الاحتفال بالعيد الوطني يعود كل عام ليحمل معه بشائر الخير لكل من يحب هذا الوطن ويتعلق به ويسعده أن يرى رايته عالية خفاقة. العيد الوطني المجيد وعيد جلوس جلالة الملك المفدى هما فرصة ومناسبة لأن نستعرض بكل صدق ومحبة وإخلاص أهم الإنجازات التي تحققت للوطن خلال السنين التي عشناها في كنف القيادة الحكيمة التي قادت وتقود هذا الشعب نحو بر الأمان. فماذا يعني الاحتفال بالعيد الوطني؟ وماذا قدم لنا الوطن؟ وماذا قدمنا له في المقابل من أجل أن يستمر هذا الوطن في العطاء والإنجاز؟. لقد تحققت لمملكة البحرين خلال العشرين سنة الماضية على الأقل وهي عمر المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى أيده الله العديد من الإنجازات التي يجب أن نستذكرها ونذكر بها الأجيال الجديدة لتشعر بمدى الجهد الذي بذل من أجل أن يعيشوا في وطن يحتضنهم بالخير والاستقرار والتقدم. أولا: المنجز السياسي الذي نقل البحرين إلى مرحلة الديمقراطية والمشاركة السياسية ففتح جلالة الملك المفدى الطريق أمام الحياة السياسية واتخذ جلالته العديد من القرارات الجريئة والشجاعة لوضع أسس الحياة السياسية الجديدة التي سمحت بإنشاء البرلمان والانتخابات البرلمانية والبلدية ليكون الشعب قادرا على اختيار من يمثله سواء في المجال الخدماتي البلدي أو في المجال التشريعي والرقابي. وبالرغم من الإساءات التي حدثت في عام 2011 من قبل العناصر المهرجة وغير الجادة التي لم تكن مصلحة الوطن تهمها لا من قريب ولا من بعيد فإن الحياة الديمقراطية استمرت لأنها في المشروع الإصلاحي ثابتة من ثوابته فلم يتم التراجع عن هذه التجربة التي تزداد اليوم ثباتا ورسوخا. ثانيا: المنجز التشريعي الذي نقل البحرين سنوات عديدة إلى الأمام سواء من حيث التشريعات السياسية التي سمحت بإقامة الانتخابات والترشح والتصويت أو تلك التي ساوت بين النساء والرجال من حيث الحق في التصويت والترشح أو من حيث السماح بإنشاء الجمعيات السياسية وجمعيات المجتمع المدني بكافة أشكالها بما في ذلك النقابات إلى غير ذلك من التشريعات التي شهدتها مملكة البحرين منذ بداية الألفية الثالثة وحتى الآن بالتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بما يعزز ويقوي مدنية الدولة وتطورها ومواكبتها للتحولات التي شهدها العالم اليوم وفي مقدمة ذلك ما يرتبط بالجوانب المتعلقة بحقوق الإنسان والارتقاء بها سواء من حيث الحق في التعليم أو الصحة أو السكن أو الحق في التعبير وفي الانضمام إلى الجمعيات السياسية بمختلف مشاربها واتجاهاتها. ثالثا: المنجز الاقتصادي الذي مكن مملكة البحرين خلال فترة وجيزة من تحقيق نسبة نمو تتراوح بين 3 و5% بالرغم من كل التحديات والصعوبات التي طرأت على العالم خاصة منذ أزمة 2008 المالية وما تلاها من مشاكل مست كافة بلدان العالم بما فيها الدول الغنية والمتقدمة إضافة إلى تراجع أسعار النفط وتذبذبها. رابعا: المنجز الاجتماعي, ركزت الدولة منذ البداية على الصحة والتعليم والإسكان والخدمات المساندة، ويكفي في هذا السياق أن نستذكر ما حققته مملكة البحرين في التقارير الدولية حول التنمية البشرية حيث تحتل البحرين مراكز متقدمة في هذه التقارير في المؤشرات التنموية. خامسا: المنجز الشبابي الذي شهد خلال العشرين سنة الماضية نقلة نوعية حيث تم الالتفات إلى الشباب والطفولة بحيث تم توفير المزيد من الملاعب والساحات الرياضية التي تحتضن الشباب والأطفال البحرينيين لرعايتهم ومتابعتهم فضلا عن رعاية الموهوبين في مختلف المجالات حتى تمكن أبناء البحرين من تحقيق المزيد من الإنجازات في المجالات الرياضية والمسابقات الثقافية وغيرها من المجالات التي حقق فيها أبناء البحرين بفضل هذه الرعاية إنجازات مشرفة. تلك بعض أهم الإنجازات التي نفتخر بها ونحن نحتفل بعيدنا الوطني المجيد وعيد جلوس جلالة الملك المفدى في ظل الرعاية الملكية السامية لشعب البحرين مع تضافر الجهود حيث يطلب من المواطن أيضا أن يقدم ما بوسعه لبناء وطنه والدفاع عنه وحمايته من المتربصين الذين يتربصون به شرا جعل الله كيدهم في نحرهم وكل عام والبحرين وقيادتها وشعبها بألف خير.
مشاركة :