قال نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي فتحي المجبري إنه يرفض الاتفاق الموقع بين حكومة الوفاق والنظام التركي جملة وتفصيلاً لأنها غير شرعية، لافتاً إلى أن السراج لا يملك ولا يحق له التوقيع منفرداً على اتفاقيات أو معاهدات ويتطلب الأمر عرضها على البرلمان بعد إقرارها من المجلس الرئاسي بطريقة صحيحة وسليمة. وأكد المجبري في حوار خاص لـ«الاتحاد» أن رفضه للاتفاقات الموقعة بين أردوغان والسراج تعود لأسباب سياسية لأن ليبيا والعالم يترقب مؤتمر برلين لإنهاء حالة الصراع والتمهيد لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعبر عن كل الليبيين، مشيراً إلى أن التوقيع على الاتفاق ضربة استباقية لهذا المؤتمر ومحاولة إجهاض هذا الجهد الدولي كونه السراج أدخل ليبيا مباشرة كطرف في حالة استقطاب إقليمية نحن لا ناقة ولا جمل فيها. وأوضح نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي أن السراج كان يريد البحث في مصالح ليبيا فكان عليه دعوة أعضاء الرئاسي لمناقشة الأمر والبحث في بدائل مختلفة متاحة أو خيارات أخرى، لافتا إلى إمكانية إبرام اتفاقا مع اليونان وباقي الدول، خاصة أن هناك إطارا عاما للاستفادة من الثروات في شرق المتوسط. يذكر أن المجلس الرئاسي الليبي منقسم على نفسه بعد مقاطعة أربعة أعضاء للاجتماعات بسبب هيمنة الميليشيات المسلحة على مؤسسات الدولة في طرابلس واستفراد رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بالقرار دون مشاورة باقي الأعضاء. وأكد المجبري أن قطاعا واسعا من الليبيين يرى تركيا معادية لليبيا بسبب دعمها الجماعات الإرهابية التي تزعزع الاستقرار في ليبيا، واصفا الاتفاق الأخير الموقع بين أردوغان والسراج بـ«صفقة رخيصة» تستغل فيها تركيا ضعف الأخير لإبرام الصفقة وتحقيق منافع مقابل الفتات الذي تقدمه له بدعم الجماعات المسلحة. وكشف نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عن عمل قانوني وإداري يجرى التحضير له في مواجهة ما قام به السراج، وذلك أمام القضاء الليبي وتحرك سياسي، مشيرا إلى دعوته لباقي أعضاء المجلس الرئاسي المقاطعين للاجتماعات لإظهار مواقفهم بشكل واضح، وضرورة توضيح الصورة للعالم بخرق فائز السراج للاتفاق السياسي وضرورة وقف دول العالم دعمها له. وعن سبب مقاطعته لاجتماعات الرئاسي، أكد المجبري أن انسحابه من المجلس سببه الاعتراض على سياسات فائز السراج لأننا نعتقد أن رغبته في الاستمرار في السلطة وتحقيق المنافع هي من دفعته لتخليه عن التفاهمات التي تمت، ما دفع الجيش الليبي إلى دخول لطرابلس مضطرا لذلك؛ وذلك بسبب تعنت السراج وتمسكه بالسلطة وخرقه للاتفاق السياسي، موضحا أنه دعا كافة أعضاء الرئاسي بضرورة الابتعاد عن السراج كي لا يعطوه شرعية لما يقوم به. وعن تقييمه لأداء رئيس المجلس الرئاسي، أوضح المجبري أنه لم يتبقَ الكثير من الوقت للسراج وهذه المحاولة اليائسة ببيع مقدرات وموارد ليبيا لتركيا للحصول على دعم عسكري وأمني تظهر مدى حالة اليأس التي وصل لها السراج بعد انفراده بالسلطة، مؤكداً أن الشعب الليبي قريبا سيصل لتسوية تحقق تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية في البلاد. وعن ممولي الميليشيات المسلحة في ليبيا، أكد نائب رئيس المجلس الرئاسي أن الميليشيات المسلحة وقوى الإرهاب والتطرف نهبت موارد ليبيا، وتحصلت على دعم خارجي من دول معروفة بعينها، مشيدا بموقف الدول العربية الموحد تجاه الدول الداعمة للإرهاب والمساندة له وسط دعوات لهذه الدول بأن تتوقف عن دعم الإرهاب في سوريا أو ليبيا أو اليمن. ولفت المجبري إلى أن حالة القلق وضعف السراج دفعت الميليشيات المسلحة للتحالف مع الجماعات الإرهابية في طرابلس مثل مجلس شورى ثوار بنغازي وغيرهم، موضحا أنه كان يجب على المسلحين التوصل لصيغة مع القيادة العامة للقضاء على الإرهاب، لأن ليبيا لا تريد أن تكون دولة منفلتة من دون مؤسسات، مشددا على أن لا أحد يريد بناء الديكتاتورية في ليبيا، وهذه المعادلة التي يجب أن تبنى عليها التفاهمات بين الجماعات المسلحة والقيادة العامة لتوجيه الجهد لمحاربة الإرهاب والقضاء على التطرف وتوجيه الجهد لذلك. وعن الحراك الأميركي الأخير لحل الأزمة الليبية، لفت المجبري إلى أن ليبيا ليست في أفضل حالاتها وتعاني من الصراعات الداخلية وآفة الإرهاب، داعيا الأطراف الإقليمية والدولية إلى أن تدرك أن مصالحها يمكن أن تتحقق بشكل أكثر فاعلية إذا تم التوافق مع المصلحة الوطنية الليبية بإنشاء نظام مستقر وآمن وديمقراطي، موضحا أن بعض الأطراف تحاول تحقيق أهدافها من خلال طرق ملتوية، وهذا لا يحقق مصالح تلك الأطراف على المدى الطويل، لكن على المدى القصير ويجعلها تخسر في المستقبل، معرباً عن أمله في أن تدرك تلك البلدان أن قيام نظام ديمقراطي مستقل في ليبيا سيعود بالنفع على الجميع وأي مسارات أخرى لن تكون مفيدة لليبيا.
مشاركة :