عندما يلتقي فريقا الهلال السعودي وفلامنجو البرازيلي، غدًا الثلاثاء، في نصف نهائي كأس العالم للأندية، سيكون المدير الفني لفريق فلامنجو، البرتغالي جورجي جيسوس، على موعد مع مواجهة خاصة للغاية بالنسبة له؛ حيث يخوض لقاء مصيريًا أمام الفريق الذي كان يدربه قبل شهور قليلة فقط. وتعلق جماهير فلامنجو آمالها بشكل كبير على خبرة جيسوس الكبيرة، لاسيما أن الفريق سيواجه اختبارًا صعبًا في مونديال الأندية ربما يكون أقوى مما واجهه في الشهور الماضية خاصة إذا بلغ النهائي، حال وصل ليفربول الإنجليزي أيضًا للنهائي. ويمتلك جيسوس البالغ من العمر 65 عامًا، سجلًا حافلًا خلال مسيرته التدريبية، علمًا بأن بصماته كلاعب لم تكن على نفس القدر. بدأ جيسوس مسيرته التدريبية في 1990 وتولى تدريب العديد من الأندية داخل البرتغال، لكن إنجازاته الحقيقية كانت مع بنفيكا الذي تولى تدريبه من 2009 إلى 2015؛ حيث قاده إلى لفوز بلقب الدوري البرتغالي؛ ثلاث مرات لتكون هذه الألقاب الثلاثة جزءًا من أكثر من عشرة ألقاب فاز بها مع الفريق، وهو ما لم يحققه أي مدرب سابق في تاريخ النادي العريق. ويخوض جيسوس وفريقه منافسات مونديال الأندية بنشوة الفوز بلقب بطولة كأس ليبرتادوريس الذي توج به في 23 نوفمبر الماضي بالفوز على ريفر بليت الأرجنتيني 2 - 1 في النهائي، وكذلك الفوز بلقب الدوري البرازيلي ليكون المدرب البرتغالي حقق إنجازا تاريخيا في غضون ستة شهور فقط تولى فيها مسؤولية الفريق. وأصبح جيسوس أول مدرب أجنبي يفوز مع فلامنجو بلقب ليبرتادوريس وثاني مدرب أجنبي يفوز مع الفريق بلقب الدوري البرازيلي بعدما نجح الأرجنتيني كارلوس فولانتي في ذلك عام 1959، كما أصبح أول مدرب برتغالي يفوز بلقب بطولة دوري محلية في أي من دول أمريكا الجنوبية. لهذا، يحمل جيسوس عبئا ثقيلا على كاهله عندما يقود فلامنجو في كأس العالم لأندية المقامة حاليًا في قطر. لكن بداية مشواره في البطولة العالمية ستحمل طابعًا خاصة بالنسبة للمدرب البرتغالي الكبير، وذلك بعدما نجح الهلال السعودي في الفوز على الترجي التونسي في الدور الثاني من البطولة ليضرب موعدًا مع فلامنجو في المربع الذهبي للبطولة. وكانت التجربة التدريبية الوحيدة لجيسوس خارج حدود البرتغال قبل توليه مسؤولية فلامنجو هي عندما تولى تدريب الهلال في بداية الموسم الماضي. قدم جيسوس مسيرة رائعة مع الهلال «الزعيم» على مدار سبعة شهور فقط مع الفريق، قاد فيها الهلال في عشرين مباراة، حقق الفوز في 16 منها وتعادل في ثلاث مباريات وخسر مباراة واحدة، ليحظى هذا المدرب بتأييد كبير من مشجعي الهلال. لكن بعض الخلافات مع مسؤولي النادي على بنود التعاقد تسببت في رحيله المفاجئ عن الفريق في نهاية يناير الماضي. وظل جيسوس بلا عمل على مدار أربعة شهور قبل تعاقده مع فلامنجو في مطلع يونيو الماضي. وعندما يلتقي الفريقان غدا الثلاثاء في المربع الذهبي، ستكون مباراة ذات طبيعة خاصة لجيسوس؛ لكنها أيضا ستكون مواجهة مثيرة بين اثنين من المدربين المتميزين؛ حيث سيصطدم بالروماني رازفان لوشيسكو المدير الفني للهلال في مواجهة أوروبية مثيرة خارج خطوط الملعب. وقبل ستة شهور فقط، تعرض المدرب البرتغالي جورجي جيسوس لموجة هائلة من الانتقادات لدى توليه مسؤولية تدريب فريق فلامنجو البرازيلي؛ لكنه تعامل بهدوء وحنكة مع الأمر وحاول تجنب الصدام مع جماهير النادي. لكن خلال ستة شهور فقط، كان الرد العملي من جيسوس على هذه الانتقادات والسخرية الجماهيرية التي تعرض لها في أيامه الأولى مع النادي البرازيلي العريق؛ حيث قاد الفريق إلى مسيرة مميزة على مدار الشهور الستة الماضية للفوز بلقب الدوري البرازيلي بجدارة متفوقا بفارق 16 نقطة أمام فريقي بالميراس وسانتوس أقرب منافسيه. وإضافة إلى قيادته الفريق إلى الفوز بلقب المسابقة المحلية للمرة الأولى منذ عام 2009، توج جيسوس مع الفريق بلقب طال انتظاره حيث أحرز لقب كأس ليبرتادوريس ليكون الثاني له فقط في المسابقة والأول له منذ 38 عاما، حيث كان اللقب الوحيد السابق لفريق فلامنجو في كأس ليبرتادوريس عام 1981. وفيما نسب المشجعون في البداية أي انتصار للفريق إلى اللاعبين ومدى إنفاق إدارة النادي ببذخ على تدعيم صفوف الفريق، نال جيسوس التقدير وهتافات المشجعين بمرور الوقت مع تقدم الفريق في بطولة كأس ليبرتادوريس والنتائج الرائعة التي يحققها محليًا وقاريا. وأصبح جيسوس هو فرس الرهان الكبير الذي تعلق عليه جماهير فلامنجو أحلامها، بعدما نجح في قيادة كتيبة النجوم الموجودة بالفريق إلى العودة لمنصات التتويج.
مشاركة :