الثابت الوحيد هو التغير

  • 10/25/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كثير من الجدل الذي تغرق فيه المجتمعات المعاصرة التي لازالت في طور التنمية الحضارية والاجتماعية هو حول قضايا يمكن اعتبارها من صيرورات الواقع المعاصر وتطوراته الحتمية والتي ستحدث عاجلا أم آجلا، وهي لا تعدو كونها إرادة للسير بعكس سنة الله في العالم الدنيوي وهي أن الثابت الوحيد في الدنيا هو التغير، ومن يقرأ التاريخ يرى أن كل أهل عصر تحدثوا عن عصرهم وما استجد فيه بذات نمط حديث الناس لدينا عن عصرنا من شعورهم أن هذا آخر الزمان وأن الناس فسدت لمجرد أنه طرأت مستجدات في أحوال وواقع الجيل الجديد لم تكن في جيل الآباء فيحاول جيل الآباء الاستبداد بأنانية بأمر الجيل الجديد لكي يحافظ الجيل القديم على العالم والواقع كما تعوده متعديا بذلك على حق الجيل الجديد في أن يصوغ واقعه كما تعوده، ولهذا وإن أمكن تأخير إقرار المستجدات المعاصرة لجيل أو جيلين لن يمكن منع حدوثها للأبد لأنه ببساطة كإرادة إيقاف تيار النهر بمجرد الوقوف عكسه، وفي المحصلة الناتج الوحيد لمثل هذا النمط غير الواعي في التعامل مع سنة التغير والتطور في الحياة هو إشغال الناس بشكل «ديماغوجي» «تهييج الانفعالات المتعصبة» بما لا جدوى من إشغالهم به وجعل الهوامش بمثابة قضايا مصيرية، وكان الأفضل التركيز على جوهر الأمور للحفاظ على جوهر القيم والمبادئ التي يعتبرها الجيل السابق مثالية ويضاد التطور لاعتقاده أن هذا التطور سيفسدها ليكرسها بشكل جوهري كفيل بإبقائها محفوظة في جوهر الإنسان فردا وجماعة مهما حصل من تغير وتطور في هيكل الواقع الخارجي، والضرر العام لنزعة معاداة التغير والتطور يصبح مضاعفا عندما يزعم أنه باسم الاسلام، فيفتتن الناس بجعلهم أمام خيارين حديين؛ إما الاسلام أو التطور!

مشاركة :