حذرت مجموعة العمل المالي (فاتف)، هيئة مالية عالمية معنية بمكافحة غسل الأموال، تركيا بشأن أوجه قصور في نهجها لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأوردت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، نقلا عن تقرير صادر عن مجموعة العمل المالي، أنه إذا فشلت الدولة في التحسن خلال العام المقبل، فإنها تخاطر بإضافتها إلى «قائمة رمادية» دولية قد تعرض قدرتها على جذب التمويل الأجنبي للخطر.
وأعلنت «فاتف» أنها ستبدأ فرض «رقابة خاصة» على تركيا في مجال غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وأي حركات مالية غير شرعية، وذلك بسبب ما قالت إنه «أوجه قصور» لدى أنقرة في مكافحة هذه الجرائم.
وبحسب تقرير صادر عن مجموعة العمل المالي فإن تركيا تعاني من «أوجه قصور خطيرة» في السياسة التي تنتهجها لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأعلنت (فاتف) في تقريرها أن أنقرة ستخضع من الآن إلى رقابة خاصة من قبل الهيئة، مشيرة إلى أنه «في حال فشلت تركيا في تحسين أدائها السنة المقبلة فسوف يتم إضافتها إلى القائمة الرمادية لفريق العمل المالي إلى جانب بلدان مثل باكستان ومنغوليا واليمن».
وقالت المنظمة إنها خلصت إلى هذه النتيجة بعد تقييم نظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مشيرة إلى أن «التقرير يتضمن مراجعة مكثفة للإجراءات ومدى توافقها مع المعايير الدولية التي تتبناها المنظمة». كما تضمن التقرير تقييماً للإجراءات التي تتخذها تركيا من أجل التصدي للأعمال الإرهابية والمنظمات الإرهابية وتجفيف منابعها المالية. وبحسب التقرير فإن تركيا وبسبب موقعها الجغرافي تعاني من مخاطر أكبر في مجال غسل الأموال التي تقوم بها عصابات لتهريب المخدرات أو تهريب البشر وتمرير المهاجرين والوقود، كما أن «تركيا تعاني من مخاطر كبيرة من أن تكون مركزاً لعمليات تمويل المنظمات الإرهابية».
ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير لها عن الباحثة في مركز الأمن الأميركي الجديد اليزابيث روزنبرج قولها «إن تركيا من البلدان التي يتم الإبلاغ عنها بسبب إخفاقات جسيمة في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وهذا الأمر من شأنه التأثير على ثقة المستثمر».
وبحسب الصحيفة فقد سعت تركيا للضغط على أعضاء في مجموعة العمل المالي لمنع نشر التقرير، وفقا لأشخاص مُطّلعين على الأمر.
إلى ذلك، تراجعت الليرة التركية نحو 0.6 بالمئة أمام الدولار امس، مسجلة أضعف مستوياتها في نحو شهرين، بفعل بواعث القلق حيال العلاقات مع الولايات المتحدة وتوقعات لمزيد من خفض أسعار الفائدة. وفقدت العملة أكثر من تسعة بالمئة هذا العام لأسباب في مقدمتها المخاوف من تدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن، نظرا للخلافات بشأن سوريا وشراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400. وقال بيوتر ماتيس، محلل عملات الأسواق الناشئة في بنك رابو، «العملة التركية هي أضعف عملات الأسواق الناشئة في مستهل تداولات الأسبوع الحالي». السبب الرئيس هو أن تلك التوترات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وتركيا قد تتصاعد. وتصريحات أردوغان تهديد صريح أثار قلق المستثمرين».