قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن شركة "بوينغ" تدرس إما تعليق أو تقليص إنتاج طائرتها المثيرة للجدل "737 ماكس"، وسط تزايد "عدم اليقين" بشأن سلامة هذه الطائرة المتوقفة عن التحليق منذ تحطم طائرتين من هذا الطراز. وقالت الصحيفة نقلا عن أشخاص مطلعين على الأمر إن إدارة الشركة الأميركية ترى بشكل متزايد أن وقف الإنتاج هو الخيار الأكثر قابلية للتطبيق. وكانت شركة بوينغ قد اتخذت قرارا سابقا بخفض انتاج "737 ماكس" من 52 إلى 42 طائرة شهريا بعد حادثتي التحطم اللتين دفعتا سلطات الطيران في جميع أنحاء العالم إلى وقف تحليق الطائرة بالكامل في منتصف شهر مارس الماضي. وترى الصحيفة الأميركية أن إيقاف إنتاج "737 ماكس" قد يؤدي إلى تضخم مصاريف الشركة، مما سينعكس سلبا على عدد الوظائف، إلى جانب خلق اضطرابات لشركات الطيران حول العالم. غير أن شركة طيران الإمارات منحت بصيصا من الأمل لعملاق صناعة الطائرات الأميركية بوينغ في طريق الخروج من أزماتها بسبب تراجع مبيعاتها، بعد أن أبرمت صفقة لشراء مجموعة من الطائرات وإعادة هيكلة طلبيات قديمة. وقد كشفت طيران الإمارات، المملوكة لحكومة دبي، النقاب عن طلبية لشراء طائرات من بوينغ خلال اليوم الرابع من معرض دبي للطيران في شهر نوفمبر الماضي، في مؤشر قد ينقذ الشركة الأميركية من عثراتها، التي تسببت فيها طرازها ماكس 737. وتسعى بوينغ إلى استعادة الثقة في طائرة ماكس 737 الممنوعة من التحليق على مستوى العالم واستقطاب شركاء وفاعلين علّها تعوضها خسائر تراجع مبيعاتها خلال العام الحالي. والتقى رئيس إدارة الطيران الفيدرالية ستيف ديكسون الخميس مع رئيس شركة بوينغ دنيس ميولنبيرغ، حيث أعرب عن مخاوفه من تسرّع الشركة باعادة الطائرة إلى الأجواء. وأقرّت بوينغ بأن طائرة "737 ماكس" لن تعود إلى الخدمة حتى العام المقبل، مع تأكيدها مرارا بأنها تتوقع الحصول على تراخيص عودة الطائرة إلى التحليق قبل نهاية عام 2020. وعلى الرغم من أن طائرات "737 ماكس" رابضة على الأرض منذ تسعة أشهر، الا أن بوينغ استمرت في إنتاجها، بحيث باتت تراكم إنتاج عدة أشهر من هذه الطائرة. وقال متحدث باسم بوينغ ردا في تصريحات صحفية "نواصل العمل عن كثب مع ادارة الطيران الفيدرالية والمنظمين العالميين للحصول على التراخيص اللازمة والعودة الآمنة لماكس إلى الخدمة". وفي حال اتخاذ قرار بوقف الإنتاج فان هذا يشير إلى أن بقاء طائرات ماكس على الأرض قد يطول لفترة أطول مما كان يعتقد سابقا. وأمرت الهيئات التنظيمية العالمية بوقف تحليق طائرة "737 ماكس" في أعقاب تحطم طائرة من هذا الطراز تابعة لشركة "ليون اير" في أكتوبر عام 2018 في إندونيسيا، اضافة إلى طائرة أخرى تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في مارس، ما أسفر عن مقتل 346 شخصا.
مشاركة :