ما زال «بيت الشعر» محافظاً على وجوده كواجهة تراثية مع التطور العمراني الذي شهدته المملكة، تزين الأُسَر بها الحدائق والمنازل والقصور.وفي وسط وأطراف مدينة عرعر زاد انتشار «بيوت الشعر» باختلاف أحجامها، خصوصاً أحياء الصالحية والمطار وبدنة.وثمة نساء مسنات يجلسن بالساعات لتجهيز وتركيب «بيوت الشعر»، التي تتكون من صوف الماعز والغنم والأعمدة والحبال والأوتاد.. «عكاظ» توقفت عندهن والتقت بعضهن.وتنافس «بيوت الشعر» التي تحيكها نساء عرعر الكبيرات، المحلات داخل المدينة والمنتشرة على الطرق المؤدية إلى البر لاسيما طريق عرعر ـ طريف الذي تكثر فيه «المكشات» على الجهة الغربية، وتنتشر المخيمات على جنبات الطريق.أم محمد تجلس وتعمل في تركيب بيوت الشعر على فترتين صباحية ومسائية، وتقول إن الطلاب يقبلون على شرائها في فصل الشتاء والربيع.عن أنواع «بيوت الشعر»، تقول: هناك «القطبة» وهي أصغر بيوت الشعر وتستغرق حياكتها يومين وتتكون من عمود واحد في الوسط، وسعرها التقريبي 1800 ريال، أما «المقورن» مكون من الربعة والثلث وشق الحريم وسعر يصل إلى 5 آلاف ريال تقريباً، و«المثولث» وفيه ثلثان مع الشق والثلث ويصل سعره إلى 7 آلاف ريال تقريبا ويحتاج إلى أكثر من 5 أيام لتجهيزه.أما أهم وأكبر بيوت الشعر وأكثرها شغلاً وعملاً هو «المروبع» ويتكون من 4 أجزاء ويظهر طوله الفارع وامتداده على الأرض، ويصل سعره إلى 10 آلاف ريال ويحتاج إلى أسبوع لتنفيذه.من جانبها، تؤكد أم عايد أنهن يعملن على تعديل بعض الأخطاء في «بيوت الشعر» التي يجهزها العمالة بماكينة الخياطة، وكثيراً ما تأتينا «بيوت شعر» لنحيكها مرة أخرى حتى لا يصل إليها ماء المطر.وتضيف: «الطلب على هذه البيوت يرتفع مع دخول الشتاء والربيع، ونحن ننصب هذه البيوت للناس لكي تكون على الطبيعة فيشاهدها المشتري»، مشيرة إلى أن بيوت الشعر في منطقة الحدود الشمالية، وتحديداً عرعر، تنافس الخيام بلونها الأبيض مع قدوم كل شتاء وربيع التي كان يحملها البدو الرُحل ويبنونها أثناء تنقلهم للبحث عن الكلأ والربيع، الذي تستفيد منه الماشية من أغنام وماعز وإبل.
مشاركة :