تعتزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعلان عن سحب نحو 4000 جندي أميركي من أفغانستان، وذلك بحسب ما ذكرته شبكة “أن.بي.سي” الإخبارية الأحد. ورجحت العديد من المصادر أن يبلغ عدد الجنود المتبقين في أفغانستان بعد عملية السحب ما بين 8000 و9000 جندي. ويأتي هذا الإعلان في وقت كانت قد استأنفت فيه الولايات المتحدة وحركة طالبان المتطرفة مباحثات السلام الأفغانية بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي يفضي إلى سحب كلي للجنود الأميركيين من أفغانستان. ولكنّ هجوما لطالبان على قاعدة باغرام الأميركية الأسبوع الماضي أدى إلى تعليق المباحثات بين الطرفين دون أن يعلن أحدهما عن الموعد المرتقب لعودة التفاوض. وكان المبعوث الخاص للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد قد انضم للمفاوضات الدبلوماسية مع حركة طالبان، بعدما توقفت في سبتمبر الماضي. وفي تعليقه على الهجوم الذي شنته طالبان قرب قاعدة باغرام قال زلماي خليل زاد في تغريدة على تويتر “عندما التقيت طالبان اليوم عبرت لها عن استيائنا من هجوم الأربعاء على باغرام”. وأضاف المبعوث الأميركي محذرا “على طالبان أن تبرهن على أنها تريد تلبية رغبة الأفغان في السلام وأنها قادرة على ذلك”. واستهدف الهجوم الذي تبنته طالبان الأربعاء الماضي، وأسفر عن سقوط قتيلين والعشرات من الجرحى المدنيين، مستشفى يجري تشييده بالقرب من القاعدة الأميركية بشمال كابول. وكان الرئيس الأميركي قد زار مؤخرا قاعدة باغرام بهدف قضاء عيد الشكر إلى جانب القوات المتواجدة هناك. ويتواجد في أفغانستان ما بين 12 ألفا و13 ألف جندي أميركي. وتخشى العديد من الأوساط الأفغانية لاسيما الحكومية منها أن تسحب الولايات المتحدة كامل قواتها من كابول وتترك الحكومة المركزية في مواجهة حركة طالبان التي ترفض الحوار معها وتعتبر الحكومة ’’دمية’’ واشنطن. ومن المفترض أن تفضي المباحثات التي تجريها واشنطن مع الحركة المتطرفة إلى إبرام اتفاق يقضي باتخاذ طالبان والحكومة الأفغانية لإجراءات أمنية وخفض العنف. ولم يذكر المسؤولون موعد بدء الانسحاب ولكن ذكروا أنه سيكون تدريجيا على مدار عدد قليل من الأشهر. وتشهد أفغانستان منذ الغزو الأميركي عام 2001 صراعا بين حركة طالبان من جهة والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى؛ ما تسبب في سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين.
مشاركة :