مونديال الأندية: «الطموح الحذر» سلاح «الزعيم» أمام فلامنجو

  • 12/17/2019
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

يدخل الهلال السعودي، الدور نصف النهائي لكأس العالم للأندية 2019، مستعيداً الماضي في مواجهة مدربه السابق البرتغالي جورجي جيزوس، بأمل البناء للمستقبل، وتجاوز عتبة فلامنجو البرازيلي نحو النهائي. وسيكون الفريق السعودي، حامل لقب دوري أبطال آسيا، أمام فرصة أن يصبح ثالث فريق عربي يبلغ نهائي البطولة، في نسختها السادسة عشرة، المقامة حتى 21 ديسمبر، بعد الرجاء البيضاوي المغربي (خسر نهائي 2013 أمام بايرن ميونيخ الألماني)، والعين الإماراتي (خسر نهائي العام الماضي أمام ريال مدريد الإسباني)، عندما يلاقي على استاد خليفة الدولي، بطل مسابقة كوبا ليبرتادوريس الأميركية الجنوبية. ويخوض الهلال نصف النهائي، بعد فوزه على الترجي التونسي، بطل دوري أبطال أفريقيا، بهدف نظيف للمهاجم الفرنسي البديل بافيتيمبي جوميس، بينما يبدأ فلامنجو المشاركة من نصف النهائي. وعلى رغم أن فلامنجو هو المرشح نظرياً، بالنظر إلى فارق الخبرة والتاريخ، للتأهل في مشاركته الأولى أيضاً، يأمل الهلال في البناء على ما لقّنه إياه المدرب الحالي للفريق البرازيلي، لتحقيق الفوز عشية نصف النهائي الثاني بين ليفربول الإنجليزي ومونتيري المكسيكي. وقال قائد الهلال، محمد الشلهوب، عن جيزوس «هو واحد من المدربين الذين تشرفنا بأن يكون معنا في النادي، كانت مدته قصيرة، لكنها كانت جداً إيجابية، نشكره صراحة على النجاحات، والعمل الذي قام به معنا». تولى جيزوس (65 عاماً) تدريب الهلال في يونيو 2018، آتياً من فريق العاصمة البرتغالية لشبونة، سبورتينج، جاء التعاقد حينها في عهد الرئيس السابق للهلال نجمه سامي الجابر، والرئيس السابق للهيئة العامة للرياضة في المملكة تركي آل الشيخ. اعتبر الجابر، يومها هذا التعاقد «مكسباً ليس فقط للهلال بل للكرة السعودية»، مع مدرب تنقل بين أندية برتغالية، منها براجا وبنفيكا وسبورتينج، وكان يحمل في جعبته لقب الدوري البرتغالي ثلاث مرات، وكأس الرابطة ست مرات. كانت لجيزوس بداية إيجابية سريعة مع الهلال، ورفع الكأس السوبر السعودية، على حساب الاتحاد، في مباراته الرسمية الأولى، وبلغ ربع نهائي كأس الملك وبطولة الأندية العربية، وصدارة الدوري المحلي، خاض 26 مباراة في مختلف المسابقات، ففاز في 20 منها، وخسر مرتين فقط. كان هذا السجل يضمن له مستقبلاً بعيد المدى مع الهلال، لكن الطرفين افترقا أواخر يناير الماضي، بعد نحو ستة أشهر فقط على رأس الإدارة الفنية، تفاوتت أسباب الرحيل، بين جيزوس الذي أكد أنه لم يكن يرغب في ربط مستقبله بالنادي، وتأكيد إدارة الأخير أنها تريد مدرباً يقودها إلى هدف غالٍ طال انتظاره، وهو لقب دوري أبطال آسيا. بعد فترتين قصيرتين مع مدربين آخرين، رسا خيار الهلال في يونيو 2019 على الروماني رازفان لوشيسكو، الذي نجح في الرهان الآسيوي، وأعاد النادي إلى زعامة الكرة القارية للمرة الثالثة في تاريخه. لكن لوشيسكو، المدرب ذو تعابير الوجه الصارمة، لم ينسب الفضل لنفسه