يحيط المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تحرّكاته لإعادة إطلاق مسار السلام في اليمن بالتكتّم، وذلك في انعكاس على ما يبدو، للصعوبات الكبيرة التي يواجهها في إحراز أي تقدّم في ذلك الاتّجاه. وفي ظلّ التصعيد العسكري الملحوظ في محافظة الحديدة غربي اليمن، أصبح المبعوث الأممي يخشى انتكاس جهوده بالكامل بضياع الإنجاز الوحيد الذي حقّقه من قبل، والمتمثّل في اتفاق ستوكهولم الذي تمّ بمقتضاه إقرار هدنة هشة ما تزال قائمة رغم الخروقات الكثيرة التي تعرّضت لها. وقالت مصادر يمنية إنّ زيارة غريفيث، الاثنين، إلى صنعاء، تأتي ضمن تركيز جهوده بشكل خاص على المتمرّدين الحوثيين في محاولة لتغيير موقفهم من السلام بعد أن لمس لديهم ممانعة للحلّ السلمي، على العكس مما لمسه لدى جهات أخرى من ضمنها دول إقليمية ذات صلة بالملف اليمني. ولم يغيّر الحوثيون من خطابهم المتشدّد تجاه الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي ولا تجاه السعودية التي تقود التحالف، فيما يواصلون تحرّكاتهم العسكرية على الأرض وخصوصا في محافظة الحديدة على الساحل الغربي اليمني، مهدّدين بذلك الهدنة الهشّة القائمة هناك بموجب اتفاق ستوكهولم الذي تمّ التوصّل إليه قبل عام برعاية أممية. مصاعب المبعوث الأممي لا تقتصر على تعذّر إطلاق مسار شامل للسلام، ولكنّها تشمل إنقاذ اتفاق ستوكهولم من الانهيار وكثيرا ما يربط مراقبون موقف جماعة الحوثي من السلام بأجندة إيران التي تدين لها بالولاء وتمتلك سطوة كبيرة على قرارها السياسي والعسكري. ووصل غريفيث، الإثنين، إلى العاصمة اليمنية للقاء قيادات في جماعة الحوثي. وقال مصدر ملاحي في مطار صنعاء الدولي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إنّ غريفيث وصل إلى صنعاء قادما مع العاصمة الأردنية عمّان وكان مرفوقا بنائبه معين شريم، من دون أن يدلي بأي تصريحات. ومن المقرر أن يعقد غريفيث مع مسؤولين في جماعة الحوثي لقاءات تتناول ضرورة الدفع بتنفيذ اتفاق ستوكهولم، خصوصا تعزيز وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة مع العمل على التقدم في ملف تبادل الأسرى. وكانت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي قد اتفقتا بالعاصمة السويدية ستوكهولم في 13 ديسمبر من العام الماضي على حل الوضع المتأزم في محافظة الحديدة، مع الاتفاق على تبادل نحو 16 ألف أسير ومعتقل. ورغم مرور عام على الاتفاق، إلا أن شيئا من بنوده لم ينفّذ في ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين بوضع عراقيل أمام التنفيذ.
مشاركة :