"مش دافعين حتى تردوا الملايين" شعار لحملة جديدة انطلقت في لبنان تسمى "مش دافعين"، وانتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتهدف وفقا لأصحابها إلى التوقف على دفع الضرائب، بسبب سوء الخدمات المقدمة للمواطنين، ورغم أن الحملة لاقت قبولاً من اللبنانيين، إلا أن البعض يراها محاولة للركوب على الثورة ولا أهمية لها.وأوضح القائمون على الحملة بعد التواصل معهم، أن حملة "مش دافعين" تهدف للأمتناع عن دفع الضرائب والتوقف عن سداد القروض المصرفية المستحقة إلى حين استرجاع المليارات، التي تم سرقتها وتهريبها خارج لبنان.*فكرة الحملةوذكر الحملة على صفحتها بموقع "فيس بوك"، أن فكرة الحملة جاءت بعد تجاهل مطالب الثوار والاعتداء عليهم، لذلك فكروا في الدعوة إلى عصيان مدني عام، مشيراً إلى أن دور الإضرابات في الضغط على الحكومات، من أجل الاستجابة لطلبات الشعوب.وأوضحت أن اللبنانيين قرروا وقف دفع الضرائب عام 1951 بسبب سوء خدمة الكهرباء وارتفاع تكلفتها، وعدم استجابة الدولة للمظاهرات الضخمة والحملات الصحفية التي خرجت ضدها، مضيفة العصيان وقتها ضم كل سكان بيروت وشمل أعضاء بالبرلمان والنقابات العمالية والتجار والمصانع، واستمر حتى أجبروا الحكومة من الاستجابة لمطالبهم وخفض الأسعار وتحسين الخدمة.*هدف الحملةتهدف الحملة وفقا لبيان اصدرته منذ أيام، إلى المساواة بين من لا يستطيع تسديد الضرائب والرسوم نظرًا للظروف الراهنة والفئات، التي قد تستطيع تسديدها إلا أنها ستمتنع من أجل حماية الثوار، ولاسيما منهم الفئات المتضررة، بالإضافة إلى تكثيف الضغط على السلطة من أجل الاستجابة لمطالب الشعب، وهي تشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين المستقلين، مؤكدا على أنها ليست بأي شكل من الأشكال دعوة إلى التهرب الضريبي أو مخالفة القوانين.*خريطة الحملة وأوضحت أحد القائمين على الحملة، وعضو في "تحالف وطني" دارين دندشلي، لـ"الفجر"، أن الحملة انطلقت مساء يوم 12 ديسمبر الماضي، منوهة إلى أنهم تم إطلاقها بعد أن طالب اللبنانيون بها، مشيرة إلى أن الحملة بدأت تدريجيا، فبدأت بشعارات فقط منذ أسابيع وبعدها تم إطلاقها مساء الخميس من أجل حشد أكبر عدد بها، وبدءاً من الأسبوع المقبل سيمتنع المشاركون بالفعل عن دفع الضرائب.*قانونية الحملةوأكدت دندشلي، على أن الوضع القانوني للحملة حساس قليلا، لذا يسعى المحامون المشتركون في الحملة، التعامل معها على أنها استثناء ومطلب شعبي، موضحة أن البنوك لن تتمكن من الحجز على عقارات كل اللبنانيين إذا رفض جميعهم الدفع، كما أنها مؤقتة حتى تستجيب الحكومة لمطالب الثوار.*إقبال واسع على الحملةهذا ولاقت الحملة إقبالاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، واشترك فيها مئات اللبنانيين، وقالت نسرين ساليم في تصريح لـ"الفجر"، إنها "مع العصيان الضريبي، لأن المواطنين يدفعون الضرائب ولا يحصلون على الخدمة المطلوبة".وأضافت "القطاع الخاص انهار، والقطاع العام يقبض معاشه لأننا ندفع الضرائب، ومن أجل مساواة اللبنانيين فيما بينهم (المادة ٧) من الدستور يجب الإمتناع عن دفع الضرائب".وأيد حديث نسرين، أنور أبو حسن، بقوله "انا مشارك بي ها الحملة لتشكيل ضغط إضافي على منظومة الفساد الحاكمة والغير حاكمة".وأضاف أبو حسن لـ"الفجر": "طبعًا حملة مش دافعين هي دعم للثورة وليست بديل عنها، المهم هو إسقاط نظام الطوائف المتخلف والعبور نحو دولة مدنية".وتشهد البلاد أزمة سيولة بدأت معالمها منذ أشهر، وبات الحصول على الدولار مهمة شبه مستحيلة مع فرض المصارف قيودا على حركة الأموال، تزامنا مع ارتفاع مستمر في أسعار المواد الأساسية.دعاية فارغةومن جهة أخرى، يرى البعض أن الحملة قد تتسبب في الوصول بالاقتصاد اللبناني إلى حافة الانهيار، وركوب في الثور، وصرح المحلل السياسي فادي عكوم لـ"الفجر"، قائلاً: إن "الحملة قائمة على الدعاية الفارغة؛ لأن المؤسسات الحكومية متوقفة عن أعمالها وأغلبها تشهد إضرابا من موظفيها"، موضحاً أنها محاولة من البعض لركوب موجة الثورة خاصة بعد مرور فترة طويلة على التظاهرات، ودخول الثورة في شهرها الثالث.وأضاف عكوم، هناك بعض المناطق بالجنوب لا تدفع، وهي تابعة لحزب الله، كما أن هناك العديد من السياسيين والنشطاء لا يدفعون الضرائب المقرة عليهم، وبالتالي ليس لها تأثير على الصعيد السياسي.كما ذكر أن أغلب المواطنين اللبنانين سيعانون بعد انتهاء الثورة وهدوء الأوضاع من مأزق وهو دفع الضرائب المتراكمة عليهم، مشيراً إلى أن استمرار الوضع الحالي سيتسبب بإغلاق الشركات والمؤسسات، لأنها ستواجه الإفلاس وهو متعلق بمدى قدرة الأحزاب على تشكيل حكومة وفقا لمطالب الثوار.
مشاركة :