وحده، وتقدم بالشكر لمدربين سابقين على ما حققه الهلال في الآونة الأخيرة.. الأرجنتيني رامون دياز، وجيزوس. وقال: «علينا أن نذكر المدربين السابقين، جيزوس ورامون دياز، لأن الفوز بدوري أبطال آسيا يحتاج إلى الكثير من الخبرة»، معتبراً أن لاعبيه اكتسبوا بفضلهما المعرفة، بـ«كيف يتصرفون وكيف يسيطرون على مشاعرهم». ورأى أن جيزوس، «هو أحد أهم المدربين في كرة القدم، لقد بنى الفريق»، معتبراً أن من أسباب التتويج القاري «عمل هائل قام به آخرون». بعد الهلال، انتقل جيزوس إلى أميركا الجنوبية ونادي فلامنجو البرازيلي، ليقوده في موسمه الأول معه إلى لقبين غاليين.. الدوري المحلي للمرة السادسة في تاريخه، وكوبا ليبرتادوريس للمرة الثانية بعد الأولى عام 1981، على حساب القطب القاري الآخر ريفر بلايت الأرجنتيني حامل اللقب. اعتبر جيزوس، في تصريحات عقب التتويج، نقلتها وسائل إعلام برتغالية، أن كوبا ليبرتادوريس هو «أهم لقب في حياتي»، مشيداً بلاعبيه الذين «دونوا اسمهم في تاريخ فلامنجو» لا شك في ذلك. فوز الهلال على فلامنجو، يعني بلوغ نهائي تاريخي لمواجهة ليفربول بطل أوروبا، أو مونتيري بطل الكونكاكاف (اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي). لكن دون ذلك صعوبات عدة قد يطيّب من مرارتها، اللقاء المتجدد مع مدرب يحتفظ لاعبوه السابقون بذكرى جيدة عنه، من هؤلاء «أسد هجوم الهلال جوميس، الذي سجّل هدف الفوز على الترجي، بعد دقائق من دخوله بديلاً في الشوط الثاني، بعدما غاب عن التشكيلة الأساسية، لمواصلته التعافي من عملية جراحية، أجراها مؤخراً في إبهام اليد اليمنى». وضع هداف دوري أبطال آسيا (11 هدفاً)، الموعد المقبل مع مدربه السابق نصب عينيه سريعاً، ونشر بعد مباراة الترجي صورة له برفقة جيزوس، مع تعليق جاء فيه «وعدنا بعضنا البعض بأن نلتقي مجدداً، ومن دواعي سروري أن ألعب ضدك». لكن الجانب العاطفي، لن يكون وحده الحكم في المباراة، حيث إن جوميس أقر بعد إقصاء الترجي بأن «المباراة المقبلة حكاية أخرى، مباراة مهمة ضد فلامنجو» الذي يشرف عليه «مدرب رائع». الهلال يخوض المباراة بكثير من الحذر والطموح، ولكن الهلال سيكون بحاجة للتغلب على أبرز السلبيات التي واجهته في مباراة الترجي، والتي كانت حاضرة في أداء الأخير أيضاً، حيث وصل كل منهما لمرمى الآخر كثيراً، لكنه أهدر العديد من الفرص السهلة. كما يحتاج دفاع الهلال إلى الظهور بشكل أفضل، في مواجهة الهجوم القوي لفلامنجو، بقيادة الثنائي باولو هنريكي وجابرييل باربوسا (جابيجول)، اللذين اقتسما صدارة هدافي الدوري البرازيلي في الموسم الماضي، برصيد 22 هدفاً لكل منهما، وقادا الفريق للفوز بلقب الدوري البرازيلي عن جدارة. والحقيقة، أن الهلال يملك هجوماً في غاية القوة أيضاً بقيادة جوميس، وينتظر أن يصبح كاريو وجوميس، ومعهما كارلوس إدواردو، وعمر خربين، ونجم الفريق والمنتخب السعودي سالم الدوسري، من أبرز الأوراق التي يعتمد عليها لوشيسكو، فيما يغيب عن صفوف الفريق في هذه المباراة لاعبه محمد كنو، الذي طرد في المباراة أمام الترجي لنيله إنذارين في اللقاء.

مشاركة :