساعيها المقدرة في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور مصر التاريخي وما يتميز به من ثبات واستمرارية، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وما يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية في ظل ما يجمع بين الشعبين من روابط ممتدة.من جانب آخر، دعا السيسي إلى تطوير الأمم المتحدة، لأنها أنشئت منذ أكثر من 70 عاماً في ظل ظروف دولية معينة، بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، مؤكداً أن التطوير يستهدف تقويتها لتصبح قادرة على مواجهة القضايا والملفات والتحديات بطريقة عصرية.
مشاركة :