تكفلت الشارقة بترميم وتجديد ثلاث مكتبات في قلب العاصمة الكينية نيروبي، وذلك بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتتولى منظمة «بوك بانك تراست» الكينية المستقلة، مسؤولية الإشراف على عملية ترميم وتجديد مكتبات: ماكميلان التاريخية الشهيرة، والمكتبتين الشقيقتين لها في العاصمة الكينية.وأعلنت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائبة رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، رئيسة اللجنة الاستشارية للشارقة العاصمة العالمية للكتاب، عن منحة الشارقة خلال حفل خيري أقيم في مبنى مكتبة ماكميلان.وقالت الشيخة بدور القاسمي: «تتجسد رسالة الشارقة العاصمة العالمية للكتاب في تأكيد ضرورة تعزيز التفاهم والحوار والاحترام المتبادل بين مختلف ثقافات العالم من خلال الكتاب، ونحن اليوم هنا في كينيا، خارج حدود إمارتنا ودولتنا، لدعم جهودكم في المحافظة على هذا المعلم الثقافي العريق، الذي يكشف العمق التاريخي لمدينتكم».وأكدت أن هذا الدعم ينبع من إيمان إمارة الشارقة بأهمية رعاية التراث والاحتفاء به، لدوره الفاعل في توحيد المجتمعات وتعزيز هوية الأطفال واليافعين والشباب وارتباطهم بقيمهم الأصيلة. وأشارت إلى أن التبرع جزء من الجهود المتواصلة التي تقودها الإمارة لدعم مسيرة الأمم والشعوب حول العالم، في عملية بناء مؤسسات ثقافية قوية ومؤثرة في مجتمعاتها.وأضافت الشيخة بدور القاسمي: «نحن على يقين بأن التنمية الاقتصادية الثقافية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق بدون قاعدة ثقافية راسخة، وجاء لقب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019 كنتيجة طبيعية لجهودنا وتركيزنا على الثقافة والتنمية البشرية على مدار 40 عاماً».وتابعت: «بعد ترميم مكتبة ماكميلان وتجديدها وفتح أبوابها للجمهور، هل يمكنكم أن تتخيلوا عدد الشباب الذين ستُلهمهم؟ وعدد الأحلام التي ستحققها؟ وعدد الأشخاص الذين ستغير حياتهم؟. وهنا لا بد من التعبير عن سعادتي بالجهود التي تبذلها مؤسسة بوك بانك تراست، والإعراب عن امتناني لجميع من أسهم في تقديم الدعم والمساعدة على تحقيق أهدافها».وعبرت كوينانجيه وواتشوكا، مؤسِّستا «بوك بانك» عن سعادتهما بترميم المكتبة، وأشارتا إلى أن الترميم يشكل إنجازاً مفصلياً في ختام العام الجاري، وأوضحتا أن الشارقة تؤمن بأهمية أرشيف كينيا من الكتب، ومرافقها العامة، ودورها في الارتقاء بثقافة الكينيين؛ الأمر الذي يرفع معنويات المجتمع المحلي ويلهمه لمواصلة جهوده في المحافظة على هذه المكتبة التاريخية. تاريخ من التحديات وقامت عائلة ماكميلان ببناء «مكتبة ماكميلان التاريخية» عندما كانت كينيا تحت الحكم البريطاني، تكريماً للمستكشف والناشط الخيري الأمريكي ويليام نورثروب ماكميلان الذي استقر في كينيا، وجاء بناؤها بمساعدة مؤسسة كارنيجي؛ إذ كان مؤسسها رجل الأعمال الأمريكي أندرو كارنيجي صديقاً للعائلة، وتعد المكتبة المبنى الوحيد في كينيا المحمي بموجب قانون صادر عن البرلمان، (قانون مكتبة ماكميلان التاريخية رقم 217 لعام 1938).ومع مرور السنوات عانت المكتبة الإهمال، وأصبح مخزونها من الكتب وتجهيزاتها ومعداتها بحاجة ملحة للترميم والتجديد والحماية، وفي عام 2017، أطلقت مؤسسة «بوك بانك» حملة لإنقاذ مكتبة ماكميلان والمكتبتين الشقيقتين لها، وتصحيح العيوب وأوجه الخلل في مخزون الكتب، لا سيما أنها لا تحتوي على أي كتاب لمؤلف إفريقي.وعند الانتهاء من عملية الترميم والتجديد، ستصبح المكتبة وجهة رئيسية للقراءة وتبادل المعارف، ومركزاً للفعاليات والأنشطة الثقافية، وتتوجه بعض جهود «بوك بانك» لإعادة إنشاء وترشيد مخزون الكتب وعمليات الجرد والفهرسة والتصنيف، لجزء من مخزون المكتبة الحالي من مجموعات الكتب التي تقدر بـ400 ألف كتاب.ومن أبرز نتائج مشروع الترميم، تحديد الفجوات والثغرات المعرفية القائمة في مخزون الكتب، ابتداء بكتب الأطفال، كما تسهم عملية الترميم في توفير فرص العمل وتعزيز الخبرات لطلاب الجامعات، وأمناء المكتبات ومحفزي المجتمع والمربين والفنانين، الذين يعدون مساهمين فاعلين في عملية الفهرسة وتنويع المحتوى.
مشاركة :