أعاد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التهديد بإغلاق قاعدتي إنجرليك، وكورجيك العسكريتين، عند الضرورة، على خلفية التوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة. وقال أردوغان الأحد إنه قد يغلق "إذا اقتضت الضرورة" قاعدتين عسكريتين استراتيجيتين تستخدمهما الولايات المتحدة في تركيا، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن. وأضاف الرئيس التركي خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “خبر” الموالية للحكومة “إذا اقتضت الضرورة يمكننا أن نغلق إنجرليك ويمكننا أن نغلق كوريجيك”. وإنجرليك وكوريجيك قاعدتان عسكريتان تستخدمهما الولايات المتحدة في تركيا. وهدّدت تركيا مرارا بإغلاق هاتين القاعدتين العسكريتين، وعادة ما تلوّح باتّخاذ هذا القرار عند كل توتر دبلوماسي بين أنقرة وواشنطن. وأكد أردوغان أن قرار مجلس الشيوخ الأميركي المتعلق بالإبادة الأرمنية المزعومة هو "خطوة سياسية بحتة لا وزن لها"، بحسب الأناضول. وأشار، في هذا الخصوص، إلى أن الاستقطاب في السياسة الداخلية بالولايات المتحدة انعكس سلبا على تركيا. وأوضح أن بعض الجهات الأميركية، على سبيل المثال، تستغل المستجدات المتعلقة بتركيا من أجل إضعاف الرئيس دونالد ترامب. وشدّد على أن قرار مجلس الشيوخ لا ينسجم مع روح التحالف بين تركيا والولايات المتحدة، ويتعارض مع التفاهم الموقع بين البلدين في 17 أكتوبر الماضي حول الشأن السوري. وأكد أن تركيا "لن تقف مكتوفة الأيدي" في الوقت الذي تتخذ فيه الولايات المتحدة إجراءات ضدها. ويحاول أردوغان الضغط على واشنطن مستعملا أسلوب المقايضة بأكثر من ملف، من خلال افتعال حرب تصريحات باتت الآن العنصر الأساسي في السياسة الخارجية التركية بحسب متابعين ويستخدم سلاح الجو الأميركي قاعدة إنجرليك الواقعة في جنوب تركيا في إطار مكافحة تنظيم داعش في سوريا، بينما تضم قاعدة كوريجيك الواقعة في جنوب شرق البلاد محطة رادار كبرى لحلف شمال الأطلسي. وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قد تطرّق هذا الأسبوع إلى وضع هاتين القاعدتين، مشيرا إلى أن قرار إغلاقهما يمكن أن "يُطرح على الطاولة" ردا على أي عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة على تركيا. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا لشرائها صواريخ روسية من نوع اس-400 على الرغم من تحذيرات واشنطن من عواقب هذا الأمر. وفي الأشهر الأخيرة تدهورت العلاقات بين الدولتين المنضويتين في حلف شمال الأطلسي على خلفية شن أنقرة هجوما على وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. والأربعاء تبنّت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي اقتراح قانون يدعمه الحزبان الجمهوري والديمقراطي، يلحظ فرض عقوبات قاسية على تركيا ومسؤوليها على خلفية صفقة شراء صواريخ اس-400 والهجوم على شمال سوريا. والخميس زاد مجلس الشيوخ الطين بلّة بتبنّيه بالإجماع نصاً “من أجل إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية عبر الاعتراف بها رسميا”، في إشارة للمذابح التي تتهم السلطنة العثمانية بارتكابها في العام 1915. وحذّرت أنقرة بأن هذا القرار سيلحق ضررا بالعلاقات بين البلدين.
مشاركة :